منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 04 - 2013, 03:10 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

تأملات وقراءات فى الأسبوع الرابع من الصيام الكبير
أحد السامرية الجزء الثانى
مقدمة

تأملات وقراءات فى الأسبوع الرابع من الصيام الكبير أحد السامرية الجزء الثانى
كنا شفنا أزاى أن المرأة السامرية حاولت أنه تهرب من لقائها بالسيد المسيح وربما أستشفت من نظراته , نظرات القداسة اللى بتفضح كل شر وكل ظلمة فيها فحاولت أنه تتجنب هذا اللقاء وأنه لا تدخل فى مواجهة معاه , فبدأت تضع عوائق متتالية من أجل أنها ماتدخلش فى المواجهة مع السيد المسيح وكان أول عائق وضعته كما قلنا هو عائق الإحساس بالغربة , أنت رجل وأنا أمرأة , أنت يهودى وأنا سامرية , واليهود لا يعاملوا السامريين , ولا أنا أعرفك ولا أنت تعرفنى , وظنت أن مفيش علاقة بينها وبين السيد المسيح إطلاقا لكن بنشوف إزاى أن هيهات أن نور ربنا تقدر ظلمة الإنسان أنها تحجبة أو تهرب منه أو أنها تتواراه وتتحاشاه وبنشوف أن ربنا أزاى بيلح فى دعواه للنفس البشرية وأنا ربنا لا يغلبه أحد أبد ولكن وهو فى ظهورة بأحتياج للأنسان لكن فى واقع الأمر هو يريد أن يقدم سر العطاء للإنسان وهو ده بإستمرار سلوك السيد المسيح حتى لما بنشوفه فى أحد الشعانين لما بيؤمر التلميذين أنهم يروحوا يجيبوا الأتان والجحش ويقول لهم لما الراجل يسألكم ليه بتعملوا كده فقولوا له أن الرب محتاج إليهما , وبإستمرار أن السيد المسيح بيظهر فى مظهر الحاجة لكى ما يعطى , وليس لكى ما يأخذ ولكن لكى ما يعطى , فالسيد المسيح تغلب على عائق الغربة , وعلى عائق العداوة وعلى عائق عدم المعرفة اللى حاولت المرأة تضعه بينه وبينها , ولكن قال لها لأ ده أنا أعرفك كويس جدا وأعرف أدق تفاصيل حياتك وأعرف إحتياجاتك وتعبك وضعفاتك ورغباتك وفوق كدة أنتى تعرفينى كويس جدا وبنشوف بعد كده أنه من خلال السيد المسيح بيجعلها تصل إلى المسيا اللى هى بتعرفه وتعرف عنه كثير جدا , والحقيقة أن أحساس أو عائق الغربة فيه الإنسان دايما بيشعر أنه غريب عن ربنا أو أنه مش موضع إهتمام ربنا , ربنا يعرف آه عن القديسين وعن الشهداء ويهتم بأمورهم لكن أنا أطلع ايه , انا واحد من ضمن ملايين الملايين فى العالم , وفى نفس الوقت ساعات الإنسان يشعر أنه ما يعرفش حاجة عن ربنا ولا أنا بأصلى ولا لى عمق ودراسة فى الكتاب المقدس ولا لى معرفة ولا لى أختبارات , أنا ما أعرفش حاجة عنه وهو ما يعرفش حاجة عنى لكن فى واقع الأمر أن ربنا لما بيتعامل مع النفس , بيتضح للنفس حاجتين ,1- أن السيد المسيح يعرفها بأدق المعرفة وبأشد تفاصيل المعرفة دى , وفى نفس الوقت يتضح للنفس 2- أن هى كمان تعرف ربنا لأن ربنا هو اللى أوجدها وهو اللى أنشأها , وعلشان كده النفس بتحن إلى خالقها وبتحن إلى مصدرها وبتنجذب ناحية اصلها اللى هو ربنا والدليل أن ربنا يعرف كل واحد فينا معرفة شخصية ويهتم بكل واحد فينا إهتمام شخصى هى فى خلقة الإنسان ذاته , وصحيح الواحد ينظر يلاقى أن كل الناس مشتركة فى صفات عامة و فى مظاهر عامة , كلنا لينا رأس وكلنا لينا أيدين وهكذا.... يعنى كلنا لينا خلقة واحدة أو شكل واحد , وزى ما بعض الناس بتقول أهو ربنا عمل نسخة أو صورة والصورة دى عمالة تطبع وترمى نفس العالم وخلاص , ناس عمالة تتولد كل يوم وتترمى فى العالم والعالم عمال يزيد والمطبعة شغالة , ويعنى ربنا مشغل آله كده تطبع وتطلع نسخ جديدة من البشرية , لكن فى واقع الأمر لأ لأن ربنا مش كده خالص , لأن ربنا بيعطى إهتمام خاص لكل واحد فينا عند خلقته , وربنا بيبدع كل واحد فينا بدقة متناهية و بإهتمام خاص جدا وبتمايز كل واحد عن الآخر , والدليل على كده أن لو كل واحد نظر إلى كف يده فى بصمته , ماتلاقوش أتنين بصمتهم واحدة أومشتركين فى نفس البصمة , لكن كل واحد ليه بصمته الخاصة وهى دليل أن الله بيعتنى بكل فرد إعتناء خاص وإهتمام خاص وتمايز خاص لكل واحد , ده لدرحة أن داود النبى يتكلم على أن ربنا عارفه وهو بينسجه نسيج فى بطن أمه فى مزمور 139: 13- 15 13لأَنَّكَ أَنْتَ اقْتَنَيْتَ كُلْيَتَيَّ. نَسَجْتَنِي فِي بَطْنِ أُمِّي. 14أَحْمَدُكَ مِنْ أَجْلِ أَنِّي قَدِ امْتَزْتُ عَجَباً. عَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ وَنَفْسِي تَعْرِفُ ذَلِكَ يَقِيناً. 15لَمْ تَخْتَفِ عَنْكَ عِظَامِي حِينَمَا صُنِعْتُ فِي الْخَفَاءِ وَرُقِمْتُ فِي أَعْمَاقِ الأَرْضِ. ويقول له عظامى عندك رقمت , يعنى أترقمت واحد اتنين ثلاثة أربعة .... لأن فى تمايز وفى إهتمام وفى خطة لكل فرض منا بيوجد فى العالم , ومش الموضوع أن العالم كثير والناس تايه فى الزحمة , وأنا تايه فى الزحمة , لكن لأ الإختبار الحلو اللى ربنا بيعطيه لكل واحد عاش معاه أن هو معروف بتمايز خاص عنده , لذلك بيقول ربنا" دعوتك بأسمك أنت لى " وزى ما بيقول فى سفر أشعياء 45: 4 4لأَجْلِ عَبْدِي يَعْقُوبَ وَإِسْرَائِيلَ مُخْتَارِي دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ. لَقَّبْتُكَ وَأَنْتَ لَسْتَ تَعْرِفُنِي. يعنى أنا أعطيتك لقبك من قبل ما تتولد ومن قبل ما تعرف حتى أن فى أسم , فكان هذا هو عائق الغربة اللى السيد المسيح شاله بعد ما وضعته المرأة السامرية بينه وبينها , تعالو نكمل عدد 10 .
