منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 11 - 2024, 04:40 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

الصليب في رسالة غلاطية




الصليب في رسالة غلاطية




للصليب تأثير عملي هام على حياة كل قديس أدرك أبعاد هذا العمل العظيم. وأكثر رسالة وردت فيها إشارات إلى هذا التأثير الشامل على حياة كل القديسين هي رسالة غلاطية. وسوف نتأمل في خمسة تأثيرات للصليب كما وردت في هذه الرسالة، لكي ندرك، بصورة أكثر جلاء ووضوح، أهمية الصليب وتأثيره الهام في كل مجال من مجالات الحياة المسيحية.

أولاً: الصليب هو أساس خلاصنا (3:1-5)

في هذه الأعداد نرى نوعين من الخلاص:


الخلاص الأول: من مديونية الخطية. «بذل نفسه لأجل خطايانا». كان موت المسيح كالبديل طوعاً واختيارياً، فعلى الرغم من أن الخطايا هي خطايانا نحن وقد جلبت علينا حكم الموت، غير أن الذي مات هو المسيح، إنه مات لأجل خطايانا حاملا عقوبتها نيابة عنا.

الخلاص الثاني: من هذا العالم الموضوع في الشرير. «لينقذنا من العالم الحاضر الشرير»، فالخلاص هنا هو عملية إنقاذ لأناس كانوا في ورطة شديدة لا يستطيعون أن ينقذوا أنفسهم، فهذا العالم هو نظام أنشأه الشيطان بعد السقوط (تك4) ليعادي الله، وليملأ الفراغ الذي شعر به الإنسان بعد السقوط، وقد وصل هذا النظام الآن إلى أقصاه، ونحن في حاجة إلى الخلاص من هذا العالم بكل مبادئه، والانتقال إلى دائرة جديدة يسميها الكتاب «ملكوت ابن محبته».

ثانيا: الصليب هو أساس حياتنا (19:2-21)

إن الناموس أعلن بكل وضوح أن «أجرة الخطية هي موت» ،«إن شئتم وسمعتم تأكلون خير الأرض وإن أبيتم وتمردتم تؤكلون بالسيف» (إش1: 19-20)، فكيف يمكنني أن أتبرر والناموس يلاحقني بصفتي مخالفاً لوصاياه؟ لا يمكنني ذلك مطلقاً، ويتحتم عليَّ أني أموت الموت الذي يطلبه. وإن كنت أفعل ذلك أنا بنفسي فسوف تكون تلك نهايتي . لذلك فإن الله دبّر طريقة أخرى: المسيح حمل عقوبة مخالفتي للناموس، وأصبحت أملك البركة الناتجة عن عمله لأنني اتحدت معه في موته، ولأنني مُتَحِد مع المسيح أستطيع القول «مت للناموس» (ع19)، ملبيّاً مطاليبه، لأنني «مع المسيح صُلِبت» وهو الآن يحيا فيَّ (ع20). أي أن المسيح مات لأجلي، وأنا مُتّ معه، ملبّياً مطاليب الناموس ونائلاً جزاء الخطية العادل، ثم قام المسيح، وهو الآن حي، وأنا أحيا به، مشاركاً في حياة القيامة التي يحياها.

ثالثا: الصليب هو أساس كرازتنا وشهادتنا (1:3-3)


لا شك أن محور الشهادة ومركزها هو المسيح المصلوب،«أنتم الذين أمام عيونكم قد رسم يسوع المسيح بينكم مصلوبا» (غل1:3)، تماماً كما فعل الرسول في كورنثوس لم يكرز بسمو الكلام والحكمة بل يقول «لم أعزم أن أعرف شيئا بينكم إلا يسوع المسيح وإيّاه مصلوباً» (1كو2:2). علينا أن نحمل لوحة المسيح المصلوب علنا قدام عيون الناس، لكي يروا ويؤمنوا (3: 1). وعندما نقوم بهذا يجب ألا نُهذِّب أو نحذف أو نعدِّل بعض العبارات غير المستساغة للذهن الطبيعي من الإنجيل، متغاضين عن الحقائق التي تهين الكبرياء البشري. كلا، فمهما كان الثمن، فإننا نبشِّر بالصليب (استحقاق المسيح)، وليس بالختان (استحقاق الإنسان)؛ وهذا هو الطريق الوحيد للخلاص (5: 11؛ 6: 12).

