رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سرّ المعموديّة
البطريرك غريغوريوس الثالث لحام الجزيل الاحترام مقدّمة المعموديّة 1- الصلاة على المرأة النفساء بعد ولادتها. 2- صلاة لختم الطفل وتسميته في اليوم الثامن لميلاده.عادة تقال هذه الصلوات معًا بعد عودة المرأة من المستشفى الى البيت. وعلى الأهل أن يخبروا كاهن الرعيّة حالاً بولادة الطفل. 3- صلاة لإدخال المرأة النفساء وولدها الى الكنيسة في اليوم الأربعين. هذا الحدث يذكّر بدخول السيّد المسيح الطفل الى الهيكل أربعين يومًا بعد ميلاده.هذه الصلوات والحفلات هي استعداديّة لسرّ المعموديّة المقدسّة. أسرار المدخل هي أسرار المعموديّة والميرون والإفخارستيا وتسمّى هكذا لأنها تُدخل المعتمد الجديد في سرّ المسيح وفي جماعة المؤمنين في الكنيسة فيصير عضوًا فيها كامل الحقوق. ولهذا السبب تُمنح هذه الأسرار معًا وفي يوم واحد في الكنيسة الشرقيّة. هذا تقليد الكنيسة القديم لعماد الكباروالصغار والقادمين من الوثنيّة، وبقي في الكنيسة اليوم في عماد الصغار. فالمعموديّة هي المدخل الى الإيمان المسيحيّ. والميرون المقدّس هو موهبة الروح القدس وختمه وختم المعموديّة المقدسة. والمناولة المقدسة هي الغذاء الأساسيّ الروحيّ لكل أعضاء الكنيسة المؤمنين. ولذا فالطفل الصغير أيضًا أصبح أهلاً لها بالمعموديّة والميرون المقدّسَين، وأصبح من حقه ومن واجبه الاشتراك في هذه الوليمة الروحيّة المقدّسة. هذا ومن المعلوم تاريخيًّا أن عادة إعطاء أسرار المدخل الثلاثة معًا بقيت جارية شرقًا وغربًا حتى القرن الثالث عشر. ولذا فإن عادة المناولة الاولى هي غريبة عن تقليد الكنيسة الشرقيّة، إذ تصير المناولة الأولى يوم المعموديّة المقدّسة. ولذا يجوز أن تُعطى المناولة للأطفال الصغار شريطة أن يرافقهم أهلهم ويعدّونهم بالطريقة المناسبة لعمرهم للاشتراك بوليمة الافخارستيّة المقدّسة. وإذا أردنا أن نعمل حفلة للأولاد لدى بلوغهم سنّ الرشد(7 وما فوق)، فيمكن أن يقام لهم عيد مناولة احتفاليّة بعد إعطائهم تثقيفًا روحيًا وطقسيًا وإيمانيًا مكثفًا مناسبًا لعمرهم. شرح رموز أسرار المدخل إن الأسرار المقدّسة وضعها السيّد المسيح، وهي علامات حسيّة للنعمة الروحيّة. ولا بدّ من فهم رموزها ومعانيها. سر المعموديّة المقدّسة1- عماد البالغين والأطفال: الإنسان بالغًا كان أم طفلاً مدعوّ الى قبول نعمة الله المجانيّة والمعموديّة المقدّسة التي هي باب الحياة في المسيح. وتعمّد الكنيسة الأطفال مرتكزة الى إيمان أهلهم. 2- قبول الموعوظين: الموعوظون هم الذين يستعدّون للمعموديّة المقدّسة بسماع الوعظ والإرشاد. الصلاة الحاليّة هي استقبال المعتمد وختمه بإشارة الصليب العلامة المميّزة للمسيحيّ. 3- وضع اليد على الرأس: تقليد كنسيّ قديم يرمز الى نعمة الله التي تحلّ على الإنسان. 4- النفخ على المعتمد: علامة ترمز الى الحياة الجديدة. كما ورد في سفر التكوين:"ونفخ الله في أنف الإنسان نسمة حياة فصارالانسان نفسًا حية" (تكوين 2:7). 