منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 07 - 2014, 05:41 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,205

الإسكندرية وروما: الصدام والانقسام

في عام 440 م. تنيح بابا روما سيكستوس الثالث الذي كان صديقًا ومؤيدًا للبابا كيرلس الكبير.. وخلفه البابا لاون الأول 45 (440-461) والذي كان يختلف تمامًا عن أسلافه من بابوات كرسي روما الرسولي.. لقد كان هذا الحبر الروماني يكّن عداوة شديدة لكرسي الإسكندرية، ويمتلئ قلبه بالكراهية والحقد لبابا الإسكندرية معلم المسكونة وقاضيها، وحامي الإيمان المسيحي من كافة البدع والهرطقات، وله الكلمة النافذة هنا وهناك.
وأسقف روما لاون الأول هو الذي وضع في فكر كنيسته مسألة رئاسة روما على الكنائس، والسيادة على العالم المسيحي، إلى جانب الإدعاء بعصمة بابا روما!!! ولعله بذلك أراد أن يقلل من شأن ومكانة كرسي الإسكندرية، والعجيب حقًا أن كل بابوات روما منذ هذا العالم 440م وإلى الآن يأخذون بهذا المعتقد، ويسعون بشتى الطرق والوسائل من أجل تحقيقه، وغرسوا هذا الفكر في كل الأجيال المتعاقبة بكنيستهم، ليكون واقعًا في حياتهم، وتاريخهم الذي يكشف عبر العصور عن ذلك.
وأيضًا نجد لاون الأول أسقف روما سيكون هو أحد العوامل الرئيسية فيما سيحدث للكنيسة الواحدة وخاصة في عام 451 م. عندما يحدث الانقسام.
وفي الإسكندرية كانت هناك المحاولات الكثيرة التي يبذلها البابا كيرلس الكبير لرأب الصدع الذي حدث في الكنيسة الواحدة بسبب هرطقة نسطور الخطيرة..

الإسكندرية وروما: الصدام والانقسام
وجاء عام 444 م. وتنيح القديس البابا كيرلس الكبير عمود الدين.. وبعد شهر واحد، اختير القديس ديوسقوروس (444-454) تلميذ قداسة البابا وسكرتيره الخاص ليكون هو بابا وبطريرك كنيسة الإسكندرية الخامس والعشرين..
وكان البابا ديوسقوروس يتصف بالغيرة الشديدة على الإيمان الأرثوذكسي القويم، ويحرص كل الحرص على سلامة الكنيسة.
وفي القسطنطينية كان هناك فلابيانوس بطريرك كنيسة القسطنطينية (446-449)، والذي يكّن عداوة أيضاَ لكرسي الإسكندرية، ومعه الكثيرون من أساقفة الشرق..
أما الإمبراطورية فكان يجلس على عرشها الإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير. وبعد موته عام 450 م. تولى العرش الإمبراطور مركيان (450-457) والذي تزوج بوليكاريا شقيقة الإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير. وكان أيضًا يمتلئ قلبه حقدًا وكراهية لمصر والمصريين ولكنيسة الإسكندرية، وللجالس على السدة المرقسية.
في هذا الزمن.. ومع هذه الشخصيات المتنافرة.. ومع التصدع الذي حدث بسبب النسطورية شرقًا وغربًا.. كان لابد من الصدام المحتوم. ولابد أن يتصاعد هذا الصدام إلى حد الانقسام في الكنيسة الواحدة بعد أحداث مجمع خلقيدونية 451م.
الإسكندرية وروما: الصدام والانقسام
في مواجهة الأوطاخية(1)

