الكتاب المقدس يؤكد على ضرورة الكرازة كتنفيذ لوصية المحبة كوصية كتابية
لأن عمل الكرازة هو المناداة بالإنجيل، باعتباره هو البشارة المفرحة بشخص الرب يسوع وفدائه، لذلك اعتبرت الكرازة فى المفهوم الكتابى هو طريقة التعبير عن محبتنا الحقيقية للرب، والتى لا يمكن أن تكون محبة علمية، إلا من خلال محبتنا للآخرين "تحب الرب إلهك من كل قلبك.. وقريبك مثل نفسك" (مت 39:22) فبقدر محبتنا لله بقدر سعينا نحو خلاص أبناءه، الذين سفك دمه عنهم، ففى لقاء ربنا يسوع المسيح مع معلمنا بطرس على بحيرة طبرية، قال له: "أتحبنى يا سمعان بن يونا.. أرع خرافى" (يو 15:21). فالمحبة الحقيقة لن تكون إلا من خلال الكرازة بشخص الرب يسوع مخلصاً وفادياً، وذلك من خلال نوال الملكوت السماوى. فمحبتنا الحقيقية للآخرين هى التى تجعلنا نسعى نحو خلاصهم، وهذا ما دفع معلمنا بولس الرسول أن يكتب عن أنسبائه اليهود "لكننى كنت أود لو كنت أنا نفسى محروماً من المسيح لأجل أقاربى وأنسبائى حسب الجسد" (رو 3:9) فمحبته لأخوته كانت هى الدافع لسعيه نحو خلاصهم.
لذلك نجد معلمنا بولس الرسول فى إحساس عميق بالمسئولية يؤكد "إذ الضرورة موضوعة علىّ فويل لى إن كنت لا أبشر" (1كو 19:9). لذلك فإن القلوب التى ألتهبت بمحبة الرب، لابد أن تنادى مع إشعياء النبى: "هاأنذا أرسلنى" (إش 8:6).