جاء السيّد المسيح، معلّم البَشريّة وشمس البرّ إلى كَفَرْناحوم ليُضيء على الجالسين في الظلمة لتتميم نبوءة أشَعْيا "الشَّعب السَّائِرُ في الظُّلمَةِ أَبصَرَ نوراً عَظيماً والمُقيمونَ في بُقعَةِ الظَّلام أَشرَقَ علَيهم النُّور"(أشَعْيا 9: 1) التي تقول ان المسيح نورٌ لأرض زَبولونَ ونَفْتالي ، أي منطقة الجَليل التي تقع فيها كَفَرْناحوم (متى 4: 13)، وشعبها " المُقيمُ في الظُّلْمَة والمُقيمونَ في بُقْعَةِ المَوتِ وظِلالِه" (متى 4: 16) على ما ذكر عنهم أشَعْيا النبي، "أَبصَرَوا نُوراً عَظيماً" (متى 4: 16)؛ فالظلمة التي كان يقيم فيه الناس في كَفَرْناحوم هي وقوعهم تحت احتلال حكم الآشوريين الوثنيين عام 734 ق. م.؛ وأمَّا الموت الذي يقيمون فيه فهو الجهل والخطيئة. "فأَشرَقَ عليهمِ النُّور" (متى 4: 16)، فالنور الذي أبصروه هو نور المسيح الذي حرَّرهم من ظلمة الخطيئة وظلمة الموت والجهل.
وعليه فان الإنجيل المقدس أنطلق من كَفَرْناحوم إلى العالم الوثني نوراً يهتدي به الناس إلى الملكوت عن طريق التوبة. فموضوع رسالة يسوع في الجَليل: التوب وملكوت السماوات.