10*10أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: « لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللَّهِ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيّاً». المرأة السامرية قعدت تفكر هو أنت أيه كمان اللى حاى بتقول لى أعطينى أشرب ,هو أنا لسة حا أنزل الجردل لعمق البير العميق ده الللى بيزيد عمقه عن 70 ذراعا وكمان أملأ الجردل وأشد الحبل الطويل ده وبعدين أعطيك تشرب وبعدين أرجع تانى أنزل الجردل مرة تانية وأشد مرة تانية علشان أملأ جرتى , يعنى هو أنا ناقصاك , هو أنت جاى تشغلنى وجاى تتعبنى وجاى تاخد منى , ده انا جاية الساعة 12 الظهر فى عز الحر وجاية للبير اللى مياهها شحيحة وقليلة واللى ماعليهاش حد علشان محدش يتكلم معايا ومحدش يتعبنى ومحدش يشغلنى لأ لا أنا أعرفك ولا أنت تعرفنى , وفى أوقات كثيرة جدا الإنسان بينظر لعلاقته بربنا ويقول هو أنا يعنى علشان أعرف ربنا لازم أصلى ولازم اصوم ولازم أخدم ولازم أقرأ فى الكتاب المقدس ولازم يعنى أن أنا اعطى من فلوسى عشورى , يعنى هو ربنا ده هو أحنا ناقصين , هو ربنا جاى يشغلنا وجاى ياخد منا وجاى يكلفنا بمواضيع , ما كفاية تعب الحياة وكفاية معاناة وكفاية الصراعات وكفاية وكفاية تعب المواصلات وتعب مشاكل لقمة العيش وتعب الناس وأحنا ناقصين كمان ييجى ربنا ويشغلنا ويقول لينا صوموا وصلوا وأعطوا , لأ أحسن حاجة ريح دماغك لا أنت تعرف ربنا ولا ربنا يعرفك , وسيبك من ربنا ومن التعب اللى بيستلزموا معرفة ربنا أو العلاقة بربنا وعلشان كده تلاقوا فى ناس كثيرة جدا ريحت نفسها من الموضوع ده , يعنى أنا ماليش دعوة بربنا ده لا بأصوم ولا بأصلى ولا بأعطى فلوس ولا بأجاهد ولا بأسجد ولا أعمل مطنيات ,وفالأحسن لا أعرفه ولا هو يعرفنى وكل واحد يبقى فى حاله أحسن , على رأى اللى قال "ابانا الذى فى السموات" خليك فى السموات وخللينى أنا على الأرض , ولا لى دعوة بيك ولا أنت ليك دعوة بى , الحقيقة هو هنا الإنسان اللى بينظر لربنا نظرة خاطئة وبيضع هذا العائق بينه وبين ربنا وهو أن ربنا مكلف للإنسان , يعنى بيكلف الإنسان من صحته ومن جسده ومن وقته ومن فلوسه ومن مشاعره ومن إهتماماته ومن تفكيره , فالسيد المسيح نظر لها كده وقال لها آه لو تعلمين عطية الله , وآه لو أنتى أحسنتى الرؤية ونظرتى كويس ونظرتى صح , هو أنتى فاكرة أن أنا جاى علشان أتعبك وأشغلك ده أنا اللى تعبت من أجلك ,ده أنا اللى مشيت هذا المشوار لدرجة أن الكتاب المقدس بيقول وجلس هكذا على البئر , أنا اللى تعبت علشانك , ومش أنا اللى جاى أتعبك وأشغلك , وآه لو النفس أحسنت الرؤية ونظرت لربنا صح , والحقيقة الأولاد اللى فى سن صغيرة يعنى سن إعدادى وثانوى تيجى تقول لهم عن معرفة ربنا وإن الإنسان يصلى وان الإنسان يصوم وإن الإنسان يبطل حاجات معينة ,وتلاقيه يكش منك كدة ويقول فى نفسه أيه ربنا ده اللى حايحرمنى وحا يحد من حريتى وحا ياخد منى ويقول لى أمشى كدة وماتمشيش كدة وأعمل كدة وما تعملش كدة فتقوم النفس فى سن صغيرة ترفض ربنا لأنها بتشعر أن ربنا ده مكلف وأن اللى يعيش معاه حايدفع كثير فتبتدى تهرب منه وتبعد عنه لأنها للأسف لم تحسن الرؤية , لكن لو أحسنت الرؤية نشوف ربنا أزاى بيشجعها ويقول لها" لطلبتى أنتى منه " يعنى بيشجعها أن هى تطلب وأنه مش جاى ياخد , ده جاى يعطى , وهو مش جاى يكلف الإنسان بشوية مشاق أو بشوية مهمات لكن هو جاى يعطى الإنسان راحة وحياة أبدية وفرح وسرور وهو اللى مش عايز يتعب الإنسان , ده هو اللى تعب من أجل الإنسان , ويحضرنى موقف لطيف قوى حصل مع أحد الخدام وهو , أنه أرسله أحد الأباء الكهنة لعيلة فقيرة عائلها توفى وترك أرملة وشوية أطفال من غير مورد رزق وبعدين تراكمت عليهم الديون بصورة كئيبة جدا وبقت حياتهم صعبة قوى , فالكنيسة أخذت خبر بموقف الأسرة دى فأرسل الكاهن هذا الخادم وأعطاه مبلغ من المال وقاله خذ هذا المبلغ وأعطيه لهذه العائلة الفقيرة لكى تسدد ديونها وفى نفس الوقت تعمل مشروع صغير تقدر تشغل نفسها وتصرف على أولادها شوية وتعول نفسها شوية , فراح الخادم ودق على باب الشقة وشايف نور منور جوة الشقة لكن محدش عايز يفتح , وبعدين دق على الباب بشدة أكثر أن حد يفتح ومحدش عايز يفتح بالرغم من أن الشقة منورة ,ومن شدة الخبط فتحوا الجيران وقالوا له فى أيه؟ فراح قايل لهم هى فلانة الفلانية مش ساكنة هنا , فقالوا آه هنا , فقال لهم طيب هى فين ؟ فقالوا أحنا لسة شايفينها من شوية جوه وهى أكيد جوه ويمكن مش سامعة , وراح مخبط أكثر أن حد يفتح ومحدش عايز يفتح , فزهق ومشى , وبعد شوية فتحت الست وشافوها جيرانها فقالوا ليها أنتى كنتى فين ؟ ده فى واحد كان بيسأل عليكى وعمال يخبط جامد فقلنا أنتى خرجتى والا أيه , فقالت لهم لأ أنا كنت جوه , فقالوا وماكنتيش سامعة الخبط , فقالت كنت سامعة , فقالوا طيب ما فتحتيش ليه ؟ فقالت لهم أصل أنا كنت فاكراه صاحب البيت جاى ياخد الإيجار , يعنى كانت فاكراه أنه جاى ياخد منها بينما فى واقع الأمر هو كان جاى يعطيها , وهى دى بالضبط قصتنا مع ربنا وفى أوقات كثيرة مابنرضاش نفتح لربنا لأننا فاكرين أن ربنا جاى ياخد منا شوية أصوام وشوية صلوات وشوية فلوس وشوية مشاعر وشوية وقوف وشوية مطانيات , بينما فى واقع الأمر هو مش جاى ياخد إطلاقا ده هو جاى يعطى , وعلشان كده لازم نفهم أيه معنى جهادنا , وتقول لى أن أحنا مانجاهدش ؟ دى الكنيسة كل شوية عمالة تقول لينا قوموا وجاهدوا وصوموا وصلوا وأسهروا وأعملوا وسووا , وإذا كان هو جاى يعطينا طيب نعمل الحاجات المتعبة دى ليه ؟ يا حبيبى افهم أن اللى أنت بتعمله من جهاد مش لأن دى غية ربنا أنه يتعب الإنسان أبدا , لكن هذا الجهاد هو وسيلة علشان تاخد من ربنا , يعنى مش ثمن لكن وسيلة , ولما بيقولوا ليك صلى , فمش معناه أنك تدفع لربنا شوية صلوات ! , لكن لأن هذه الصلاة وسيلة ربنا يعطيك من خلالها , إذا جهادنا ما هو إلا وسيلة للأخذ من ربنا ومش أننا بنعطى ربنا لكن أحنا بناخد من ربنا , وعلشان كده بنستعجب لما نعرف أن الآباء القديسين كان ليهم حاجات مميزة فى الجهاد الروحى , فالقديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك نسمع عنه أنه لما كان يقف يصلى والشمس فى المغرب فى ظهره يفضل طول الليل يصلى لحد ما الشمس تشرق فى وجهه تانى يوم , طيب هو كان بيقول أيه وبيجيب كلام منين , ده احنا بنقف نصلى خمس دقايق بالعافية ونفضل نشيل رجل ونضع رجل , ولو طولت الصلاة شوية يبتدى الإنسان يشت بفكره ويهرب علشان مش عايز يشعر أنه بيعطى , لكن هذا القديس كان بيصلى كل ده إزاى ؟ هل تعتقدوا إن أرسانيويس كان بيشعر فى صلاته أنه بيعطى ربنا؟ إطلاقا ده أرسانيوس كان بيحب الصلاة لأنه بيشعر أنه كل ما بيصلى كل ما بياخد أكثر وكل ما بيتملى وعلشان كده بيصلى أكثر علشان يتملى أكثر , والقديس الأنبا أبرآم اللى بنعرف عنه أنه كان بيقرأ الكتاب المقدس من الجلدة للجلدة عهد قديم وعهد جديد مرة كل أربعين يوم , وإحنا يمكن عندنا أربعين سنة وما قرأناش الكتاب المقدس مرة واحدة حتى , طيب هو يعنى كان بيجيب قدرة منين ده احنا بنقرأ سطرين وبيجيلنا صداع وما بنفهمش حاجة وبنقفل الكتاب المقدس , طيب تفتكروا أن الأنبا أبرآم كان بيشعر أنه كان بيعطى لما بيقرأ الكتاب المقدس ؟ إطلاقا لأنه هو أيضا كان بيشعر أنه بيأخذ وعلشان كده كان بيقرأ أكثر علشان يأخذ أكثر من ربنا ويتملى وعود أكثر , والقديس بولس الرسول اللى قضى حياته فى رحلات وفى خدمة وفى جولات تبشيرية وينضرب بالعصاية وبيترجم وتنكسر بيه السفينة وينزلوه من على سور فى زنديل ويتعرض لأخطار ويتعرض لأخطار من اللصوص وأخطار من اليهود بأصوام وصلوات كثيرة وبأخطار وبأتعاب , هل تعتقدوا أن بولس الرسول اللى عاش طول حياته يخدم كان بيشعر أنه بيعطى فى الخدمة ؟ ده لو كان بيشعر أنه بيعطى فى الخدمة ده كان من أول علقة كان قال ما بلاش ربنا ده ولا حأنادى بأسمه ولا ولا ولا .... , لكن فى واقع الأمر هو كان شاعر أنه كل ما بيخدم كل ما بيأخذ , يعنى بيخدم مش لأنه بيعطى ربنا لكن هو اللى بياخد من ربنا وعلشان كده فرق كبير قوى بين نفس ملتهبة فى الجهاد الروحى بتصوم وبتصلى وبتعطى برغبة وبحرارة وبإشتياق وبتقدم كل هذا الجهاد لأنها محسنة الرؤية وهى فى واقع الأمر مش شاعرة أنه بتعطى لكن هى شاعرة أنها بتاخد , وبين نفس تانية أهو يعنى بيقول كلمتين بالعافية وبيقرأ كلمتين بالعافية وبيصوم يومين بالعافية لأنه حاسس أنه بيعطى وبيخرج من جواه وبيضحى , وعلشان كده صعب , طيب لو جينا دلوقتى وقلنا لكل واحد فينا وأحنا فى الكنيسة هات من جيبك عشرة جنيه , فكل واحد فينا حايسأل ليه وعلشان أيه لأن محدش بيحب أنه يعطى , لكن بالعكس لو جينا وأعطينا لكل واحد عشرة جنيه فعلى طول سيأخذها ويسكت وما يقولش ليه وبتاعة أيه , هى دى طبيعة الإنسان ما بيحبش أنه يعطى لأنه مابيحبش أنه يخرج منه حاجة , وعلشان كده ده بيبقى عائق كبير جدا فى علاقتنا بالله لأن عندنا إحساس أننا بنعطى ربنا , صدقونى الإحساس ده خاطىء لأنك أنت ما بتعطيش ربنا بل بالعكس أنت بتاخد من ربنا , فالوقت اللى بتيجى فيه الكنيسة أنت ما بتعطيهوش لربنا لكن فى واقع الأمر أنت بتاخد حاجات كثيرة جدا من ربنا فى الوقت اللى بتقعده فى الكنيسة , ولذلك كان عائق الأخذ أو التعب ,عائق كبير جدا للنفس البشرية لكن ربنا بيشيله وبيقول لينا أنا مش جاى آخذ منكم وأنا مش جاى أتعبكم لكن أنا جاى أعطيكم "آه لوتعلمين عطية الله"أنا مش جاى آخذ منك لكن جاى أعطيكى , وماتنظريش لمنظرى المتعب والمنهك والمجهد والعطشان , وبعدين هى فكرت طيب وأنت تعطينى أيه وأنت تعبان وشكلك تعبان خالص , وهذا ما يقوله رب المجد لأننى أفتقرت وأنا غنى , وقد ظهرت بهذا المنظر التعبان والفقير والمحتاج بالرغم من أنا غنى لكى ما أغنيك وتستغنى أنت بفقرى , من أجلنا أفتقر وهو غنى لكى ما نستغنى نحن بفقره , وعلشان كده ما تعثريش فى منظر بشريتى وفى منظر الضعف اللى قدامك , وبعدين بيكمل رب المجد ولو طلبتى منه لأعطاكى ماءا حيا , يعنى الله بإستمرار بيقدم للإنسان العطية , وحتى فى التعبيرات الجميلة لما أتكلم السيد المسيح عن نفسه نجده أنه أتكلم عن ذاته أن هو عطية , ودى هى أعظم عطية بيقدمها الله للإنسان أنه بيقدم ذاته , ومش فقط بيقدم شوية عطايا مادية وفلوس وأكل وشرب لكن ده بيعطى ذاته , وعلشان كده فى آية جميلة فى سفر أشعياء 9: 6 6لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً مُشِيراً إِلَهاً قَدِيراً أَباً أَبَدِيّاً رَئِيسَ السَّلاَمِ.وكلمة نعطى , يعنى عطية وهذا الأبن هو العطية , وحتى الترجمة فى الآية الجميلة فى يوحنا 3: 16 16 لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. وكلمة بذل ترتبط بالعطاء أو ديدومى باليونانية وتعنى حتى أعطى أبنه الوحيد .


Δίδωμι didōmi A prolonged form of a primary verb (which is used as an alternate in most of the tenses); to give (used in a very wide application, properly or by implication, literally or figuratively; greatly modified by the connection): - adventure, bestow, bring forth, commit, deliver (up), give, grant, hinder, make, minister, number, offer, have power, put, receive, set, shew, smite (+ with the hand), strike (+ with the palm of the hand), suffer, take, utter, yield.