في القسطنطينية، كان أحد رؤساء الأديرة هناك يدعى أوطاخي. كان يدافع عن إيمان الكنيسة في طبيعة السيد المسيح الواحدة ضد تعاليم نسطور. ولكنه كان مغاليًا ومتطرفًا في شرح الطبيعة الواحدة فسقط في هرطقة جديدة مؤداها أن طبيعة السيد المسيح الناسوتية تلاشت في طبيعته اللاهوتية، فصار المسيح طبيعة واحدة ممتزجة!!!
وحاول الكثيرون إرجاع أوطاخي عن تعليمه وبدعته، إلا أنه أصرّ على موقفه وفكره.. فعقد فلابيانوس بطريرك القسطنطينية مجمعًا في نوفمبر من عام 448م حضره 29 أسقفًا و23 أرشمندريتًا. ورفض أوطاخي الحضور أولًا لمناقشته، ولكنه حضر ومعه بعض رهبان ديره وكبير الحرس الملكي، ومعه رسالة من الإمبراطور للمجمع..
وبعد مناقشة أوطاخي حكم هذا المجمع بما يلي:
1- حرم أوطاخي وعزله من رئاسة الدير.
2- إقرار القول بطبيعتين ومشيئتين بعد الإتحاد.
وبهذا جددوا هرطقة نسطور ثانية.
وتوالت الأحداث..
تظلّم أوطاخي لدى الإمبراطور ثيؤدوسيوس. فأصدر أمرًا بعقد مجمعًا آخر في أبريل من عام 449م برئاسة فلابيانوس وأغلب الأساقفة السابقين، للبحث في قرارات المجمع السابق.. والغريب أن الأساقفة تراجعوا وتنصلوا من أقوالهم، مُلقين التبعة بعضهم على بعض.. إلا أن فلابيانوس تمسك بوجود طبيعتين في السيد المسيح بعد الإتحاد..
وتظلم أوطاخي ثانية للإمبراطور، وكتب رسالة إلى ولان الأول أسقف روما ضد فلابيانوس. فأظهر الحبر الروماني تعاطفًا معه.. ثم انقلب عليه.
الإسكندرية وروما: الصدام والانقسام
مجمع أفسس الثاني

رأى الإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير أن الأمر يتطلب عقد مجمع عام في مدينة أفسس للنظر في هذه المشكلة الإيمانية الجديدة،وبالفعل وجه الدعوة إلى الأساقفة للحضور. وجاء البابا ديوسقوروس على رأس وفد قبطي من عشرين مطرانًا وأسقفًا. أما أسقف روما فقد أرسل نيابة عنه أسقفًا وقسًا وشماسًا. وقد حضر أيضًا فلابيانوس أسقف القسطنطينية.
وقد عقد المجمع في أغسطس من عام 449م بحضور 130 أسقفًا وبرئاسة البابا ديوسقوروس وقاموا بما يلي:
1- مناقشة أوطاخي في عقيدته فشرحها شفاهًا، كما قدمها مكتوبة فلم يجد الآباء أنه حاد عن الإيمان السليم.
2- قراءة رسالة البابا كيرلس الكبير المجمعية والتي تتضمن شرحًا وافيًا للتجسد الإلهي.
3- مراجعة أعمال وقرارات مجمعي فلابيانوس بالقسطنطينية.
4- تبرئة أوطاخي ورهبان ديره من الحكم الذي أصدره فلابيانوس عليهم.
5- قراءة قانون إيمان نيقية، وقرارات مجمع أفسس المسكوني الثالث.
6- أتخذ المجمع هذا القرار الإيماني:" للمرة الثانية نجدد القول بطبيعة واحدة بعد الإتحاد للكلمة المتجسد بدون اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير".
7- أخذ رأي فلابيانوس في قرار المجمع، فأعلن رفضه له وتمسكه بعقيدته التي أعلنها في مجمعه وهي القول بطبعتين في المسيح بعد الإتحاد!! وحاول الأساقفة معه العدول عن أفكاره وتعلميه المنحرف، ولكنه أصر ورفض الخضوع لرأي آباء المجمع.
8- الحكم بحرم فلابيانوس مع ستة أساقفة آخرين أصروا على هرطقتهم.
9- وقّع الآباء على قرارات المجمع، ثم أرسلت إلى الإمبراطور ثيؤدوسيوس للتصديق عليها.
وانتهت أعمال هذا المجمع، وعاد الأساقفة إلى كراسيهم..
الإسكندرية وروما: الصدام والانقسام
الطريق إلى خلقيدونية

