رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تشهد يا يهوذا الخائن أنه قد تعاظم شر الناس هكذا حتي أنهم لم يطيقوا الحمل الوديع بينهم . تشهد بنفسك أن كأس الغضب فاضت و أن الكأس التي شربها فادينا الصالح يسوع كانت ممتلئة حتي النهاية. السيف اليوم يجول.يضرب بلا هدف سوي أنه يريد أن يفني المختار الذي خلق من العدم وجوداً. الوحيد الجنس الذي يستطيع أن يفني الوجود و ما فيه و السيف و القابض عليه لكنه إختار أن يسرب كأس الغضب عنا. يهوذا الصاحب الذي خان صاحبه أعطي علامةً أنه بقبلة يضعها علي خد المسيح يضع نهاية أحلامه و يسقط في هاوية الهلاك. كان يمكنك أن تنعم بلقب (صاحب المسيح) و هو أعظم من لقب أبينا إبراهيم ( خليل الله) .لكنك فضلت الشقاء علي التنعم و الهلاك علي العرش الأبدي. الملك عومل كعبد ليصالح العبيد. و ألبسوه كملك ليصالح الملوك. و صار عرقه كقطرات الدم ليصالح المجاهدين و غفر لبطرس الذي سب ليصالح الساقطين و إعتني بأمه العذراء عند الصليب ليصالح الأبرار و دفنه غني عند موته ليصالح الأغنياء و قَبِل اللص اليمين علي الصليب ليصالح الأشرار. العذاري كن هناك و نلن نصيب العذاري في الصلح الأبدي و البتول يوحنا كان يأخذ نصيب المتبتلين. هتف غير العارفين أصلبه أصلبه دمه علينا و علي أولادنا لكي يقبلوا المسيح كقاتلين راضيين بقتله لكنه من هناك أيضاً إفتداهم هم و أبناءهم دون أن يدركوا. إفتدي الطاعن و المستهزئ.الحاكم و المحكوم.لكن من يقبل؟ لم يفلت أحد من الصلح الأبدي و لم يسقط واحد من ذاكرة المخلص لأنه أحب العالم كله فإفتدي الجميع . ألبسوه ثوباً أرجوانياً الجند المنافقين أرادوا ترضية الملوك العصاة فألبسوا المسيح رداءاً أرجوانياً لأنهم إستهانوا به إذ قال اليهود عنه يوماً أنه الملك . الآتي بإسم الرب. هذا ما أرادوا أن يصنعونه بالملك الآتي بإسم الرب. يزفونه عارياً إلا من ثوب الملك. لم يعرفوا أنه كان دائماً هكذا. منذ تجسد علي الأرض و قبل أن يحجب مجده كملك الملوك. فحسبوه مهاناً. و هو مسحوق بإرادته وحده لأنه أحبنا أكثر من نفسه. أكثر من مجده كملك الملوك. حجب لاهوته فظنوه عبداً وقع في أيدي الملوك. بينما هو هو الذي حين قال للجند أنا هو سقطوا جميعهم علي الأرض فإذا كان أسمه يهوه . و أسمه يسقط عليهم الرعب هكذا. كان يجب أن يدركوا أنه تنازل عن مملكته لأجل أن يقبلنا في مملكته. ألبسوه ثوب الملك و هو بالحقيقة ملك. و كتبوا علي خشبة الصليب أنه ملك لأنهم لا يقدرون أن ينكروا الحقيقة حتي و هم يقتلوه. لطموه و تفلوا عليه و إستهزأوا به ساخرين سائلين من لطمك؟ من الخلف لطموك و من الأمام.أجيالنا السابقة من خلف و أجيالنا اللاحقة في الأمام تلطمك؟ تصطدم بخلاصك المذهل فنحن بدونك نتمرغ في الجهل. لماذا لطموك أيها الحنون؟. هل لكي يضعوا بصمات يد البشرية علي وجهك الشافي لكي إذا ما قمت تعيد مجد الإنسان الحقيقي أم لكي يسلمونك يداً بيد كل صنعة يد البشرية المجرمة. تأمل يا مخلصنا عمل أيادينا؟ كم نحن مرضي بدون شفاءك؟ تفلوا علي وجهك؟ هذا البصاق القذر يعكس حتي دناسة الأنفاس التي نتفسها بدون خلاصك. يصبح كل ما فينا دينونة حتي كل نفس نتنفسه. تعكس أنفاسنا القذرة ما بالداخل من نجاسة فتخرج في وجهك مثل بصاق الباصقين. لماذا إقترعوا علي ثيابك؟ لا نعرف أحداً يستطيع أن يلبس ثيابك؟ أنت وحدك تستطيع. ثوبك الباهي لك و ثوب الإتضاع أيضاً لك. ثوبك الذي لا يقدر قصار علي الأرض أن يصنع مثله؟ الآن عاد مثل أقمطة كما كنت في مزودك؟ يقترعون علي ثوبك و أنت تقدم كل نفسك مجاناً؟؟ ليتهم لم يكتفوا بالثوب؟ و ليتنا نحن أيضاً لا نكتفي بالثوب لأن الإرجوان يعجبنا و هوايتنا الإقتناء ليس إلا. أيها الخاسرون القرعة إنتبهوا إذا خسرتم الثوب ..عندكم ما هو أعظم و هو بينكم الآن مصلوباً يقدم ذاته مجاناً.إنظروا لئلا توجدا عراة من المسيح. رافضين بر الإنجيل الذي يسمن النفس لتكون ذبيحة مع الذبيح مقبولة فيه قدام الآب. أيها الفائز بالقرعة إياك أن تكتفي بالثوب فيخرج المسيح نفسه من حياتك.أنا أعرف أنه لن يمكنك أن تلبس ثوب المسيح لكنني أعرف أنه يمكنك أن تلبس المسيح نفسه ثوباً. أعرف أيها الرب أن ثوب جلالك يتسع لكل الخليقة.و بدون قرعة قد صار لنا فيه سترة و حماية.لأنك وهبت الذين يقبلونك ثوب العرس و هو ثوبك ايضاً أيها الملك اللابس الأرجوان. اليد اللاطمة و القدم التي تركل المخلص .اللسان الهاتف عليه أصلبه الشاهد عليه بالزور.النسمة الخارجة من القلب مع بصاق كريه.المشاعر القاسية التي تستحلي القضاء علي البرئ.الفكر الشرير الذي يظن أن القضاء علي المسيح فيه راحة .الكبار و الصغار, الحكام و المحكومين,كل الرأس مريض و كل الجسد عليل .النفس سقيمة و الروح مريضة بمرض عضال.هذه هي الطبيعة القديمة .هذا هو الجسم البشري الهالك كله. و المراد تجديده.هذا هو الإنسان العتيق في الفساد و الموت.هذا هو من مات المسيح لأجل تجديده مرة أخري.هذا ما قد هلك و إبن الإنسان قد جاء لأجله. حاكموا الإله الوحيد إنتفضي أيتها الشمس .إرتعد أيها القمر. لأن قاضي الكون كله قد أوقفه العبيد ليحاكموه.لم يخشوا سلطانه لأنه وضع نفسه . إنخدعوا بتنازله و حسبوه مداناً. الديان هنا في قصر الإنسان الزائف يسمع الإتهامات الكاذبة.يدينونه لأنه إبن الله .يلومون عليه لأنه شهد لطبيعته إلهية بينما هم قد نسيوا طبيعتهم الفاسدة البشرية و إنتحلوا منصبه و إغتصبوا منه الدينونة و حكموا عليه؟ هل سمعتم من قبل محاكمة لإله؟ حتي الأمم لم يحاكموا أوثانهم التي يظنونها آلهة؟ أما اليهود العارفون مجد الرب و عظمة إبنه فإستحلوا أن يقضوا عليه؟ هذا الإله الذي كل كتبهم تشير إليه صار مرذولاً منهم. هذا الذي إنتظره إسرائيل بشغف لما أتي قالوا هوذا الوارث فهلموا نقتله. أن يقف المسيح الرب هكذا منتظراً حكم إنسان عليه فهذا هو الأعظم في سيرة تواضعه علي الأرض. ترسل زوجة بيلاطس رسولاً لزوجها كي لا يدين البار و لا ينخدع لكونه واقفاً وديعاً بين يديه, لكن بيلاطس خدع نفسه بغسل يديه من دمه. قال لنفسه أنا برئ أنا برئ لكنه ليس بريئاً أبداً الماء لا يطهره و خطيته باقية لأنه قبِلَ أن يسلم المسيح لليهود مثلما فعل يهوذا الخائن. هيرودس و بيلاطس ,رؤساء الكهنة و الكهنة,الكتبة و الفريسين. هؤلاء جميعاً إتحدوا في الحكم علي المسيح؟ مثل نار في شوك توحدوا في الشر. وحدة الأشواك.تشابكوا و هم المتفرقين لأن موت المسيح يجمع المتفرقين أيضاً حتي الأشرار منهم.لكنهم رفضوا خلاصهم الحقيقي وطلبوا رضا الناس لا الرب فهلكوا في شرهم. صلبوك أيها الرب الحقيقي الآخذ جسمنا ليموت به و يقيمه. اليوم يقال عنك أنك الرافع البائس من المزبلة لكي يجلس معك في السماويات.بجسد البشرية صنعت خلاصاً و أعطيتنا منه حياة أبدية. صلبوك لأنك أحببت أن تخلصنا أكثر مما أحبوا هم أن يميتوك. حبك الذي دفع بك إلي أقصي الحب حين يبذل الإله الوحيد نفسه عن العالم كله.لم يقتلك الصليب بل حبك اللا نهائي لذلك مكتوب أنك أحببت إلي المنتهي . إلي أقصي ما يمكن تصوره أحببتنا حتي يوجد بيننا من لا يزل لا يصدق أن محبتك تجعلك تموت و أنت الإله الوحيد. رأيت أن تحمل خطايا العالم كله؟ يا لشناعة هذا الثقل الرهيب. إن خطية واحدة تؤرق .و الخطايا المتعددة لإنسان تفقده الراحة فكم و كم لو إجتمعت كل خطايا البشر معاً و أنت حملتها ؟؟؟ كل أسئلة الدنيا لا تشرح كم كان قاسياً هذا الثقل الرهيب.لا يوجد وصف يقدر أن يشرح لنا كم الأوجاع التي أصابت حملاً وديعاً فقط لأنه أحبنا حتي الموت موت الصليب. رفعوك علي الصليب اللصوص حوله و الهاتفون أمامه . الجنود يتلذذون بالمشاهدة و الوالي في قصره أرعدته المحاكمة . يسترجع أن رجفة أصابت نفسه و إضطراباً في قلبه لا ينقطع منذ أن أصدر حكمه بأن يسلمه إلي الكهنة ليحاكموه و هو يعرف ماذا هو حكمهم المسبق علي البار. اللص يستهزئ بالمسيح المصلوب ؟ و الآخر يفكر للمرة الأخيرة. الشمس أظلمت فخاف الهاتفون و صمتوا. زلزلة عنيفة رجرجت الضمائر.البعض قال حقاً كان إبن الله؟ لكنه بقي علي الصليب لم يطلب النجاة بل الموت عنا. يا يوحنا هوذا أمك العذراء. يا أمي هوذا إبنك.هكذا تتسلم البشرية مهمة جديدة و هي نشر الحب . و توحد المشاعر. أنا عطشان .صاح المصلوب فظنوا أنه يريد ماءاً فأسقوه خلاً لكي يتخدر فرفض. ما يدرون أنه يعلن أن اليبوسة قد بدأت تلحق بحلقه.كله مرارة لأجلنا. هو يعلن ما يحدث داخله و إقتراب نهاية المشهد لئلا يظنون أنه لم يمت مثلما يموت أي إنسان.فهو باق إبن الإنسان في كل مراحل الصلب. لقد بقي عطشاناً و لم نروه ماءاً حتي اليوم. يوم نمتلئ بالروح تفيض من الروح داخلنا أنهار ماء حي تليق بالإله الحي .