رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العلاقة بين ثقافة الرعاية والسلام ما من سلام دون ثقافة الرعاية. وهذه الثقافة تُشكّل وسيلة مُميزة لبناء السلام. إذ تمتاز الثقافة، بالانتقال: تنتقل الثقافة من جيل لآخر، أو من أمة لأخرى، عن طريق المدارس، والأسرة، ووسائل الإعلام وغيرها. وتمتاز التفافة بالاكتساب. يكتسب الإنسان الثقافة عن طريق التعلم الذاتي، واكتساب المهارات والقدرات عن طريق التقليد، والمحاكاة، والرعاية. من هذا المنطلق تتطلب ثقافة الرعاية من المثقف القيام بمهمات عديدة منها العمل على: تبصير شعبه بالحقوق والواجبات الخاصة بمسار السلام، وتسليحه بالعلم والمعرفة؛ لكي يتمكن من التفريق بين الخطأ والصواب وتوعية الناس بكيفية المطالبة المشروعة بحقوقهم في إطار القانون والتشريع، وتوعية الأمة بمخاطر الغزو الثقافي الخارجي الذي يتسلل إلى العقول بشتى الأساليب والطرق، وتعميق حس الاخوة والإنسانية والتضامن في سبيل السلام إزاء أزمات عالمنا المعاصر. إن ثقافة الرعاية تشكّل سبيلًا مميّزًا لبناء السلام، لكونها التزامًا مشتركًا ومتضامنًا وتشاركيًّا من أجل حماية وتعزيز كرامة وخير الجميع، ولأنها عزمٌ على إظهار المزيد من الاهتمام، والانتباه، والتعاطف، والمصالحة والشفاء، والاحترام المتبادل والقبول المتبادل. "هناك حاجة، في أجزاء كثيرة من العالم، إلى مسارات سلام تقود إلى التئام الجروح، وهناك حاجة إلى صانعي سلام، مستعدّين للشروع في عمليّات الشفاء والتلاقي، ببراعة وجرأة" (البابا فرنسيس: الرسالة العامة كلنا إخوة، 225). |
|