وعلشان كدة بيربط بين العطية وبين نفسه وبين الماء وبين الحياة "فأعطاكى ماءا حيا" , والمعروف أن كلمة حيا فى ذهن الناس لما بتطلق على الماء تعنى الماء الجارى اللى فيه حركة , وبيفرق عن الماء الغير حى أو الماء الراكد اللى ما بيتحركش زى البرك والمستنقعات , حتى بيقولوا كده أن المياة الجارية بتكون مياة نظيفة بإستمرار , والسيد المسيح مش بيعطيها مياه فقط لكن مياه جارية كمان , وإذا كان الماء هو قوام الحياة أو منه تخرج الحياة وتدوم الحياة فهو يعطى الإنسان تلك الحياة الدائمة المتجددة أو الحياة التى ليس فيها فساد , المياة الجارية اللى مافيهاش نتانة واللى مافيهاش ميكروبات ومافيهاش موت , وهنا ربنا بيربط العطية بحاجة , لو طلبتى – فأعطاكى , يعنى لأنه علشان تاخدى فلابد أن أنتى تطلبى ولذلك قوله لطلبتى ...فأعطاكى , وهى ده اللى بتقوله الآية24 فى يوحنا 16 24 إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئاً بِاسْمِي. اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً. أطلبوا فتأخذوا ليكون فرحكم كاملا , وهنا مازلنا بنشوف أن السيد المسيح بإستمرار بيتكلم عن الماء كعنصر أساسى للتغيير , وكما رأينا فى عرس قانا الجليل بيحول المياة إلى خمر وفى حديثه مع نقيدوموس بيتكلم عن الولادة من الماء والروح , وفى موقف يوحنا المعمدان وهو بيعمد بالماء , فهنا السيد المسيح بيقدم نفسه أيضا فى إنجيل التجديد أيضا التجديد والتجديد هو بأن الإنسان لازم يحصل على الماء الحى , كما فى القديم رنم فى المزمور42: 2 2عَطِشَتْ نَفْسِي إِلَى اللهِ إِلَى الإِلَهِ الْحَيِّ. مَتَى أَجِيءُ وَأَتَرَاءَى قُدَّامَ اللهِ! عطشت نفسى إليك يالله الحى ونفسى عطشانة وظمآنة جدا , فالله يعطى النفس العطشانة اللى بتطلب أنها ترتوى , وهنا السيد المسيح بيوجه نظرها للماء الحى العطية اللى بيقدمها , وأن هذه العطية بيقدمها لها لو طلبت , فهى نظرت ليه كده ووضعت له عائق ثالث لأنها أعثرت فى منظره وفى منظر جسم بشريته الضعيف المجهد .

11* 11قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: « يَا سَيِّدُ، لاَ دَلْوَ لَكَ وَالْبِئْرُ عَمِيقَةٌ. فَمِنْ أَيْنَ لَكَ الْمَاءُ الْحَيُّ؟ أنت تعطينى ؟ طيب أزاى تعطينى ؟ ده أنت حتى ما حيلتكش جردل , طيب تقدر تعطينى أيه ؟ وعلشان أطلب منك وأنت بتقول لو طلبتى فأعطاكى , لكن أنا شايفة أنك ماعندكش حاجة خالص تقدر تعطيها لى , وحتى الإمكانيات البسيطة الجردل مش موجود عندك! " لا دلو لك والبئر عميقة " وهو ده ثالث عائق بيضعه الإنسان بينه وبين ربنا وهو عائق الإمكانيات , يعنى أنت يارب عايز تعطينى ؟ تعطينى أيه ؟ تقدر تعمل فى حياتى أيه" لا دلو لك والبئر عميقة " فالبئر العميقة دى هى رمز للمشكلة الكبيرة الموجودة فى حياتى أو رمز للخطية التى أستقرت فى أعماق أعماق قاع حياتى , حاتعنل أيه وحاتغيرنى أنا ! طيب ما هو لو غيرتنى أنا ممكن أتغير وأبقى كويس , لكن حاتغير العالم كله اللى حواليا ! ما هو أنا ممكن أتغير لكن يظل العالم اللى حواليا زى ما هو والناس تاعبينى والظروف تاعبانى , هو حاتغيرنى أنا أو حاتغير الناس والا تغير العالم والا تغير الظروف , يعنى حاتعمل أيه والا أيه ؟ فالمشكلة عميقة جدا والخطية متأصلة جدا والتعب اللى جوايا عميق لأقصى درجة , طيب تقدر تعمل أيه وأنت حتى ما عندكش دلو وما عندكش جردل , وفى أوقات كثيرة جدا الإنسان بيصاب بيأس , أهو يعنى عمالين يقولوا لينا ربنا بيغير يعنى هو ربنا حايغير مين والا مين , حايغيرنى أنا والا حايغير الناس والا حايغير الظروف والا حايغير الكون كله , مفيش فايدة , وده لما بيشعر الإنسان أن مشاكله وخطاياه وتعبه مستقرة فى أعماق أعماق أعماق عميقة جدا , وأهو ياما حاولنا وياما جربنا وياما صلينا , وياما طلبنا لكن يبدو كده أن الموضوع صعب جدا وأن مفيش إمكانية للتغيير وآه يعنى جتى لو كنا بنؤمن نظريا أن الله قادر وأن الرب لا يستحيل عليه شيئا ,وإن الغير مستطاع عند الناس مستطاع عند الله , آه , لكن ربنا مش حايغير علشانى , هو يغير علشان مار مرقس وعلشان مارجرجس وعلشان العذراء مريم , يغير علشان حد بيستحق , ويغير علشان يشوع بن نون يوقف الشمس والقمر , لكن حايغير علشانى أنا , وأنا أطلع ايه ؟ فعندما يستصعب الإنسان الإمكانيات ويستصعب أيضا عدم إستحقاقه لإمكانيات الله , لكن الجميل اللى بنلاحظه فى تلك المرأة السامرية هنا أنها بدأت تدخل فى الحوار مع السيد المسيح , والسيد المسيح عمال يجرجر رجليها بعد لما كانت رافضة أنها تتكلم نهائى بدأت تنفتح معاه وتقبل الحوار , والحقيقة أنها كانت لازم تتكلم مع السيد المسيح وتكمل فى الحوار لأن العرض كان سخى جدا وغاية فى السخاء , ولكن فى نفس الوقت كان بالنسبة لها غير معقول البتة , وماكانش متصور هذا العرض السخى , وهو ده بإستمرار موقف الله منا وده هو موقفنا تجاه الله , ودايما عطية الله عطية سخية جدا جدا جدا جدا , لكن بإستمرار موقفنا أحنا كخطاة موقف اللى ما بيصدقش , وهو يعنى هو معقول أن ربنا حايغير الكون علشانى , وهذا هو موقف الخاطى اللى بإستمرار مش قادر يصدق سخاء عطية الله و أن الله يريد أن يعطى بسخاء , ولكن هو ده موقف الإنسان انه ما بيصدقش ويقول مش ممكن آخد ومش حاخد , ولكن لأن عرض السيد المسيح كان سخى جدا بالنسبة لها وعايز يعطيها ذلك الماء , فقالت له يا سيد لا دلو لك والبئر عميقة , وهنا بنلاحظ أن الصورة أبتدأت تتغير شوية أو صورة السيد المسيح بالنسبة لها , ففى الأول كانت بتقول أنت يهودى أو تعبير "أنت" بشخطة كده يعنى , ودلوقتى الكلمة أبتدأت تتغير "يا سبد " , وهكذا ينجح السيد المسيح فى أنه يوضح صورته الحقيقية بالنسبة ليها , ومش أنه يغير صورته قدامها لأن صورته ما بتتغيرش , لكن هو نجح أنه يوريها صورته على حقيقتها وأنه مش مجرد أنت ولكن جعلها تنطق يا سيد , وعلشان كده أبتدأت صورته تتضح ليها وتقدر تميزها أكثر فأكثر ويبان على حقيقته أكثر بالنسبة لها , وإذا كانت الخطية أستقرت إلى عمق قاع البئر وإذا كانت المشكلة والتعب فى حياتنا وصل إلى عمق قاع البئر ويشعر الإنسان أنه هيهات أن أحد يصل إليها ويقدر يخرجها , فهناك فى خيط رفيع جدا من الأمل فى كلمة يا سيد , طيب كلمة يا سيد تعنى أيه ؟ تعنى أنها بتعترف له بالسيادة , وكلمة يا سيد يعنى أنت تسود , وهى أبتدأت تعرف له أن هو صار صاحب سيادة , وآه لما يبتدى الإنسان يعطى ربنا السيادة فى حياته وحتى لو خيط بسيط جدا , ونشوف أن تلك السيادة تستطيع أن تجيب كل الحاجات اللى أستقرت فى قاع البئر ,و بعدين بتقول له "من أين لك الماء الحى ؟" , وهى هنا فى تأرجح بتعترف له بالسيادة لكن فى نفس الوقت طيب منين حاتقدر تجيب الماء الحى ده وأنت ما عندكش إمكانيات , ولك يكتشف الإنسان أن ربنا عنده حلول تفوق التصورات وتفوق الإمكانيات , فربنا يعطى أكثر مما نسأل أو نطلب أو نفتكر ونشوف فكرنا ممكن يوصلنا لحد فين ونتخيل ونشرح لفكرنا ممكن نطلب أيه من ربنا كده بالتخيل وربنا حايعطيك أكثر من الفكر بتاعنا وأكثر من خيالنا لأنه هو عنده إمكانيات تفوق التصور وتفوق الخيال .

