كيف يأمر الله الشعب اليهودي مرة تلو الأخرى بالقسوة في معاملة الآخرين فيحرضهم على القتل وذبح الأطفال (تث 7: 1-3، 24- يش 6: 17-21 - 1صم 15: 3) ويقول أحد الكتَّاب: هل كتاب يحوى هذا التحريض السافر على القتل بلا تمييز يكون هو كتاب الله؟
س34: كيف يأمر الله الشعب اليهودي مرة تلو الأخرى بالقسوة في معاملة الآخرين فيحرضهم على القتل وذبح الأطفال (تث 7: 1-3، 24- يش 6: 17-21 - 1صم 15: 3) ويقول أحد الكتَّاب: هل كتاب يحوى هذا التحريض السافر على القتل بلا تمييز يكون هو كتاب الله؟
1-أطال الله أناته على هذه الشعوب مئات السنين، فقد وعد الله إبراهيم أن يعطه هذه الأرض، ولكنه أوضح له أن ذنب الأموريين لم يكتمل بعد فقال الرب لآبرام " اعلم يقينًا أن نسلك سيكون غريبًا في أرض ليست لهم ويُستعبدون لهم. فيذلونهم أربع مائة سنة.. وفي الجيل الرابع يرجعون إلى هنا. لأن ذنب الأموريين ليس إلى الآن كاملًا" (تك 15: 13-16) فرغم أن الله كان يمكن أن يفنيهم كبيرهم مع صغيرهم بالنار والكبريت كما حدث مع سدوم وعمورة، ولكنه أطال أناته عليهم.
2-أمر الله شعبه بحكمةٍ أن ينفذوا حكمهُ في هذه الشعوب ليعطِهم الدرس العملي، ويدركوا مقدار كراهية الله للشر والخطية، وقد حذرهم الله مرارًا وتكرارًا لئلا يسقطوا في خطايا هذه الشعوب الوثنية الذين انحطوا لأقصى درجة حتى أنهم ادخلوا الزنا والعهارة في طقوس عباداتهم وقدموا أطفالهم ذبائح بشرية لآلهتهم، فقال الرب لشعبه " بكل هذه لا تتنجَّسوا لأنه بكل هذه قد تنجَّس الشعوب الذين أنا طاردهم من أمامكم فتنجَّست الأرض. فأجتزى ذنبها منها فتقذف الأرض سكانها.. فلا تقذفكم الأرض بتنجيسكم إياها كما قذفت الشعوب التي قبلكم" (لا 18: 24 ،25،28).
3-الله ليس عنده محاباة، فعندما سقط شعبه في خطايا الأمم تركهم الله للشعوب المحيطة بهم فاضطهدوهم وأذلوهم وأهانوهم، وانهارت مملكة إسرائيل ذي العشرة أسباط عندما سباها سنحاريب ملك أشور إلى نينوى ولم يعد منهم ولا سبط واحد،ومملكة يهوذا تعرضت للسبي لمدة سبعين سنة في بابل ثم سمح الله لهم بالعودة، وعندما رفضوا الرب يسوع وكمل ذنبهم سمح الله بتسليمهم ليد تيطس الروماني الذي هدم مدينتهم وهيكلهم وقتل وصلب منهم ما شاء، وحكم الله عليهم بالتشتت في العالم كله بسبب كثرة خطاياهم، فذاقوا العذاب أشكالًا وألوانًا لأنهم لم يستمعوا إلى تحذير الرب الإله " وان كنتم بذلك لا تسمعون لي بل سلكتم معي بالخلاف. فأنا أسلك معكم بالخلاف ساخطًا وأُؤَدبكم سبعة أضعاف حسب خطاياكم. فتأكلون لحم بنيكم ولحم بناتكم تأكلون. وأخرب مرتفعاتكم وأقطع شمساتكم وأُلقى جثثكم على جثث أصنامكم وترذلكم نفسي. وأصيّر مدنكم خربة ومقادسكم موحشة.. وأذريكمبين الأمم وأجرد وراءكم السيف.." (لا 26: 27 - 33)، " أن شئتم وسمعتم تأكلون خير الأرض. وإن أبيتم وتمرَّدتم تؤكلون بالسيف" (اش 1: 19، 20).