وتطورت الأحداث بشكل متلاحق وسريع فنجد:
1- الإمبراطور ثيؤدوسيوس يصدر قرارًا بنفي فلابيانوس والأساقفة المحرومين.
2- عاد مندوبو البابا ولان الأول، الذي غضب لنتائج مجمع أفسس الثاني، وخاصة لعدم قراءة رسالته واعتبارها إهانة كبيرة له، وأيضًا عزل صديقه فلابيانوس حيث كان يشاركه الاعتقاد الخاطئ بخصوص طبيعتي المسيح بعد الإتحاد.
3- أتصل الأساقفة المقطوعون بالبابا لاون الأول، واحتجوا أمامه على قرارات المجمع، فوعدهم بالتدخل ومساعدتهم لعودتهم إلى كراسيهم,

الإسكندرية وروما: الصدام والانقسام
4- سعى البابا لاون لعقد مجمع في مقر كرسيه بروما يستأنف فيه الأحكام الصادرة في مجمع أفسس الثاني. وكتب عدة رسائل للإمبراطور ثيؤدوسيوس وللإمبراطور الغربي فالنتيانوس ولزوجته ولوالدته للضغط على الإمبراطور ثيؤدوسيوس للموافقة. ولكن كلها باءت بالفشل لاقتناع الإمبراطور بنتائج مجمع أفسس، وأنه حقق هدفه، وليس هناك حاجة لعقد مجمع آخر.
5- عندما عرف البابا ديوسقوروس بأمر أسقف روما لاون الأول وسعيه لعقد مجمع لديه مناهضًا لمجمع أفسس الثاني، فضلًا عن قبوله لأتباع نسطور الذين حكمت عليهم المجامع المسكونية، وتأييده الكامل للتعاليم المنحرفة فيما يخص طبيعتين ومشيئتين للمسيح بعد الإتحاد. وتمسكه بكل ما كتبه في رسائله إلى فلابيانوس..
عقد مجمعًا في الإسكندرية بحضور جميع أساقفة مصر. وبعد المناقشات التي تبين فيها تردي لاون فيما تردى فيه فلابيانوس وكل النساطرة.. إتخذ قرارًا حاسمًا يحرم أسقف روما لاون الأول..
6- في عام 450م مات الإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير دون أن يخلف وريثًا للعرش سوى أخته بوليكاريا التي نكثت عن عهدها بالرهبنة، وتزوجت من القائد مركيان ليصبح هو الإمبراطور الشرقي، والذي كان يميل إلى النسطورية وكانت بوليكاريا تميل إلى فلابيانوس ومعتقده أيضًا.
7- سعى الأسقف الرومان لاون من جديد لدى الإمبراطور مركيان وزوجته لعقد مجمع جديد للمشكلة القائمة، فجاء هذا الأمر تحقيقًا لرغبة الإمبراطورة بوليكاريا للنيل من البابا ديوسقوروس والحد من نفوذه وقوته. فضلًا عن الخوف من خطر انفصال مصر عن المملكة..
8- أرسل الإمبراطور مركيان الدعوة إلى البابا ديوسقوروس وإلى كثيرين من الأساقفة كان معظمهم من النساطرة لعقد مجمع في قصره بالقسطنطينية..
وجاء البابا ديوسقوروس، ودهش لعدد الأساقفة المجتمعين بلا سبب ولا مبررز وإذا قيل لقداسته أن الإمبراطور يهدف من وراء ذلك توضيح الإيمان. قال البابا بكل جرأته وغيرته: "إن الإيمان لفي غاية الكمال لا يعوزه شيء من الإيضاح، وهو مقرر ومثبت من الآباء أمثال أثناسيوس وكيرلس وغيرهم".
9- وفي أثناء عقد هذا المجمع برئاسة الإمبراطور نفسه، حاول البعض أن يستميل البابا ديوسقوروس ليوافق على رسالة لاون (طومس لاون) التي تثبت الطبيعتين بعد الإتحاد. ولكنه رفض موضحًا لهم الإيمان السليم في طبيعة المسيح الواحدة، وخطأ التعاليم بالطبيعتين. واستعان بنصوص من كتابات البابا كيرلس الكبير التي تؤكد صحة وسلامة هذا الإيمان..
ولم يستطيع الأساقفة الرد على البابا ديوسقوروس، بل قيل أن بعض الأساقفة اقتنعوا برأي قداسته.. وعليه لم يجد الإمبراطور مركيان بدًا من أن يرفع الجلسة إلى موعد آخر.
10-عاد الإمبراطور مركيان في بحث أمر البابا ديوسقوروس مع زوجته بوليكاريا ومع الأساقفة النسطوريين والمقطوعين. واستقر رأيهم على عقد مجمع في مدينة خلقيدونية. وأن لا يناقشوا البابا ديوسقوروس في مسألة الإيمان لأنه قوي الحجة، بل يكتفون التركيز على:
أ- طومس لاون
ب- أمر الأساقفة المقطوعين.
وصدرت الأوامر الإمبراطورية بعقد مجمع خلقدونية الذي لي يورث الكنيسة شيئًا سوى الانقسام والأحزان.
الإسكندرية وروما: الصدام والانقسام
مجمع خلقيدونية الزائف(2)