12* 12 أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا يَعْقُوبَ، الَّذِي أَعْطَانَا الْبِئْرَ، وَشَرِبَ مِنْهَا هُوَ وَبَنُوهُ وَمَوَاشِيهِ؟ بتكمل حديثها وتقول له الله! هو أنت ممكن تكون أعظم من يعقوب أبو الآباء اللى حفر تلك البئر وأورثها لأبنه يوسف , وبالرغم من أنها كانت مياهها شحيحة , ولكنه حفر تلك البئر لكى ما ينال ملكية تلك الأرض وشرب منها هو وبنوه ومواشيه , وفى التقليد اليهودى بيتقال أن هذه البئر برغم من أن مياهها شحيحة بعد ما حفرها يعقوب أبو الآباء ووجد أن مياهها قليلة وشحيحة وقف يصلى , فأفاضت المياه فيه ليه وأرتفعت مدة عشرين سنة مدة حياته فى تلك المكان وظل يشرب منها هو وبنيه ومواشيه , وكأنها عايزة تستعيد ذلك الماضى وتقدر من المياه الشحيحة الموجودة فى وقتها أنك تعمل اللى عمله أبونا يعقوب , هو أنت أعظم منه وتقدر تفيض من نلك البئر الشحيحة مياه غزيرة , وتقدر تعمل العمل اللى عمله يعقوب , وكأنها بتعود عودة إلى الماضى علشان تتحصن بهذا الماضى , وكما قلت أن السامريين هم من نسل العشرة أسباط اللى كان منهم سبط إفرايم ومنسى أولاد يوسف , وأولاد يعقوب الباقيين ولكن أختلطوا بالشعوب الوثنية الخمسة اللى جابها شلمنصر ملك آشور ووضعهم فى وسط شعب مملكة إسرائيل الشمالية , والمقصود هنا أنه دايما الإنسان الخاطى بيلجأ للماضى لأنه مش عايز يتغير وبإستمرار بيقنع نفسه أن الماضى أحسن من المستقبل لأنه مش عايز يدخل للمجهول , والمستقبل بالنسبة له شىء مجهول وهى متمسكة بماضى يعقوب , وماعندهاش الجرأة أنها تدخل إلى مستقبل مجهول فى شخص السيد المسيح اللى قدامها اللى بيقول لها أعطيكى ماءا حيا , تماما كنقيدوموس أيضا فضل متمسك فى العتيق وفى القديم , وأنت بتقول أزاى الإنسان يتولد مرة تانية من فوق ده مش ممكن أن الإنسان يتجدد ومش ممكن إن الإنسان يدخل إلى المستقبل المجهول , وعلشان كده بإستمرار الإنسان الخاطى بيتمسك بالعتيق ويقول أن العتيق أفضل ويرفض الجديد , ولكن اللفتة الجميلة منها أنها مازالت تتمسك بيعقوب أبو الآباء رجل الله وما زالت تتمسك بهذا الإنسان وكأنها فى رباط خفى مازال يربطها بإله إسرائيل , بيهوه إله يعقوب , لكن الإنسان فى حياته عايز الإمكانيات المادية قدامه ومفيش دلو والبئر عميقة طيب حاتتحل أزاى ؟ زى القديس توما ما قال أن ما وضعتش يدى فى أثر المسامير ويدى فى أثر الطعنة , يعنى عايز المحسوس والملموس قدامه علشان يبقى ضامن ليه من هذا المستقبل المجهول ومن مغامرة الإلتصاق بالله , "ألعلك أعظم من أبينا يعقوب" فقال لها آه أعظم من يعقوب وذلك فى حديث تانى بين السيد المسيح وبين اليهود , لما اليهود قالوا له ألعلك أعظم من إبراهيم , وبيقول لهم آه أعظم من إبراهيم وقبل إبراهيم أنا كائن , وفى مرة تالتة بيقول لهم وهو بيتكلم عن يونان , هوذا أعظم من يونان ها هنا , يعنى كمان أعظم من يونان , وفى مرة رابعة يكلمهم عن ملكة سبأ اللى جائت تنظر لحكمة سليمان , وقال لهم هوذا أعظم من سليمان هاهنا , يعنى شغال على اليهود وعلى السامريين , ولما بيلوموه أزاى بتكسر السبت , فيقول لهم أن ابن الإنسان هو رب السبت وأعظم من السبت , ويتكلم عن الهيكل ويتكلم عن نفسه ان هو أيضا أعظم من الهيكل , فكل الرموز كانت أعظم شىء عند اليهود , والهيكل فى الوقت الحاضر هو منتهى أمنية شعب إسرائيل أنه يتبنى من تانى , وكل سعيهم دلوقتى فى أنهم يبنوا الهيكل , وهو قال لهم أنا اعظم من كل الحاجات دى , من إبراهيم ويعقوب وسليمان ومن يونان ومن الهيكل ومن السبت , هو أعظم من كل الأشياء دى .

13*و14*» 13أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هَذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضاً. 14 وَلَكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ، بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ». آه لو قدرنا نشوف إمكانيات السيد المسيح , وليس فقط أنه يعطى أكثر مما نسأل أو نذكر أو نفتكر , وأنت ياللى بتقول مش حايعطينى وأنا مش مستحق ومش حا يغير علشانى الكون , ويقول لها مش فقط أعطيكى ماء تشربى منه وما تعطشيش , ده أنتى نفسك تتحولى إلى ينبوع ينبع ماء حياة أبدية , يعنى مش فقط انك تشربى , ده أنتى كمان تروى غيرك وتتحولى إلى ينبوع يروى الآخرين , وبتتكلموا عن عدم إمكانيات لأ دى فى إمكانيات لا تتخيلوها , لكن هناك فرق بين من يشرب من هذا الماء وبين من يشرب من الماء الذى أعطيه أنا , لأنه من هذا الماء اللى بيشرب يرجع يعطش مرة تانية أيضا ويمكن عطشه يزيد أكثر , ولكن الماء الذى أعطيه أنا من يشرب منه لن يعطش إلى الأبد , لأن هذا الماء يشرب الجسد فقط منه , ولكن الماء الذى أنا أعطيه الروح هى اللى بتشرب منه , ومن هذا الماء يختص بهذه الأرض , ولكن الماء اللى أنا أعطيه يختص بالحياة الأبدية , وعلشان كده صوت الله مازال يرن فى آذان كل نفس متعبة ويائسة وعطشانة وغير مستريحة , وكل نفس قعدت تنهك وتنهل من الشهوات ومن اللذات علشان أنها تشبع وترتوى لكن نظرت ووجدت نفسها بتجرى وراء سراب , وهو ده اللى بيعمله الإنسان لما بيفضل يجرى وراء اللذة ووراء الشهوة ووراء المتعة ووراء الخطية علشان يقدر يتلذذ ويشبع ويرتوى ولكنه بيجرى وراء سراب أو وهم ولذلك قال السيد المسيح " كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضا " , سراب المتعة وسراب الغرور , وكل ما تشرب منها النفس تزداد إزديادا للعطش وتعطش أكثر , وهى دى الناس مش قادرة تشبع ومش قادرة ترتوى , وبيعبر عن ذلك سليمان النبى فى سفر الجامعة : 7- 8 7كُلُّ الأَنْهَارِ تَجْرِي إِلَى الْبَحْرِ وَالْبَحْرُ لَيْسَ بِمَلآنَ. إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي جَرَتْ مِنْهُ الأَنْهَارُ إِلَى هُنَاكَ تَذْهَبُ رَاجِعَةً. 