عبارته تكشف عن شخصية السيد المسيح وتعاليمه، ويُهَيِّئ الأمم كما اليهود للتعرُّف عليه وإدراك وصاياه. نذكر على سبيل المثال يتحدَّث سيراخ بإسهاب عن الصديق المُخْلِص دواء الحياة (سي 6: 16)، والحاجة إلى المشير الواحد بين ألف (سي 6: 6). هذا الصديق الذي تعطَّش إليه دارسو السفر قد تحقَّق بتجسد الكلمة الذي يدعو المؤمنين أَحِبَّاءه. كما أسهب في الحديث عن الصداقة التي بالحب تفتح أبواب السماء، ويجب حفظها في خزينتنا (سي 29: 11-12). ما هي خزانة المؤمن التي يُقَدِّمها السيد المسيح له سوى السماء (مت 6: 19-21). فالسفر يلهب القلب بالالتصاق بالمُخْلِص، والتعرُّف على رسالته وأسراره، والتمتُّع ببهجة وصاياه.