في مدينة خلقيدونية بأسيا الصغرى بمقاطعة بثينية (حاليًا قرية قاضي قوة بتركيا) انعقد هذا المجمع بحضور 630 أسقفًا (ويُقال 330 في رأي آخرين) والإمبراطور مركيان وزوجته بوليكاريا والقضاة الذين اختيروا لإدارة جلسات المجمع، وذلك في أكتوبر 451م. وقد تبين منذ البداية مدى المؤامرة التي دبرت ضد البابا ديوسقوروس، وقد جرت الأحداث المؤسفة على هذا النحو:
الإسكندرية وروما: الصدام والانقسام
1- في الجلسة الأولى وبعد افتتاح الإمبراطور مركيان أعمال المجمع بخطابه التقليدي.. اعترض أحد مندوبي لاون الأول على جلوس البابا ديوسقوروس في مقدمة الآباء لأنه هنا من أجل محاكمته لعقده مجمع أفسس الثاني 449م بدون إذن من كرسي روما!!! ولما وجد القضاة أن هذا الإدعاء باطل رفضوا مطلبه، وأفحموه بالرد فلاذ بالصمت.
2- دخول أسقف قورش النسطوري المقطوع من شركة الكنيسة لحضور المجمع قائلًا: أنه أعيد إلى كرسيه بأمر من لاون الأول أسقف روما.
3- أنكر بعض الأساقفة الذين حضروا مجمع أفسس الثاني موافقتهم على القرارات التي أخذت، وأنهم وقعوا رغمًا عنهم بقوة السلاح وعلى ورقة بيضاء، كما أنهم لم يصادقوا على اعتراف أوطاخي!!!
تألم البابا ديوسقوروس على كذبهم وإدعاءاتهم وأنبهم بشدة لهذا الإنكار خوفًا من الناس، على حساب التمسك بالإيمان الصحيح والعقيدة السليمة.. ومن ثم تأثروا وشعروا بخطيئتهم وقالوا لقداسته "أخطأنا ونطلب الغفران".. فأندهش القضاة، وسألوهم عن سبب إنكارهم وتغيير كلامهم فقالوا أيضًا: "أخطأنا ونطلب الغفران"..
4- سأل القضاة البابا ديوسقوروس عن سبب عدم قراءة رسالة أسقف روما في مجمع أفسس الثاني فأجاب أنه أمر بقراءتها مرتين.. ثم أجاب أسقف أورشليم يوبيناليوس قائلًا: لقد أمر الأب ديوسقوروس بقراءة الرسالة وفي نفس الوقت قدم إلينا كبير كتبة المجمع رسائل الإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير، فتليت كلها.. ولم تقدم لنا رسالة لاون، ولم يذكرنا بها أحد.. فصمت الكل أما هذا الرد الحاسم.
5- أدرك خصوم البابا ديوسقوروس أن الأمر سيفلت من أيديهم نظرًا لحجة البابا ديوسقوروس القوية، ولدور القضاة في كشف الكثير من الزيف والخداع من أتباع لاون الأول وفلابيانوس.. تقرر رفع هذه الجلسة على أن تستأنف بعد خمسة أيام.. وهذا في حقيقة الأمر لكي ليحيكوا فيها مزيدًا من المؤامرات.
6- اتفق الأساقفة المتآمرون على عقد جلسة ثانية في اليوم الثالث وقبل موعد إستئناف أعمال المجمع المتفق عليه، لضمان عدم حضور البابا ديوسقوروس والقضاة، ولكي يتأكدوا من عدم حضور قداسة البابا، وضعوا حراسًا على باب مقر إقامته لمنعه من الخروج إذا حاول ذلك.
