|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اعظم مواليد النساء يوحنا المعمدان 👑 البشارة بميلاده : • في عهد الملك هيرودس الكبير ، الأدومي الجنس ، و في هذا الجو القاتم سياسياً و دينياً ، في بلدة بوطة بمدينة يهوذا ، ظهر إنسانان باران امام الله ، زوجان من نسل هارون ، زكريا الكاهن و زوجته أليصابات .. • كانت اليصابات عاقراً ، و كان كلاهما يطلبان من الله ان يعطيهما نسلاً ، و رغم عدم إستجابة الله لهما ، لم يتذمرا ، علي الرغم من تقدمهما في الأيام .. • كان زكريا الكاهن هو احد الكهنة من فرقة أبيا ، و هي الفرقة الثامنة من الفرق الأربع و العشرين التي أقاماها داود النبي ، و كانت كل فرقة تقوم بالخدمة أسبوعاً محصوراً بين سبتين متواليين ، مبتدئة من اول صباح السبت ، اي ان كل فرقة تقوم بخدمتها مرة كل ستة شهور .. • أصابت القرعة زكريا الكاهن بحسب مقتضي نظام الكهنوت ان يقدم البخور علي مذبح البخور في الهيكل ، فظهر له ملاك الرب جبرائيل ليبشره بميلاد ابناً مباركاً و يسميه يوحنا ، و نرى ان اسم الطفل الذي اختاره الله معناه ( يهوه حنان ) ، فقد اراد الرب ان من يعد له الطريق يحمل اسم ( حنان الله ) ليعبر عن رسالته التي سيقوم بها ، فهو سيعد لله شعباً مستعداً لنوال حب الله و خلاصه .. • و قد اخبره الملاك ان هذا الطفل سيكون ( عظيماً امام الرب ) ، ( و يتقدم امامه بروح إيليا و قوته ) .. • سأل زكريا الملاك قائلاً " كيف اعلم هذا لاني انا شيخ و امراتي متقدمة في ايامها ؟ " ، و هنا كشف الملاك عن شخصيته و اعلن انه ( جبرائيل ) الواقف أمام الله ، توبيخاً له عن عدم إقتناعه و تأكيداً لصدق رسالته ، و أعطاه العلامة التي طلبها ، فكانت علامة و عقاباً في نفس الوقت كقول الملاك " لانك لم تصدق كلامى الذي سيتم في وقته " ، ففقد زكريا في الحال القدرة علي الكلام و علي السمع ايضاً بدليل ما ورد ببشارة معلمنا لوقا " ثم اوماوا الى ابيه ماذا يريد ان يسمى " ( لو 1 : 62 ) .. • و لما اكمل زكريا ايام خدمته ، مضي الي بيته ، فحبلت أليصابات زوجته .. زيارة السيدة العذراء للقديسة أليصابات : • بعد البشارة بميلاد يوحنا بستة أشهر ، عاد رئيس الملائكة جبرائيل ليبشر السيدة العذراء مريم بالحبل الإلهي ( لو 1 ) ، و قد أخبرها بحبل أليصابات .. • و بمجرد سماعها كلام الملاك ، تأهبت مريم و قامت مسرعه لتذهب الي اليصابات ، فقد أدركت الصبيه الصغيرة مريم ان عليها واجباً تفرضه المحبة عليها ، تجاه زوجة الكاهن الذي كان يرعاها حين كانت في الهيكل .. • و ما ان دخلت مريم بيت زكريا ، و سلمت علي اليصابات ، حتى شعرت اليصابات بحركة غير طبيعية للجنين في أحشائها ، ارتكض يوحنا بإبتهاج لشعوره بوجود المسيح ، فإعترفت أليصابات بألوهيه المسيح قائله " من اين لى هذا ان تأتى ام ربي الي ؟ " و يعلق القديس امبروسيوس قائلاً " شهادة اليصابات لأمومة العذراء لربها تمت بمجرد إصغاء أليصابات لسلام مريم ، و كأن ابن الله الساكن في أحشاء القديسة مريم قد تكلم بنفسه علي فم امه ، و عمل خلال تصرفاتها " .. • فهل يمكن ان نستوعب كم البركة التي نالها يوحنا و هو بعد جنين بوجود مريم العذراء بجانب امه في المنزل ؟ بل بالأحري كم البركة و القداسة من مجاورته لرب المجد في بطن امه ؟ ، انها بركة تفوق إدراك العقل البشري ، و لا يعبر عنها بالكلمات ، فقد مكثت مريم العذراء حوالي ثلاثة أشهر في بيت زكريا ، و لم تترك أليصابات حتى ولدت إليصابات إبنها يوحنا .. ميلاد يوحنا المعمدان : • وضعت اليصابات طفلها يوحنا ، فلما سمع جيرانها اتوا ليفرحوا معها ، و في اليوم الثامن جاءوا ليختتنوا الصبي .. • كان الطفل يسمى بعد ولادته بإسبوع في اليوم الذي يختتن فيه ، و كان الختان يتم وفقاً للأمر الإلهى الذي ورد في سفر التكوين ، كما كان من التقاليد العامة في ذلك الوقت ان يسمى المولود بإسم احد مشاهير العائلة او احد كبارها ، لذلك كان غريباً في اعين الناس ان تصر امه علي تسميته يوحنا ، لذلك قالوا " ليس احد في عشيرتك تسمى بهذا الإسم " .. • أراد الحاضرين تسميته زكريا علي اسم والده ، اما والدته التى إمتلأت من الروح القدس طلبت ان يسمى يوحنا ، فكتب زكريا علي لوحاً " اسمه يوحنا " فتعجب الجميع ، و في الحال انفتح فمه و نطق مسبحاً الله ممتلئاً من الروح القدس .. • و يقول العلامة اوريجانوس " عندما امتلأ زكريا من الروح القدس تنبأ نبؤتين الاولي خاصة بالسيد المسيح و الثانية خاصة بيوحنا المعمدان ، و يظهر من كلماته انه يتحدث عن المخلص كقائم فعلاً و موجود في العالم يليه الحديث عن يوحنا .." • وجه زكريا الشق الثانى من نبوءته الي ابنه يوحنا ، و يعلق القديس امبروسيوس قائلاً " قد يظن البعض ان في هذا مبالغة اذ يوجه الحديث الي طفل ابن ثمانية ايام ، لكننا نستطيع ان ندرك ان هذا في الإمكان ، إذ سمع الجنين صوت مريم قبل ولادته ، و لما كان يوحنا نبياً فإن للأنبياء آذاناً أخرى يفتحها روح الله و لا يفتحها نمو الجسد ، كان يوحنا قادراً علي الفهم إذ سبق فركض بإبتهاج في بطن امه " .. يوحنا يتربي في البرية : • يذكر الوحي الإلهي في بشارة القديس لوقا الإنجيلي " اما الصبي فكان ينمو و يتقوى بالروح و كان في البراري الى يوم ظهوره لاسرائيل " ( لو 1 : 80 ) .. • كان الطفل يوحنا ينمو و يزداد قوة روحية ، و كان يقيم في البرية الي يوم ظهوره لإسرائيل ، فقد عاش حياته كلها تقياً ، متقشفاً ، متوحداً في البراري .. • فعندما امر هيرودس الكبير بقتل كل الاطفال من ابن سنتين فما دون ، كان يوحنا من ضمن الاطفال الذين ينطبق عليهم امر القتل الذي اصدره هيرودس ، و يروي لنا التقليد ان زكريا الكاهن لما سمع بما جرى قام لوقته و اخذ الطفل و ذهب به الي الهيكل ، و امسك بقرون المذبح و صرخ الي الرب قائلاً " اليس هذا هو الابن الذي اعطيتنى إياه في سن الشيخوخة بعد طول جهاد ؟ إنهم يريدون قتله " ، و يروي التقليد ان ملاك الرب خطفه من يد ابيه و مضي به الي البرية ، اما الجنود فلما لم يجدوا الطفل قتلوا الكاهن الشيخ زكريا .. • اما الطفل يوحنا فقد ظل في البرية حتى كبر و صار يافعاً ، فصار طعامه جراداً و عسلاً برياً .. • و يذكر لنا الكتاب المقدس عن إيليا النبي ، ان الله امر الغربان ان تعوله ، كما يذكر لنا التاريخ الكنسي عن القديس الانبا بولا اول السواح ان الله أمر غراباً ان يحضر له نصف خبزة يومياً ، فإن الله الذي فعل كل هذا ، هو الذي دبر إعالة القديس يوحنا المعمدان إلي ان اشتد عوده و صار قادراً علي تناول الطعام بنفسه .. • ولا شك ايضاً ان الحياة في البرية قد اعطته الفرصة لكى يحيا مع الله ، كانت السنوات الطويلة التى قضاها يوحنا في البرية إعداداً له لكى يقوم بخدمته القصيرة زمنياً ، العميقة روحياً ، فكلما طالت فترة الإعداد للخدمة ، كانت الخدمة اكثر ثمراً .. • و وإذ كان يوحنا كاهناً كما كان ابوه زكريا كاهناً من نسل هارون ، لم يستطيع طبقاً للشريعة ان يقوم بالخدمة الدينية ككاهن او كنبي قبل ان يبلغ الثلاثين من عمره ، فظل يتعبد في البرية حتى بلغ الثلاثين ، فأظهر نفسه لبني إسرائيل ليؤدي الرسالة التي كان مكلفاً بها من الله .. يوحنا يبدأ رسالته : • ظهر يوحنا للشعب و هو في سن الثلاثين ، و هو سن بداية الخدمة له ككاهن من نسل هارون ، فإرسالية يوحنا المعمدان كانت للتوبة كما وصفها ملاخي النبي ، ليعد للرب شعباً تائباً مستعداً له .. • ظهر لشعب إسرائيل و هو يرتدي لباس من وبر الإبل ، جاء بمظهره الغير مألوف و كإنه إنحدر من عصور سحيقة ليظهر كضيف لشعب إسرائيل الموجوع .. • جاء ليكرز في برية اليهودية ، و يعمد الجموع بمعمودية التوبة .. • رفض رياء الفريسيين ، و لقبهم بـ أولاد الأفاعي ، ليس علي سبيل السباب او الشتيمة ، بل توبيخاً لهم علي ريائهم ، و يقول بعض علماء الحيوان ان الافاعي الصغيرة عندما تخرج من البيض تكون في حالة جوع شديد ، فتلتف حول الأم لتنهشها و تأكلها ، فتعبير أولاد الأفاعي أطلقه يوحنا عليهم من حيث ان الافاعي تأكل أبائها ، كما فعل اليهود بالأنبياء أبائهم الروحيين .. • ظل يوحنا يكرز و يعلم طريق التوبة ، فعلمهم ان من له ثوبان فليعطي من ليس له ، و واجه الجنود بعيوب أدائهم لمهنتهم من استخدام القوة و الظلم .. • و حينما سئل يوحنا عن ما ان كان هو المسيح اجاب بكل إتضاع انه غير مستحق ليحل سيور حذائه ، و يقول القديس يوحنا ذهبي الفم " اليد التي أكدت انها غير مستحقة ان تحل حذاء السيد .. سحبها المسيح علي رأسه ! " • أعلن يوحنا عن سلطان السيد المسيح في ان يهب مواهب الروح القدس ، و قوة معموديته ، ثم بدأ يتكلم عنه كديان للمسكونة " الذي رفشه في يده و سينقي بيدره و يجمع القمح الى مخزنه و اما التبن فيحرقه بنار لا تطفا " ( لو 3 ) السيد المسيح يعتمد من يوحنا : • و لما اتم السيد المسيح ثلاثون عاماً جاء من ناصرة الجليل حيث تربي و كان يعيش ، الي نهر الأردن الي يوحنا ليعتمد منه .. • كانت معمودية الرب من يوحنا أهم و أعظم شئ في خدمة المعمدان ، تعجب يوحنا من مجئ المسيح اليه و حاول ان يمنعه بأدب قائلاً " انا محتاج ان اعتمد منك و انت تاتي الي ؟ " ، و كإنه يقول هي يأتي الذهب الي الطين ليكتسب بهاء ؟ او هل تأتي الشمس الي سراجاً لتقتبس نور ؟ ، لكن السيد المسيح قال له " اسمح الآن لانه هكذا يليق بنا ان نكمل كل بر " • و يتضح من قول القديس متي بأن المسيح صعد من الماء ان العماد قد تم بالتغطيس .. أسباب إعتماد السيد المسيح علي يد يوحنا : • إعطاء الإعتبار ليوحنا المعمدان و خدمته .. • بيان نسبة يوحنا المعمدان الي المسيح بأن الأول سابق و الثاني هو الأصل .. • جعل المسيح نفسه كواحد من الناس .. • إتضاع المسيح و خضوعه للشريعة .. • فرصة للإعلان السماوي ليوحنا المعمدان بأن يسوع الناصري هو الكلمة المتجسد .. يوحنا يشهد للسيد المسيح : • " يوحنا شهد له و نادى قائلا هذا هو الذي قلت عنه ان الذي ياتي بعدي صار قدامي لانه كان قبلي " ( يوحنا 1 : 15 ) • وصف المعمدان السيد المسيح بأنه مانح مواهب الروح القدس " انا اعمدكم بماء للتوبة و لكن الذي ياتي بعدي هو اقوى مني الذي لست اهلا ان احمل حذاءه هو سيعمدكم بالروح القدس و نار " ( مت 3 : 11 ) • و أعلن يوحنا ايضاً ان السيد المسيح هو الله الديان العادل " الذي رفشه في يده و سينقي بيدره و يجمع القمح الى مخزنه و اما التبن فيحرقه بنار لا تطفا " ( لو 3 : 17 ) • شهد يوحنا بكل ذلك امام اليهود ، و شهد ايضاً امام تلاميذه قائلاً " هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم " ( يو 1 : 29 ) ، فتبع تلاميذ يوحنا المسيح .. • من الصعب علي إنسان يسلك حسب الجسد ان يري تلاميذه يتركونه و يتبعون آخر ، اما بالنسبه ليوحنا فكان ذلك موضع فرح و سرور و لسان حاله يقول بفرح " ينبغي ان ذلك يزيد و اني انا انقص " ( يو 3 : 30 ) صوت الحق : • لم يخشي يوحنا جبروت الملك هيرودس الذي زنا مع زوجة اخية الحى ، بل نادي بكل قوته " لا يحل لك " ، ذلك الملك القوي الذي لم يجرؤ احد علي تبكيته ، بكته يوحنا المعمدان ، فأراد هيرودس إسكات هذا الصوت .. • كان هيرودس يريد ان يصمت المعمدان ، و في نفس الوقت كان يهابه و يخشاه ، و كان يخشي قتله لأن يوحنا كان محبوباً من الشعب ، و يعتبره الأغلبيه نبياً .. • ففكر هيردوس في عزل هذا الصوت الصارخ بعيداً عن الناس ، فسجنه لفتره تقارب السنة و النصف ، كان يوحنا يسمع اخبار المسيح من خلال زيارات بعض تلاميذه له اثناء فترة سجنة و لسان حاله يقول " من له العروس فهو العريس و اما صديق العريس الذي يقف و يسمعه فيفرح فرحا من اجل صوت العريس اذا فرحي هذا قد كمل " .. إستشهاد يوحنا المعمدان • و في حفل ماجن اقامه هيرودس ، رقصت سالومي ، ابنه هيروديا رقصاً خليعاً ، فأعجب هيرودس برقصها و فتن بها ، فأقسم انه سيعطيها ما تطلب ، و ان طلبت نصف مملكته .. • لكن سالومي اطاعت والدتها هبروديا ، و لم تطلب سوي طبق ، لكن عليه رأس اعظم مواليد النساء .. • نفذ هيرودس وعده ، لأنه اقسم امام الجميع بتنفيذ كل ما تطلب تلك الفتاه .. • و هكذا تأتي قصة المعمدان الذي جاء بروح ايليا و قوته ، و كانما تم تأجيل تهديد ايزابل الملكة لتأخذه هيروديا ، و ما لم تستطيع ايزابل عمله مع ايليا استطاعت هيروديا فعله مع المعمدان .. |
|