فادي أخر شهداء مارجرجس.. أصر على حضور القداس بعد زيارة والده في المنام
«ذنب فادي أيه كان رايح يحضر الصلاة.. كان فاضله شهر ويتخرج».. كانت هذه كلمات والدة الشهيد فادي رمسيس أخر ضحايا انفجار كنيسة مارجرجس في طنطا، والذي لفظ أنفاسه الأخيرة في المستشفي متأثرًا بإصابته الخطيرة، التي أسفرت عن بتر قدمه.
فادي رمسيس، هو طالب بالفرقة الرابعة بكلية العلوم بجامعة طنطا، كان محبوبًا من كل ما يعرفه، حيث أنه شاب على خُلق ومبتسم دائمًا ويساعد الجميع.
منذ عامين تعرض إلى صدمة قوية وهي وفاة أبيه بشكل مفاجئ، إثر إصابته بسكتة قلبية عقب عودته للمنزل؛ لكن «فادي» لم يستسلم لهذا الأمر، واعتمد على نفسه وقاد دفة الأسرة، وقسم وقته بين التعليم في الجامعة والعمل في مكتبة أدوات مدرسية.
وعلى الرغم من كل هذه المسئوليات المُحملة على عاقته؛ إلا أنه كان يشعر دائمًا بدور الكنيسة في حياته، وأنه لابد أن يؤدي دوره أيضًا في خدمتها، ولذلك انضم إليها كخادم في فرقة الترانيم داخل كنيسة مارجرجس، وواظب على الذهاب هناك من أجل الصلاة.
الغريب في قصة «فادي»، أنه قبل وفاته بيوم زاره والده في الحلم، ونظر له فترة كبيرة دون أن يتحدث معه، وبعد استيقاظه من النوم علم أنها رسالة من أبيه؛ لكنه لم يُترجم معناها، وقرر أن يريح ذهنه ونفسه بالصلاة، وذهب إلى الكنيسة في قداس عيد «أحد السعف»، من أجل المشاركة في ترانيم القداس، وقبل بدأ الصلاة، تلقى اتصالًا بأن أحد أصدقاءه في المستشفى، مصابًا بوعكة صحية، وذهب «فادي»؛ للإطمئنان على صحة صديقه، وعاد قبل دقائق من الصلاة.
وأثناء عودته استوقفه أصدقائه في مدخل الكنيسة وطلبوا منه أن يذهب معهم؛ لكنه أصر على تركهم لأداء الصلاة، والمشاركة في الترانيم، وبعد دخوله قاعة الصلاة حدث الانفجار، مما أسفر عن إصابته في قدمه أدت إلى بترها، وتم نقله إلى مستشفى المنشاوي الحكومي ومنها إلى معهد ناصر بالقاهرة، متأثرًا بإصابته الخطيرة، لكن هذه اللحظات كانت النهاية في حياته، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة داخل المستشفى؛ ليكون أخر ضحايا حادث انفجار كنيسة مار جرجس.
هذا الخبر منقول من : الدستور
12 - 04 - 2017, 10:49 AM
العرض العادي