5- التقسيمات: هي صلاة حارّة الى الله لكي يُبعد الشّر وجذوره الأصليّة عن نفس المعتمد. 6- الاتجاه نحو الغرب والكفر بالشيطان:يقول القديس كيرلس الأورشليميّ (387) شارحًا ذلك:"من الضروريّ أن أقول لكم (للموعوظين) لماذا كنتم واقفين، متجهين نحو الغرب: الغرب هو منطقة الظلمة المرئيّة، والشيطان الذي هو ظلام يبسط سلطانه على الظلمات. ورمزًا الى ذلك اتجهتم بأنظاركم نحو الغرب، وأنتم تكفرون بذلك القائد المظلم الكئيب. قائلين: "أنا أكفر بك أيها الشيطان القاسي...ولا أبقى تحت نير العبودية" (العظة 19، رقم 4). 7- الاتجاه نحو الشرق: يشرح ذلك أيضًا كيرلس الأورشليميّ:"فأنت إذن عندما تكفر بالشيطان تدوس بقدميك كل ميثاق معه. وعندئذ ينفتح أمامك فردوس الله الذي "غرسه في عدن شرقًا" (تكوين 2 : 8) " وطرد منه أبونا الأول لعصيانه" (تكوين 3 : 23). ورمزًا "لذلك اتجهت من الغرب نحو الشرق الذي هو منطقة النور" (العظة19، رقم 9). 8- مواثيق وعهود: المعمودية عهد المسيح مع الانسان. جواب المعتمد هو قبول واضح علنيّ للمسيح في حياته: نعم أوافق المسيح! 9- العرّابون أو الأشابين: العرّاب أو الإشبين هو الذي يجيب باسم المعتمد الطفل. وعليه واجب المساهمة في تربية مسيحيّة صادقة. وهو وحده يتقبّل الطفل من جرن المعموديّة حالاً بعد العماد. 10- بركة ماء العماد: الماء هو مادة سرّ العماد وهو يرمز طبيعيًّا الى الحياة (الماء يخصب الأرض ويعطيها حياة جديدة) والى النقاء والفرح والانشراح. وهكذا المعمودية بواسطة الماء ترمز الى الحياة الجديدة والتنقية من وصمة الخطيئة الأصليّة وإلى السعادة الروحيّة. صلوات تقديس الماء تشير الى نهر الأردن الذي تعمّد فيه المسيح، وبذا قدّس المياه بأسرها. 11- خلع الثياب القديمة وتعرية المعتمد: يشرح القديس كيرلس الأورشليمي رمز ذلك فيقول: "حالما دخلتم خلعتم رداءكم، وكانت هذه صورة "لخلعكم الإنسان القديم مع كلّ أعماله" (كولوسي 3: 9). وإذا خلعتم ثيابكم أصبحتم عراة مقتدين بذلك بالمسيح الذي كان عاريًا على الصليب. فلم يعد من المسموح لكم أن تلبسوا هذا الرداء العتيق. إنكم ظهرتم عراةً أمام الجميع ولم تخجلوا لأنكم تمثّلون صورة الأب الأول آدم الذي كان عاريًا في الفردوس بدون أن يخجل" (تكوين 2: 25)، (العظة 20، رقم 2). 12- بركة الزيت والمسحة: يقول كيرلس الأورشليميّ: "ولمّا خلعتم ثيابكم مُسحتم من قمة رؤوسكم حتى أقدامكم بالزيت المعزّم. وأصبحتم شركاء في الزيتونة البستانيّة (رومة 11: 24) يسوع المسيح، إذ انتزعتم من الزيتونة البريّة وطُعّمتم في الزيتونة البستانيّة، وأصبحتم شركاء لها في خصب الزيتونة الحقيقيّة. فالزيت المعزّم كان يرمز الى المشاركة في خصب المسيح. ويتلقّى، باستدعاء اسم الله والصلاة، قوة التطهير فيحرق لا آثار الخطيئة فحسب، بل يطرد قوات الشرّ غير المنظورة" (العظة 20، رقم 3). والزيت يستعمل في الطبّ الطبيعيّ العائليّ. والمصارعون قبل النزول الى حلبة المصارعة يدهنون أجسادهم بالزيت لتلين عضلاتهم وتسهل مقارعة خصمهم. ومسح جسم الطفل بالزيت رمز الى "سلاح البرّ لتجديد النفس والجسد". 