8كُلُّ الْكَلاَمِ يَقْصُرُ. لاَ يَسْتَطِيعُ الإِنْسَانُ أَنْ يُخْبِرَ بِالْكُلِّ. الْعَيْنُ لاَ تَشْبَعُ مِنَ النَّظَرِ وَالأُذُنُ لاَ تَمْتَلِئُ مِنَ السَّمْعِ. أن العين لا تشبع من النظر والأذن لا تشبع من السمع والمياه عمالة تجرى وتصب فى البحر والبحر ليس بملآن , وعارفين الأنهار عمالة تجرى وتصب فى البحر وعمر ما البحر قال كفاية وعمره ما أتملأ , وهى النفس كده , أنهار كثيرة من المتعة ومن اللذة ومن الخطية ومن الشهوة والنفس عطشانة ليها وعمالة تصب جوه النفس وأن النفس تشبع لا يمكن " والبحر ليس بملآن" , وللأسف الإنسان عمال يضيع فى حياته ونضارته وشبابه وبيستنزف إرادته فى الجرى وراء سراب المتعة واللذة علشان يشعر فى يوم من الأيام أنه أرتوى وأنه شبع , ولكن فى الآخر بيشعر أن حياته كلها ضاعت وأنتهت ولسه لسانه ناشف ما قدرش لا يشبع ولا يرتوى , وهى دى كلمة" يعطش أيضا "اللى بيقولها السيد المسيح , وكان فى مرة طبيب نفسانى بيتكلم على سيكولوجية النفس البشرية بصفة عامة , فبيقول أن الناس بتجرى بتجرى وراء المتعة ووراء اللذة وعايزة تنهل منها بكمية كبيرة جدا , وبيعطى مثل بأن احد الأطباء كان بيفتخر أنه لا ينام و أربعة وعشرين ساعة شغال , وعمال يدخل ويدخل فى أيراد ات , وكان متمتع بصحة كويسة جدا , وفجأة فى سن الأربعين وهو ما عندهوش أى مرض مات ! وهو بيدخل أموال وأيرادات كثيرة , فبيقول هذا الطبيب كلمة لطيفة جدا " أن كل المجهود اللى بنبذله دلوقتى فوق الطاقة وفوق الزيادة وبنبقى مبسوطين أننا بندخل كثير جدا من الأموال , ده حا تصرف قدامه من حياتك ومن صحتك ومن وقتك ومن سعادتك ومن حتى أموالك اللى بتجمعها أضعاف أضعاف أضعاف مضعفة " يعنى اللى شغال 24 ساعة علشان يجمع وعلشان يتلذذ , فأعرف أن ال24 ساعة دى بتخصم 48 ساعة من حياتك مقدما ! , فاللى أنت بتبذله النهاردة وبتشعر أنك كسبته ففى واقع الأمر هو منتهى الخسارة بالنسبة ليك لأنه بيقطف من عمرك , وده على المستوى البشرى , ولكن بقى كم وكم الناس اللى عايشة فى الخطية وبتاخد وبتتجرع الخطية وبتشرب الخطية زى المياه دلوقتى , فمش بس بيقطف فى عمرها هنا على الأرض لكن بيقطف عمرها من الحياة الأبدية , وفى النهاية بتخسر كثير جدا , وهى دى القاعدة اللى بتدفعه 24 بيتخصم منك 48 مقدما , وعلشان كده كل من بيضيع عمره فى الملذات ويبقى شاعر أن كل متعته فى اللذة وفى الغرور وفى الشهوة وتيجى الدنيا تضيق عليه شوية بسيطة أو يتحرم من شوية حاجات نتيجة مرضه أو نتيجة فقره أو نتيجة تعبه وبعد ما كان متعود على الخطية أو نتيجة هجران الناس ليه أو نتيجة خسارة معينة , ما يقدرش يطيق الحياة بعد كده ويقولك أنا عايز أموت لأنى ما بقيتش عندى القدرة للتمتع زى اللى كانت عندى الأول , يعنى واحد مرتبط بشخص ما بعلاقة عاطفية وبعدين يهجره فتلاقيه يقولك أنا عايز أموت , أو واحد كان متعود مثلا يأكل ويشرب ويسكر , وبعدين يمرض ويمنعوه , فيقولك أنا عايش ليه أنا عايز أموت , كل من يشرب من هذا الماء يجرى ناحية الماء لأن هذا الماء يميته , لكن الماء الذى يعطيه السيد المسيح لن يعطش منه أحد إلى الأبد , لأن السيد المسيح هو الوحيد اللى بيعطيه حياة جديدة كل يوم , ماءا حيا , وعلشان كده بنقرأ بإستمرار سواء فى العهد القديم أو فى العهد الجديد عن صورة السيد المسيح الجميلة , وفى سفر الرؤيا بيقول 7: 16- 17 16لَنْ يَجُوعُوا بَعْدُ وَلَنْ يَعْطَشُوا بَعْدُ وَلاَ تَقَعُ عَلَيْهِمِ الشَّمْسُ وَلاَ شَيْءٌ مِنَ الْحَرِّ، 17لأَنَّ الْخَرُوفَ الَّذِي فِي وَسَطِ الْعَرْشِ يَرْعَاهُمْ، وَيَقْتَادُهُمْ إِلَى يَنَابِيعِ مَاءٍ حَيَّةٍ، وَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ». لأن الخروف يقتادهم إلى ينابيع الماء الحى فلا يجوعون ولا يعطشون ولا يضربهم حر , ونفس المنظر بنلاقيه فى أشعياء 49: 10 10لاَ يَجُوعُونَ وَلاَ يَعْطَشُونَ وَلاَ يَضْرِبُهُمْ حَرٌّ وَلاَ شَمْسٌ لأَنَّ الَّذِي يَرْحَمُهُمْ يَهْدِيهِمْ وَإِلَى يَنَابِيعِ الْمِيَاهِ يُورِدُهُمْ. النفوس اللى تبعت ربنا لا يجوعون ولا يعطشون , وفى أشعياء 12: 3 3فَتَسْتَقُونَ مِيَاهاً بِفَرَحٍ مِنْ يَنَابِيعِ الْخَلاَصِ. تستقون مياه بفرح , وفى أشعياء 44: 3 3لأَنِّي أَسْكُبُ مَاءً عَلَى الْعَطْشَانِ وَسُيُولاً عَلَى الْيَابِسَةِ. أَسْكُبُ رُوحِي عَلَى نَسْلِكَ وَبَرَكَتِي عَلَى ذُرِّيَّتِكَ. أسكب ماء على العطشان , وفى أشعياء 55: 1 1 أَيُّهَا الْعِطَاشُ جَمِيعاً هَلُمُّوا إِلَى الْمِيَاهِ وَالَّذِي لَيْسَ لَهُ فِضَّةٌ تَعَالُوا اشْتَرُوا وَكُلُوا. هَلُمُّوا اشْتَرُوا بِلاَ فِضَّةٍ وَبِلاَ ثَمَنٍ خَمْراً وَلَبَناً. تعالوا أشربوا , وفى سفر الرؤيا 21: 6 6ثُمَّ قَالَ لِي: «قَدْ تَمَّ! أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ. أَنَا أُعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّاناً. أنا اعطى العطشان من ماء الحياة , وهذا هو الإعلان اللى بيعلنه السيد المسيح فى سفر الرؤيا , ومن يعطش فليقبل إليا , والسيد المسيح بيقدم نفسه هنا كمياه تعطى حياة دائمة لكل فرد ولكل اللى بيطلب منه , وهو ده قانون الإرتواء وألإمتلاء من السيد المسيح , أن فى هذا الزمن الحاضر الإنسان يرتوى ثم يفيض أيضا بالحياة الأبدية للزمن القادم .

