يدعو المثلان الخروف الضَّالّ والدرهم الضائع إلى التعرف على حب إلهي أمام قساوة البشر الناقدين لرسالة المسيح وخدمته وطريقته في التصرف تجاه الخطأة من ناحية، ويدعونا من ناحية أخرى إلى التشبه بالآب السماوي الرحيم الغفور. فيعلمنا كيف نغيّر طريقة تعاملنا مع الناس، بحيث تتوافق ومواقف الله الآب. فكما أنَّ الله فتح كنوز محبته ورحمته للجميع خاصة للخطأة لئلا ييأسوا من خلاصهم ومن الله، هكذا نحن علينا ألاَّ نحتقر ولا نهمل أحداً بل نتجاوب مع الجميع خاصة الخطأة، فخلاص الخطأة يسرُّ الله ويُسبب فرحً في السماء وعلى الأرض.
يمكننا تطبيق القصة على أنفسنا أيضا. فنحن أحيانا كالخروف التائه. كان هذا الخروف ضالاً، لا يستطيع مساعدة نفسه، كان في خطر، ولم يكن باستطاعته العثور على طريق عودته. كان النبي أشعيا صائباً عندما قال: "كُلُّنا ضَلَلْنا كالغَنَم كُلُّ واحِدٍ مالَ إلى طَريقِه" (أشعيا 53: 6). ويذكرنا الرسول بطرس أنَّنا رجعنا إلى الله بفضل سيدنا يسوع المسيح "فقَد كُنتُم كالغَنَمِ ضالِّين، أَمَّا الآن فقَد رَجَعتُم إلى راعي نُفوسِكم وحارِسِه" (1بطرس 25:2). ويسوع هو الراعي. انه الراعي الصالح (يوحنا 11:10)، الراعي العظيم (عبرانيين20:13) ورئيس الرعاة (1بطرس 4:5). الراعي الذي ذهب ليبحث عنا، وقد وجدنا فيه رجاءً لا ينقطع بقبول كل نفس مهما كان فسادها.