7- عقدت هذه الجلسة بحضور أساقفة الشرق النساطرة ومندوبي لاون الأول أسقف روما.. ولمزيد من الخداع أرسلوا وفدًا لاستدعاء البابا ديوسقوروس.. فأخبرهم أن الحراس يمنعوه، كما أنه لي يحضر إلا بحضور القضاة.
8- أصدر الأساقفة المتآمرون حكمهم على البابا ديوسقوروس في غيابه وغياب أساقفته وغياب القضاة ونواب الإمبراطور وقد جاء في نصه: "قد ظهرت الأمور التي صنعها ديوسقوروس.. فقد قبل أوطاخي بخلاف ما تأمر به القوانين.. واستخص لذاته الولاية قهرأً ولم يأذن أن تقرأ رسالة لاون المرسلة إلى قلابيانوس.. وقد زاد إثمًا على سيئاته الأولى فيما تجاسر وحرم لاون الحبر الأقدس صاحب كرسي كنيسة رومية.. وقد دعاه المجمع ثلاث دفعات بموجب القواني الكنائسية فخالف أمره وأبى السير إليه.. فلأجل ذلك لاون الحبر الأقدس بواسطتنا.. قد نزع عنه درجة الأسقفية وعزله من خدمة الكهنوت، فالآن، هذا المجمع المقدس يحكم في دعوى ديوسقوروس بما رسمته القوانينَ!!"
9- أرسلوا قرارات هذا المجمع وعقيدتهم المخالف للإيمان السليم إلى البابا ديوسقوروس،فتلاها على مسمع من بعض أساقفة.. وإذ وجدها مخالفة لتعليم الكنيسة كتب على هامشها ما يظهر فسادها، مع حرم كل مّن يتجاسر على تغيير العقيدة الأرثوذكسية الصحيحة أو يتلاعب بقوانين المجامع المسكونية.. ثم أرسلها إليهم.
10- عندما رأى الأساقفة الخلقيدونيون حرم البابا ديوسقورورس، أسرعوا إلى الإمبراطور مركيان، وأعلموه بما فعله البابا. فاغتاظ وعزم على قتله، ولكنه أدرك خطورة ذلك فعدل عنه، واكتفى بنفي قداسته إلى جزيرة غاغرا بآسيا الصغرى (حاليًا كانكريري بتركيا).
وقد بقى البابا ديوسقوروس في منفاه خمس سنوات حتى تنيح بسلام في عام 457م..
ورفضت كنائس الإسكندرية وأورشليم وفلسطين وغيرها قرارات هذا المجمع الزائف الذي ابتدع تعليمًا غريبًا ومنحرفًا ونادى بطبيعتين في السيد المسيح بعد الإتحاد..
وهكذا كان مجمع خلقيدونية سببًا في انقسام الكنيسة الواحدة. ومازال العالم المسيحي يجني ثماره حتى الآن تلك الثمار التي زرع بذارها لاون الأول أسقف روما ونماها خلفاؤه.
_____
الحواشي والمراجع:
(1) الأسقف إسوذورس. الخريدة النفسية في تاريخ الكنيسة 1923
+ القمص كيرلس الأنطوني "المتنيح الأنبا باسيليوس مطران أورشليم": عصر المجامع.
(2) المرجعان السابقان
+ الارشمندريت جراسيموس مسرة: تاريخ الانشقاق ج 1 - 1891.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الإسكندرية وروما: مد الجسور
الإسكندرية وروما: الاستقطاب والتبعية
الإسكندرية وروما: مفترق الطرق
الإسكندرية وروما بين المواجهة والتأييد
محافظ الإسكندرية لـ«الشروق»: الإسكندرية على وشك كارثة.. والأمن يخشى الصدام


الساعة الآن 11:57 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024