15* 15قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: « يَا سَيِّدُ أَعْطِنِي هَذَا الْمَاءَ، لِكَيْ لاَ أَعْطَشَ وَلاَ آتِيَ إِلَى هُنَا لأَسْتَقِيَ ونظرت ليه كده المرأة السامرية وكأنها أستوعبت الدرس كويس وأستجابت إلى دعوة السيد المسيح ولقوله لطلبتى ... فأعطاكى , ففعلا سبقت وطلبت "يا سيد" , ومازالت تناديه بلقب السيادة وأنت ليك السيادة أنك تعطينى من هذا الماء , وده كان أول دليل وعلامة على عودة النفس إلى خالقها وأنها قبلت كلمته وقبلت وعده , وبدأت المرأة السامرية ينفتح قلبها تجاه السيد المسيح , وكلمة أعطنى هذا الماء , تعنى عودة النفس إلى خالقها , وليس فقط أنها أستهوتها فكرة المياه اللى كل اللى بيشرب منها لا يعطش بل ولا يتعب وييجى لغاية تلك البئر ويستقى , وده كان كلامها انها عايزة لا تعطش وتبطل مشوار كل يوم اللى بتيجى فيه فى عز الظهر لهذه البئر البعيدة وعلشان تملأ مياه وتنزل الجرة لأنها تعبت من المشوار اللى بتمشيه كل يوم فى حياتها وشعرت بالملل منه , وكل يوم معاها الجرة الفارغة وتنزل الحبل فى البئر العميقة وأيديها تعبت من شد الحب ومن شيل الجرة ومن نظرات الناس ومن المشوار البعيد , ومن فرد الحبل ولمه ورفعه , لأن صار هذا الحبل وهذا الجردل والمياه هى كل همها فى الحياة وكل مشغوليتها فى الحياة أنها تيجى كل يوم وتنزل الحبل وتملأ الجردل وبعدين تملأ الجرة وتشيل الجرة وتتعب وتيجى تانى مرة إلى بيتها , هى مللت هذه الحياة , وهو ده همها بإستمرار فى الحياة أنها تملأ الجرة وأنها عايزة تشرب وعايزة ترتوى , وعلشان كده ياريت كل واحد يسأل نفسه سؤال خطير جدا , أنت همك أيه فى الحياة ؟ وأيه هو الهم اللى أنت مشغول بيه ؟ وأيه الجرة اللى أنت عايز تملأها بالضبط وتاعب نفسك وشاغل نفسك ومرهق نفسك جدا علشان تملأها ؟ أيه اللى أنت عايز تملأه فى جرتك ؟ , وبعدين فى قولها " حتى لا آتى إلى هنا لأستقى " يعنى عايزة تستغنى وتكف عن المجىء لهذا المكان لأنها مللت المجىء إلى هذه البئر ومللت هذا التعب , ولازم ناخد بالنا أن هذه المرأة لم تكن تملأ المياه فقط لنفسيها , لكن لشخص آخر كمان موجود فى البيت علشان يشربوا معا منها , يعنى فى ناس هى بتخدمهم , طيب أنا عايزة أستغنى عن هذه المياه وبأملأ لنفسى ولغيرى علشان أسقيه , فهل تستطيع أن توفر لى هذا الإستغناء أنك تروينى وتروى كمان اللى أنا بأخدمهم , ومن هنا يلقط السيد المسيح بقى الخيط الأساسى .
16* ». 16قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «اذْهَبِي وَادْعِي زَوْجَكِ وَتَعَالَيْ إِلَى هَهُنَا» فبيطلب منها أنه يشوف اللى هى بتخدمهم , يعنى عايز يشوف هى بتخدم مين , وانتى بتتعبى وشقيانة ومتمررة علشان مين ؟ روحى هاتى اللى أنتى بتخدميه , وهى دى نفس الكلمة السيد المسيح بيقولها لكل واحد فينا , طيب هى بتقول له أعطنى هذا الماء علشا أرتاح وماأخبطش المشوار ده وما أتعبش , وكان المفروض أن السيد المسيح يقول لها خذى الماء ولكن بنشوف أن السيد المسيح بيجاوبها على حاجة تانية خالص , وهى بتقول له أعطينى المياه , وهو ماقالهاش خذى الماء , ولكن قال لها روحى وهاتى زوجك , طيب أيه علاقة هذا بهذه يا رب ؟ دى هى بتقولك خلاص أعطينى الماء , طيب بتقول لها روحى هاتى جوزك ليه ما تقولها خذى الماء , فى واقع الأمر آه , روحى هاتى زوجك علشان حاجتين مهمين قوى , 1- لازم تجيبى اللى أنتى بتخدميهم وشقيانة وتعبانة علشانهم لكى أراهم وتحضريهم عندى إلى ههنا , وهو ده اللى السيد المسيح بيقوله لك , أنت يعنى شقيان ومتمرمط وتعبان علشان مين وبتخدم مين بالضبط , لوعايز تستريح من فضلك هات اللى أنت بتخدمه عندى وتحت نظرى أشوفه, فهل تقدر تحضر اللى أنت بتخدمه واللى أنت عايش علشانه وتملأ له المياه وتضعه قدام السيد المسيح , والحقيقة أن السيد المسيح كان مؤدب جدا جدا فى حديثه مع المرأة السامرية بالغم أنه يعرف أن اللى معاها ليس زوجها ولم يقل روحى هاتى عشيقك أو هاتى اللى أنتى عايشة معاه , لكن كان مؤدب جدا فى رقة وفى لطف "اذهبى وأدعى زوجك " , ماكانش عايز يجرح مشاعرها أبدا , وآه منا لو نتعلم هذا الدرس من السيد المسيح , لأن كم من مرة بنجرح مشاعر الآخرين وبنجرحهم بإهانة شديدة جدا , ولكن حتى السيد المسيح بالرغم من أن خطايانا مكشوفة قدامه لكن بيستر عليها وبيستر على مشاعرها , ويقول له "اذهبى وأدعى زوجك " , بتخدم مين وبتهتم بمين هاته وقدمه للسيد المسيح , وكأن السيد المسيج بيضع هذا الطلب محكا لصدقها لقبولها العرض بأخذ العطية , لأن هى أعلنت أنها قبلت العرض بأنها تقبل العطية , فالسيد المسيح بيقول لا لو فعلا أنتى صادقة فى القبول , فهاتى اللى أنتى بتخدميه وهاتى اللى أنتى بتحبيه وبتهتمى بيه وضعيه أمامى , فلو أنت فعلا عايز تستريح , هات اللى أنت عايش من أجله وحاسس أن هو أمنية حياتك وبتخدمه , ضعه أمام السيد المسيح , 2- السبب التانى الذى من أجله قال لها روحى هاتى زوجك أنه لازال هناك عائق يمنع راحتها وسلامها وهو عائق الخطية , فالخطية بتقف دائما عائق أمامنا ويمنعنا عن نوال العطية , ولذلك قال لها روحى هاتى زوجك , طيب يارب أنت عايز تفضحها وعايز تزلها ؟ إطلاقا ولذلك هو تكلم معاه بطريقة لا تجرح مشاعرها وهو لم يقل لها روحى هاتى عشيقك , ولكن ربنا عارف أنها مش ممكن تستريح طول ما فى خطية قافلة جوه عليها , لو عايزة تستريحى فعلا وما تعتطشيش وما تجيش لهنا , أخرجى الخطية اللى جواكى , نعم مش حاترتاح إلا لما تخرج الغلط اللى جوه , بالضبط زى ما يكون فيه خراج قافل فالصديد يقعد ينقع على الإنسان ويسخنه ويصدعه ويؤلمه , ولا يمكن أن يشفى الخراج اللى بينقح وفيه صديد إلا بحاجة واحدة أنه ينفتح ويتعقم ويتنظف , وقد تكون مؤلمة عمليه الفتح وقد تكون مؤلمة عملية التنظيف لكن لابد منها , إذا السيد المسيح ماكانش عايز يذلها ولا يفضحها , لكن السيد المسيح فعلا عايز يريحها ومش ممكن ترتاح اللى لما تطلع الغلط اللى جوه , طيب يارب أنا مش قادر أطلع الغلط , فيقولك السيد المسيح أنا حأساعدك أنك تطلع الغلط اللى جواك وأنا حأعقم لك الجرح , ووضع السيد المسيح أصبعه على الجرح وبمشرطه أبتدأ يفتح ولكن برقة فائقة كمن يستخدم مخدر حتى لا يؤلم المريض وبحرص وبمنتهى الهدوء أبتدأ يفتح هذا الخراج وينظف ذلك الصديد , وفى أشعياء بنشوف منظر الإنسان اللى قافل على الخطية 1: 6 6مِنْ أَسْفَلِ الْقَدَمِ إِلَى الرَّأْسِ لَيْسَ فِيهِ صِحَّةٌ بَلْ جُرْحٌ وَأَحْبَاطٌ وَضَرْبَةٌ طَرِيَّةٌ لَمْ تُعْصَرْ وَلَمْ تُعْصَبْ وَلَمْ تُلَيَّنْ بِالزَّيْتِ.محدش عصرها , ولكن لازم الصديد يخرج كله ولازم الجرح يتفتح لأن لو فى حتة ولو صغيرة لم تخرج و الجرح مش كامل , فيرجع يقفل ويلم ويرجع فيه صديد من أول وجديد , لكن الصديد كله لازم يطلع , وهى دى المشكلة بإستمرار اللى بنعملها فى حياتنا , بنخرج حتة من الخطية ونسيب الباقى موجود ويرجع يلم ويقفل وينقح من أول وجديد , لكن أترك ربنا ينظف لك الجرح بأكمله حتى لو كان مؤلم لفترة ما , وفى إجابة مقتضبة جدا ولكن يلفها الحزن والألم " ليس لى زوج ".