رابعا: الصليب هو وسيلة تقديسنا

هنا نأتي إلى أنواع ثلاثة من الصَلب وردت في رسالة غلاطية: لقد صُلبنا مع المسيح (2: 20)، كما صُلِبَت طبيعتنا الساقطة (5: 24)، وأخيراً صُلِب العالم لنا، كما صُلِبنا نحن للعالم (1:3؛ 6: 14). وهكذا فإن الصليب يعني أكثر من صلب الرب يسوع. إنه يتضمن صلبنا نحن وصلب الجسد وصلب العالم، وبذلك أصبحنا مقدَّسين، أي مخصَّصين لله، نسلك بموجب حياة جديدة وفي دائرة عالم جديد.

خامسا: الصليب هو موضوع افتخارنا

وهذا ما يؤكده الرسول إذ يقول «وأما من جهتي فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح» (6: 14). كانت حياة الرسول بولس بأكملها تدور في مدار واحد، وهو الصليب. لقد ملأ الصليب بصره، وأنار حياته، وأدفأ روحه. كان «يفتخر» به ولم يستحِ به مطلقاً (رو1: 16). كان يعني له أكثر مما يعنيه أي شيء آخر. ويجب أن تكون لدينا تلك النظرة عينها.

وإن لم يكن للصليب هذا التأثير المبارك في حياتنا، فإننا نضع أنفسنا في صف «أعداء صليب المسيح» (في3: 18). فأعداء الصليب هم الذين يعملون ضد أغراضه. فالتطلع إلى البر الذاتي (بدلاً من النظر إلى الصليب للتبرير)، وتلبية رغبات الذات (بدلاً من حَمل الصليب لاتّباع المسيح)، والإعلان عن الذات (بدلاً من الكرازة بالمسيح المصلوب)، والافتخار بالذات (بدلاً من الافتخار بالصليب)؛ هذه جميعها تميّز أعداء صليب المسيح.

ومن جهة أخرى، كان بولس صديقاً وفيّاً للصليب. لقد دمج نفسه بالصليب بصوره وثيقة جداً، حتى أنه عانى الاضطهاد الجسدي لأجله. كتب يقول: «لأنني حامل في جسدي سِمات الرب يسوع» (غل6: 17)، وعنى بذلك الجروح والندوب التي أصابته من جراء المناداة بالمسيح المصلوب، أي السمات التي دمغته كعبد أصيل للمسيح.

إن سمات يسوع في الروح، إن لم تكن في الجسد، تبقى علامة التوثيق لكل تلميذ مسيحي، ولاسيما للشاهد المسيحي. قال أحد الأفاضل: "إن الإنسان المصلوب هو الذي يستطيع أن يبشِّر بالصليب". وقال آخر: "إن ما قاله توما عن المسيح يقوله العالم اليوم عن الكنيسة، ويقوله العالم أيضاً لكل واعظ: ما لم أرَ في يديك آثار المسامير لن أومن". وإنه لقول صحيح من وجهة معينة، فالإنسان الذي مات مع المسيح هو الذي يستطيع أن يبشر بصليب المسيح. كلما رأى الناس الصليب مُعلَناً في حياتنا بوضوح، كلما أدركوا ما هي مسيحيتنا الحقيقية.


رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الصليب والعالم ( غلاطية 6: 14 )
رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 3: 26
رسالة غلاطية
رسالة غلاطية
رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية


الساعة الآن 02:39 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024