رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
استشهاد المكابيين السبعة مع والدتهم: من الواضح من الآيات الكتابية أن استشهاد الأم وأبنائها قد تمّ في أنطاكية، وأن لغتهم كانت اليونانية بينما لغة أسلافهم هي العبرية (آيات 8، 21، 27). كان ذلك خلال مأدبة طقسية أقامها الملك أنطيوخس ابيفانيوس، حيث جلبوا له من وشى بهم أنّهم يرفضون الهيلينية متمسّكين بشرائعهم ، وتُعتبر هذه السيرة من أروع سير الاستشهاد في العهد القديم، وتعطي مثالًا حيًّا لكل الأجيال وفي كلّ الأزمان. استشهاد الكاتب: أوّل المسعى كان محاولة إكراه الكاتب، أو ربّما الكاهن، أليعازر على أكل لحم الخنزير بفتح الفم بالقوّة وإقحام اللحم فيه. رد فعله كان أن لفظ خارجًا ما جعلوه في فمه عنوة بازدراء. نصحوه أن يقبل، ولوّ صوريًّا لينجّي نفسه فكان جوابه: «لا يليق بسنّنا أن نرائي لئلا يظن كثير من الشبّان أن أليعازر، وهو ابن تسعين سنة، قد انحاز إلى مذهب الغرباء ويضلّوا، هم أيضًا، بسببي وبسبب ريائي من أجل حياة أصبحت قصيرة جدًا، فأجلب على شيخوختي النجاسة والفضيحة. فإني ولو نجوت الآن من عقاب البشر، لا أفّر من يديّ القدير، حيًّا كنت أو ميتًا. ولكن إن فارقت الحياة ببسالة فقد وفيت، بحق، شيخوختي وأبقيت للشبّان قدوةً بميتة حسنة طوعيّة سخيّة في سبيل الشرائع الجليلة المقدّسة». إثر ذلك أُسلم إلى عذاب مرير. فلما أشرف على الموت من أثر الضرب تنهّد وقال: «يعلم الربّ، ذو العلم المقدّس، أني، وأنا قادرٌ على التخلّص من الموت، أكابد في جسدي عذاب الضرب الأليم، وأمّا في نفسي فأحتمل مسرورًا لأني أخاف الله». |
|