17*17أَجَابَتِ الْمَرْأَةُ وَقَالتْ: «لَيْسَ لِي زَوْجٌ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «حَسَناً قُلْتِ: لَيْسَ لِي زَوْجٌ، ليس لى زوج هى كلمتين أو إجابة مقتضبة ولكن يملؤها الحزن والألم , ماليش زوج , وهنا السيد المسيح بيسرع ويغيثها ويكشف لها ويعترف لها هو .

18* 18 لأَنَّهُ كَانَ لَكِ خَمْسَةُ أَزْوَاجٍ، وَالَّذِي لَكِ الآنَ لَيْسَ هُوَ زَوْجَكِ. هَذَا قُلْتِ بِالصِّدْقِ». وأيضا فى طريقة مؤدبة جدا بيقول لها الذى معكى الآن ليس زوجك , لكن كان ليكى خمسة , ياه كان ليها خمسة وولا واحد منهم قدر يريحها ! طيب يا ترى العيب فيهم والا فيها , يعنى خمسة ومازالت تحيا مع السادس وأيضا السادس لم يريحها , والحقيقة رقم خمسة هو رمز للحواس الخمسة فى الإنسان اللى لم تستطيع أن تفرح الإنسان (النظر والتذوق واللمس والشم والسمع) , يعنى ولا حاسة من الحواس قدرت تريح الإنسان , الإنسان عمال ينظر ويسمع ويلمس ويذوق ويشم لكن مش قادر يرتاح ومش قادر يشبع ولدرجة أن معاه السادس الآن , ولو تعرفوا عن الحاسة السادسة , اللى هى ما فوق الطبيعة , وده اللى عمله الإنسان أنه ترك الإستعمال الطبيعى لحياته ودلوقتى لجأ للإستعمال الغير طبيعى , والإستعمال غير العادى علشان يتلذذ ومنه خرج الشذوذ والإنحرافات وكل الحاجات اللى بنسمع عنها دى , وأن الإنسان لجأ للإستعمال الغير طبيعى علشان يقدر أنه يتلذذ وأنه يتمتع وكل يوم الإنسان عمال يزيد فى كل وسائل تمتعه , سواء فى الأكل والشرب وفى الجنس , وعمال يشوف النقيض وما هو شاذ وما هو فوق العادة علشان يستريح , لكن حتى السادس ماقدرش يريحها , وكانت المرأة السامرية دى رمزا للسامريين اللى أتزوجوا خمسة شعةب كما شفناهم فى سفر الملوك الثانى الإصحاح 17 اللى أحضرهم ليهم ملك آشور , وأرتبطوا بخمسة شعوب وثنية لكن ما قدروش يستريحوا , فيرتبطوا بالسادس ولكن حتى السادس ماقدرش يريحهم , وكان السامريين مرتبطين بخمسة أسفار موسى (التوراة) لكن ماقدروش يستريحوا من خلالها وأبتدأوا يبحثوا عن السادس أو العبادة الأخرى لكن أيضا ما أستريحوش , فالله هنا مش بيفضحها ولكن الله يريد أن يريحها بعد ما تعبت من الخمسة ومن السادس اللى معاها اللى هى فى إرتباط غير شرعى معاه , وبعدين بيقول ليها السيد المسيج (هذا قلتى بالصدق) , وهنا بيتضح صدق هذه المرأة لما بيقول لها السيد المسيح أنا مصدقك , ولحد الآن شفنا كذا عائق ,1- عائق الغربة والسيد المسيح شاله , 2- عائق التعب والأخذ والسيد المسيح أفهمها أن أنا مش جاى آخذ منك ولكن أنا جاى أعطيكى , 3- عائق الإمكانيات وكيف أن السيد المسيح أراها أن إمكانياته عظيمة جدا , 4- عائق الخطية اللى بيمنع العطية وكيف أن السيد المسيح بيرفع الخطية وبيساعد الإنسان أنه يتخلص من تلك الخطية .

19* 19قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: « يَا سَيِّدُ، أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ! وكلمة أرى هنا مش بمعنى النظرة العابرة ولكن النظرة الفاحصة من الفعل اليونانى زيوريو (ينظر بدقة الخبير)


Θεωρέω theōreō to be a spectator of, that is, discern, (literally, figuratively [experience] or intensively [acknowledge]): - behold, consider, look on, perceive, see.
وهنا يتدرج الإستعلان أو إستعلان شخص السيد المسيح أمامها , من أنت يهودى إلى يا سيد إلى أعظم من يعقوب إلى أنك نبى , وهو ده اللى حصل أنها لما عرفت خطيتها أستضائت عينيها , ولما خطيتها خرجت أستطاعت أن ترى أكثر وبوضوح , وسألت السيد المسيح سؤالا كان بيشغل بالها ومحور إهتمامها ولكن فى نفس الوقت وضعت عائق آخر أمام السيد المسيح ,5- عائق الشكلية نسجد فى أورشليم والا فى جرزيم ؟ وكيف أن السيد المسيح يرفع هذا العائق ده اللى حانكمله فى الجزء التالى .

والى اللقاء مع الجزء الثالث من تأملات وقراءات فى الأسبوع الرابع من الصيام الكبير أحد السامرية , راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تأملات وقراءات فى الأسبوع الثالث من الصيام الكبير أحد الإبن الضال الجزء الرابع
تأملات وقراءات فى الأسبوع الثالث من الصيام الكبير أحد الإبن الضال الجزء الثانى
تأملات وقراءات فى الأسبوع الثانى من الصيام الكبير أحد التجربة على الجبل الجزء الثانى
تأملات وقراءات فى الأسبوع الثانى من الصيام الكبير أحد التجربة على الجبل الجزء الأول
تأملات وقراءات فى الأسبوع الأول من الصيام الكبير أحد الكنوز الجزء الثانى


الساعة الآن 10:36 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024