13- العماد بالتغطيس ثلاثًا: إنه يرمز الى الموت والدفن مع المسيح (تحت الماء) والى القيامة مع المسيح (فوق الماء). كما يرمز الى العبور (الفصح والقيامة) من الموت الى الحياة الجديدة ومن عبودية الشيطان والخطيئة الى حريّة أبناء الله. كما أن التغطيس ثلاثًا يرمز الى الثالوث الأقدس، إذ يقول الكاهن: "يُعمّد عبد الله (فلان) باسم الآب والابن والروح القدس". كما يرمز الى موت المسيح وقيامته بعد ثلاثة أيام. فالمعموديّة مرتبطة بالقيامة. وعبارة معموديّة مشتقّة من "عمود" و"عمد" (بالسريانّية) وتعني قام وثبت وصمد وانتصب. ولذا كان يُحتفل دومًا بالمعموديّة المقدّسة في أثناء ليترجيّا القداس الإلهي، أو بالحريّ كان يُحتفل بالليترجيّا الإلهيّة بمناسبة المعمودية أو في إطار المعموديّة (وهذا ما نراه في الوثائق الليترجيّة القديمة، مثلاً في دفاع يوستينوس الفيلسوف المسيحي النابلسي من عام 150 م). القديس كيرلس الأورشليميّ يشرح معنى العماد بالتغطيس "واقتدتم بعد ذلك الى البركة المقدّسة للعماد الإلهي، كما حمل المسيح من الصليب حتى القبر الذي كان قريبًا (يوحنا 19: 41). وهو أمامكم. وسُئل كلٌّ منكم إن كان يؤمن بالآب والابن والروح القدس، فأدليتم بهذا الاعتراف الخلاصيّ. ثمّ غُطّستم في الماء ثلاث مرّات وخرجتم منه، ممثلين بذلك دفن المسيح الذي استغرق ثلاثة أيام. لأنه كما أن المخلّص بقي في جوف الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال (متى 12: 40)، كذلك أنتم خرجتم من الماء أول مرّة لكي تمثلوا اليوم الأول الذي قضاه المسيح في الأرض، وغُطّستم فيه لتمثّلوا الليل،... ولما خرجتم منه أصبحتم كمن هو في وضح النهار. وفي اللحظة ذاتها مُتم وولدتم، وأصبح هذا الماء الخلاصيّ لكم قبرًا وأمّا في وقتٍ واحد...وفي الوقت الذي متم كان ميلادكم" (العظة 20، رقم 4). وهذا ما أعلنه بولس الرسول:"أوَ تجهلون أنّا، وقد اعتمدنا في يسوع المسيح، إنما اعتمدنا في موته، فدُفنّا معه في المعموديّة لنموت فنحيا" (رومة 6: 3-4). 14- إسم جديد: يقول كيرلس الأورشليمي: "وأنتم إذ قُبلتم بهذه المسحة المقدّسة دعيتم مسيحييّن، وميلادكم الثاني أيّد شرعيّة هذه التسمية" (العظة 21، رقم 5). ومن هنا العادة بأن يُعطى المعتمد اسم قديس رمزًا الى الولادة الجديدة، وإشارة الى الأسرة الروحيّة التي انضم إليها، وهي أسرة القديسين والشهداء. 15- ثياب جديدة: ترمز الى ثوب البرّ والقداسة والخلقيّة المسيحيّة الجديدة. "أنتم الذين بالمسيح اعتمدتم، المسيح قد لبستم". 16- الشمعة: قال المسيح: "أنتم نور العالم". "وهكذا فليضئ نوركم قدّام الناس ليروا أعمالكم الصالحة ويمجّدوا أباكم الذي في السموات" (متى 5: 14-15). والى هذا ترمز الشموع يحملها الحاضرون المشتركون في المعموديّة والشمعة الخاصة المزيّنة التي يحملها العرّاب عن المعتمد الجديد |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
موت المؤمن قبل المعموديّة |
رتبة المعموديّة وروحانيتها |
المسحة في الأسرار: المعموديّة |
تجديد مواعيد المعموديّة |
الله الآب في سرّ المعموديّة |