هذا هو الماء الذي لأجله صار عطشاناً. كلماتك السبعة علي الصليب مثل سهام تخترق كل أنواع البشر .كالكنائس السبعة . كرسائلك إلي المفديين جميعاً.تخاطب الأم و الإبن.تخاطب اللص كما البار.تعبر عن المتروكين و عن المتمسكين بإيمانهم.تتكلم بسلطان مع أبيك و تتكلم كضعيف كعطشان. كنا أحياء فيك طوال الصليب و كنت تخاطبنا معاً جميعاً لم تنس أحداً .كأنما توصي الآب لنرث ما لك عنده. قد ُأكمِل لا يوجد في المسيح ما هو ناقص. لا الموت قد نقص فيه شيئاً و لا الحياة فيه ناقص عنها شيئاً. لا الناسوت نقص فيه شيئاً و لا اللاهوت فيه قد نقص شيئاً. قد أكمل فيه كل نبوة. كل النبوات عنه قد تمت. فقد أكمل الكتاب حقاً و يبقي القيامة و الصعود لكي نشهد نتيجة الكمال في المسيح. قد أكمل كل ما هو ضروري لخلاصنا فلم تعد حاجة بعد إلي ذبيحة غيره أو طقوس الأطعمة و التحليل و التحريم . قد أكمل فلا يوجد إنسان في أي جيل لم ينتفع بخلاص المسيح فهو خلاص كامل لكامل البشرية. قد أكمل أيضاً شر الإنسان لأن أفظع خطية أن تقتل إبن الله. قد أكمل إستعلان محبة المسيح الغامرة حتي آخر نفس في المسيح الإله المتجسد. قد أكمل العمل الخلاصي كطعام تم إعداده و الآن حان وقت قطاف الثمر و التلذذ بأكله. قد أكمل فلا حاجة لإنسان أن يفعل سوي أن يقبل المصلوب و يعيش فيه و معه حاملاً صليبه. لأنه أكمل كل ما هو صعب علي الإنسان . و ترك له فقط حرية قبول ذبيحة المسيح عنه. حين يصرح سيدنا قد أكمل فهو أيضاً يعلن قبول الآب للذبيحة التي قدمت فدية عن خطايانا لأن كمال العمل أن يكون مقبولاً من الآب. قد أكمل تعني أيضاً أن الذبيحة باقية صالحة لكل الظروف و الأزمنة و الأجناس .تامة مع الجميع . صالحة دوماً مع الجميع.كافية للجميع. قد أكمل لأن دحر الخطية و قهر إبليس و إبطال شوكة الهاوية و دفع الدين عنا كل هذا قد تم. فلتنعم بالحرية لأن الدين قد تم سداده بالكامل. لم تعد مداناً بشيء. ونكس رأسه هذا ما قدمته البشرية في لقاءها مع المسيح المتجسد. رأسنا منكسة معه. رأسنا المسيح .و قد رفضناه بجهل وقتها. ينكس رأسه لأنه يكرر تنازله لأجلنا حتي في مشهد موته.يسلم للآب روحه الإنسانية كوديعة وسيستردها بعد أيام ثلاثة. الذي صرخ في جبروت للآب أن يقبل روحه البشرية هو الذي في هدوء نكس رأسه. إن المسيح متحكم في كل عباراته و تصرفاته حتي آخر لحظة في الأرض. ليدلل أنه صاحب السلطان و قد مات بسلطانه وحده. قد مات تستطيع أن تهتف لا تشمتي بي يا عدوتي الخطية لأنه قد مات فلم يعد لها سلطان عليك. تستطيع أن تشعر بالحرية لأن دافع الدين قد سدد الدين كاملاً. تستطيع أن تعيش لأنه مات. و تستطيع أن تموت دون خوف لأنك ستعيش إلي الأبد. مات نعم سيقوم أيضاً لأنه غالب الموت. مات المسيح فماتت عنك كل مظاهر الهزيمة . |
|