رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مَن أَحَبَّ حياتَهُ فقَدَها ومَن رَغِبَ عنها في هذا العَالَم حَفِظَها لِلحَياةِ الأَبَدِيَّة "حَفِظَها لِلحَياةِ الأَبَدِيَّة " فتشير إلى حياة من الصَّداقة مع الله التي تبدأ على الأرض وتدوم إلى الأبد، وهي الحياة الجديدة التي يكشفها يسوع لتلاميذه وبموجبها عليهم أن يُوحِّدوا حياتهم بها ويُوجِّهوها. ويُعلق القديس أوغسطينوس: "إذا أحببتَ بطريقةٍ خاطئة فما أنتَ سوى إنسان يُبغض، وإذا أبغضتَ بطريقةٍ صحيحة، فما أنتَ سوى إنسان يُحبّ. طوبى لمن يُبغضون النّفسَ فيحفظونها كي لا يفقدوها بحبّهم الخاطئ لها! ". وهكذا، يجب على المرء أن يبغضَ حياته في هذا العَالَم حتّى يحفظها للحياة الأبديَّة. وفي هذا الصَّدد يقول القديس ايرونيموس: "من يُحبّ نفسه أكثر من حبِّه للسَّيد المسيح، أو من يحُب حياته الزَّمنيَّة على حساب مَجْده الأبدي يُهلك نفسه. أمَّا من يهلك نفسه كحَبَّة الحِنطَة، فيشارك السَّيد المسيح آلامه وموته، مُمجدًا مُخلصه، ينعم بالحياة الأبديَّة". فالحياة الأبديَّة هي أشبه باللؤلؤة الثَّمينة التي لا بدّ من بيع كل شيء لاقتنائها (متى 13: 46). تدعونا هذه الآية أن نتعلم أنّ مَن يَحبَّ نفسه يهلكها، ومن يُبغض نفسه يحتفظ به للحياة الأبدية. |
|