رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يَخْتِمُ عَلَى يَدِ كُلِّ إِنْسَانٍ، لِيَعْلَمَ كُلُّ النَّاسِ خَالِقَهُم [7]. في البلاد التي تسقط فيها الثلوج خلال العواصف الثلجية، كان الكل، خاصة الفلاحون، يلزمون بيوتهم في فترة الشتاء، وكأن الله بمحبته يختم على أيديهم ليستريحوا في فصل الشتاء القارس من الأعمال خارج البيت، ويخرجون بعد الشتاء للعمل بنشاطٍ وقوة. الطبيعة التي خلقها الله لخدمتنا صارت معلمًا لنا. فخلال تعاقب الفصول يدرك البشر خطة الله من نحو الإنسان. فيعرف الإنسان أن للعمل وقتًا وللراحة وقتًا. هكذا يليق بالإنسان من حين إلى آخر أن يدخل إلى راحة التأمل في عمل الله وطلب إشراق روح الله عليه، ليكشف له عن محبة الله كما يكشف له عن ضعفاته وأخطائه، فيقدم دائمًا توبة مستمرة مع رجاءٍ مفرحٍ وشكرٍ لله غافر الخطايا. * إذ يستخف البشر بالتفكير في الخطايا التي يرتكبونها، لهذا عندما يسمعون بقوةٍ الحزم السماوي، يدركون ثقل أفعالهم الرديئة التي تهدر حياتهم... يمكن أن تفهم هذه العبارة (أي 37: 7) بمعنى آخر. فإن الخالق قدير عن كل الخلائق التي بلا حسٍ ولا عقلٍ، لكي يلتزم الإنسان ألا يجهل ما يفعله. إنه ملتزم بناموس الطبيعة، ليدرك ما يفعله إن كان حقًا أو خطأ. فإنه لماذا يُدان على سلوكه لو كان جاهلًا ما فعله...؟ لذلك حسنًا قيل: "لأن الشر يدل على الجبن، حين يحكم على نفسه أن سلوكه يستحق الإدانة" (راجع حك 17: 11)... مقابل هذا قيل بيوحنا: "إن لم تلمنا قلوبنا فلنا ثقة من نحو الله" (1 يو 3: 21). البابا غريغوريوس (الكبير) يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن يد الله الواضحة في الطبيعة والتي تشهد لقدرته الفائقة تدفع الإنسان إلى اكتشاف ضعفه الذاتي مع إمكانياته الجبارة بالله القدير، وفيما هو ضعيف يدرك أنه بالله قوي. "ليقل الضعيف بطل أنا" (يوئيل 3: 10). كما يقول الرسول بولس: "لأني حينما أنا ضعيف، فحينئذ أنا قوي" (2 كو 12: 10). * يقول هذا هو السبب لأعماله الخلاّقة، السبب لوجود البرد والحر، ولهبوب الرياح بطريقة تبدو بلا هدف. أما كان ممكنًا أن يقدم مجموعة متناسقة معًا؟ لم يفعل الله ذلك، لكي ما يمنع بكل وسيلة الفكر المتكبر المتعجرف. يفعل هذا لكي يعرف كل إنسانٍ ضعفه. على عكس هذا جاءت خلقة تكوين الجسم وسير حياتنا، فقد نُظمت بطريقة تقودنا إلى التواضع حتى نتعلم السلوك باعتدال، وأن ندرك ضعفنا. لنقل مثل إبراهيم: "أنا تراب ورماد" (تك 18: 28)، ومثل داود: "أنا دودة لا إنسان" (مز 22: 6)، ومثل الرسول: "وآخر الكل كأنه للسقط ظهر لي أنا" (1 كو 15: 8). لقد خلق الإنسان ضعيفًا، لكن الإنسان يحسب نفسه قويًا، ولذلك صار أكثر ضعفًا. لكن يظهر الله قوته أحيانًا لكي يهبنا فهمًا (وقوة) في داخلنا. القديس يوحنا الذهبي الفم * يحثنا الله الكلمة ويقوينا حتى نبتعد عن الشياطين، ونتبع الله الحيّ وحده بابنه. نحن الذين اِنغمسنا زمانًا في الزنا، الآن نقبل الطهارة وحدها. استخدمنا قبلًا فنون السحر، والآن نكرس أنفسنا لله الحيّ الصالح. كان همنا فوق كل شيء أن نكسب ثروات وممتلكات، والآن نأتي بما نملكه ليصير ملكًا عامًا ليأخذ منها كل محتاجٍ. كرهنا بعضنا البعض ودمرنا بعضنا البعض بسبب اختلاف سلوكنا، إذ كنا نرفض العيش مع من هم من قبيلة أخرى، أما اليوم فمنذ مجيء المسيح نعيش معًا في أُلفة. اليوم نصلي من أجل أعدائنا، ونحاول أن نحث الذين يبغضوننا باطلًا أن يذعنوا لمبادئ المسيح الصالحة ولوصاياه بغية أن يشاركونا ذات الرجاء المفرح لنوال مكافأة يقدمها الله ضابط الكل. الشهيد يوستين |
|