"الزبالة" كنز في عيون أوروبا.. النرويج تستورده لتحويله كمصدر للطاقة النظيفة بدلا من "الفحم" .. وبريط

[Mary Naeem]

"الزبالة" كنز في عيون أوروبا.. النرويج تستورده لتحويله كمصدر للطاقة النظيفة بدلا من "الفحم" .. وبريطانيا تصدره وفلوريدا

أوروبا تقود العالم إلي الطاقة النظيفة وتحول القمامة إلى وقود وكهرباء

• النرويج تتصدر قائمة الدول المستفيدة من القمامة
• السويد من أهم الدول المنافسة
• سوق القمامة يتسع ليشمل أكبر وأهم الدول الأوروبية

أكوام "الزبالة" أحد المهام الرئيسية التي تتصدر جدول أعمال أي رئيس أو حكومة مقبلة هي بلا شك التخلص من التي أصبحت السمة الرئيسية في كل شارع مصري، فلم تسلم من هذه الأكوام المناطق الراقية أو حتى السياحية.

ولكن هل حل الأزمة بهذه الصعوبة؟ بنظرة سريعة إلى تجارب دول العالم الأخرى ، فإن أكوام القمامة ليست مأزق بقدر ما هي كنز إذا ما تم استغلالها بالشكل المناسب. فقد نجحت العديد من الدول في استخدام القمامة كمصدر نظيف للطاقة لتصبح بديلا عن الوقود الحيوي والفحم الذي يصحبه تلوث قاتل يعاني من الملايين حول العالم ، وخاصة في الدول النامية والفقيرة.

أوسلو تبحث عن قمامة
وتعتبر العاصمة النرويجية أوسلو من أهم المدن الأوروبية التي تعتمد على القمامة كمصدر أساسي للطاقة. فالنرويج تحولت إلى دولة مستوردة للقمامة من دول الجوار مثل بريطانيا وأيرلندا والسويد، بل إنها تستهدف حاليا السوق الأمريكية . فالطاقة أصبحت المرادف الرسمي للقمامة في القاموس النرويجي.

فقد أنشأت أوسلو مصانع لتحويل القمامة إلي وقود للتدفئة بل وتستخدم أيضا في توليد الطاقة الكهربائية . وتم تكريس القمامة الناتجة عن المنازل والمستشفيات والمخلفات الصناعية وغيرها من المخلفات السامة لهذا الهدف النبيل، حتى أنها أصبحت تعاني من أزمة غير مسبوقة وهي النقص الحاد في القمامة. والطريف أن النرويج تعتبر واحدة من أهم 10دول مصدرة للبترول والغاز الطبيعي في العالم.

ستوكهولم على الطريق
وتعتبر السويد وخاصة ستوكهولم من أهم المنافسين للنرويج في البحث عن القمامة لتوليد الطاقة، حتى أنها لجأت إلى إقناع بعض المصانع النرويجية لنقل مخلفاتها إلى السويد للاستفادة منها وتحويلها إلي طاقة نظيفة.

بريطانيا والبحث عن الطاقة
ويبدو أن بريطانيا قررت هي الأخري اقتحام سوق القمامة لتوليد المزيد من الطاقة والوقود، والذي أصبح حاليا يستخدم في الحافلات وسيارات النقل، بل وفي بعض السيارات "الملاكي" أيضا . وهو ما يساعد على خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغيره من الانبعاثات الضارة بالإنسان وطبقة الأوزون علي حد السواء.

وقد بدأت بريطانيا بالفعل في تجميع القمامة وتصديرها كوحدات من الطاقة إلى الدول الأوروبية مثل ألمانيا وغيرها من الدول الباحثة عن الطاقة النظيفة.

وتعتبر ولاية فلوريدا أولى الولايات الأمريكية الباحثة عن الطاقة النظيفة، ولكنها تسير نحو الهدف بخطى بطيئة وثابتة.

ويؤكد المراقبون أن عملية تجميع القمامة وتصنيفها بسيطة للغاية، فقد اعتاد الأوروبيون الفصل بين القمامة قبل التخلص منها. فالمخلفات المنزلية يتم تجميعها في حقائب خضراء بينما المخلفات البلاستيكية يتم وضعها في حقائب خضراء. أما المخلفات الأخرى فيتم فصلها في حقائب زخرى. وهذه الحقائب يتم توزيعها مجانا في مراكز التسوق الكبرى.

وغالبا ما يتم تحويل المخلفات البلاستيكية إلى وقود يغني عن السولار اللازم لسيارات النقل والعديد من وسائل المواصلات.
إن حماية البيئة ونظافتها أمر بسيط بتكاليف محدودة وإرادة قوية وصلبة. فكل عنصر سلبي يمكن استغلاله بشكل إيجابي ومفيد إذا ما توافرت الإرادة الحقيقية لذلك. وهذا ما تجيده الدول الكبرى حقا وهو بالطبع ما دفعها إلي الصفوف الأولىQ