لا نعرف بالضبط من هو الذي كان رائدًا لصناعة “الفالصو” لكن ما هو مؤكد أنها من زمن بعيد. الكتاب المقدس يذكر لنا حدثًا نفهم منه أن استبدال الذهب بالنحاس لخداع الناظرين، هي فكرة قديمة من آلاف السنين. الغريب في الأمر، أن الذي قام بذلك شابًا غنيًا كان وارثًا لثروة كبيرة وليس ذلك فقط، بل كان ملكًا وابنًا لأعظم وأغنى ملك في التاريخ. إنه « رحبعام» ملك يهوذا ابن سليمان الملك ووريث عرشه. يقول الكتاب: «فَصَعِدَ شِيشَقُ مَلِكُ مِصْرَ عَلَى أُورُشَلِيمَ وَأَخَذَ خَزَائِنَ بَيْتِ الرَّبِّ وَخَزَائِنَ بَيْتِ الْمَلِكِ، أَخَذَ الْجَمِيعَ، وَأَخَذَ أَتْرَاسَ الذَّهَبِ الَّتِي عَمِلَهَا سُلَيْمَانُ. فَعَمِلَ الْمَلِكُ رَحُبْعَامُ عِوَضًا عَنْهَا أَتْرَاسَ نُحَاسٍ وَسَلَّمَهَا إِلَى أَيْدِي رُؤَسَاءِ السُّعَاةِ الْحَافِظِينَ بَابَ بَيْتِ الْمَلِكِ. وَكَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَلِكُ بَيْتَ الرَّبِّ يَأْتِي السُّعَاةُ وَيَحْمِلُونَهَا، ثُمَّ يُرْجِعُونَهَا إِلَى غُرْفَةِ السُّعَاةِ» (٢أخبار١٢: ٩-١١). «وَعَمِلَ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ مِئَتَيْ تُرْسٍ مِنْ ذَهَبٍ مُطَرَّق، خَصَّ التُّرْسَ الْوَاحِدَ سِتُّ مِئَةِ شَاقِل مِنَ الذَّهَبِ الْمُطَرَّقِ» (٢أخبار٩: ١٥).
بسبب خيانة رحبعام وتركه لشريعة الرب، صعد شيشق ملك مصر ونهب خزائن الملك وخزائن بيت الرب، وأخذ أتراس الذهب التي صنعها سليمان والتي تزن ١٢٠٠ كيلوجرامًا من الذَّهَبِ الْمُطَرَّقِ. هذه الأتراس - على الأرجح - كانت تُستخدَم في موكب التشريفة الملكية من بيت الملك إلى بيت الرب. قرر رحبعام أن يعمل أتراس التشريفة “فالصو” كي يخفي إفلاسه، بدلاً من أن يتوب ويتذلل أمام الرب، لكن كبريائه منعه من الإنكسار، وريائه دفعه أن يستبدل الأتراس الذهبية بأتراس نحاسية لامعة تشبه الأتراس المسلوبة تمامًا ليخدع بها أنظار الشعب ويتظاهر بأنه لم يخسر شيئًا.