المسيح شكّل قدوة في أعمال التَّضامن والتَّفاني مع البَرَص.
وكانت الكنيسة دائمًا وفيّة لرسالتها التي تتضمّن التَّبشير بكلام المسيح، ومتّحدة مع الأعمال الملموسة للرَّحمة المتضامنة تجاه الأشخاص الأكثر تواضعًا خاصة تجاه أولئك المُصابين بالأمراض التي كانت تعتبر الأكثر إثارة للاشمئزاز. لقد أظهر التَّاريخ بوضوح واقعة أنّ المسيحيّين كانوا أوّل مَن اهتمّ بمشكلة البَرَص. إنَّ الله سبحانه وتعالى ليس قاسي القلب، ولا يحجب أحدًا عن رحمته، وليس بعيدًا عنا. إنه قمة العطف والرَّأفة والحنان؛ ولا يشترط علينا إلاَّ أن نعلن له عن حاجتنا، وان نستجدي منه الرَّحمة والغفران، شانه شأن كل طبيب لا يقبل على معالجة المريض بغير رضاه، ولا يصف للمريض دواءً، ما لم يُعلن المريض عن شكواه.