وهنا يقول الإنجيلي حرفياً: "حِينَئِذٍ أَوْصَى تَلاَمِيذَهُ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ". لماذا تعتقدون أن يسوع قال لهم أن لا يأتوا على ذكر الموضوع أنه هو يسوع المسيح؟ هل لأن يسوع مغتر بنفسه؟ هل يسوع لا يحب أن يعرف الناس الحقيقة؟ لا بل لأن يسوع لا يحب الضجة والدعاية. اليوم ترى الكثير من الكنائس يقومون بالدعاية والإعلان وإطلاق الأسماء الرنانة والألقاب. هل تعلمون أن هناك الكثير من رجال الدين في العالم اليوم يخاطبهم الناس بألقاب هي من ألقاب الرب، هناك رجال دين يخاطبهم الناس بـ (holy father)، الأب الأقدس، وهذا لقب الآب السماوي، والذي يستخدم ألقاب الله للناس، أحبائي، هذا إنسان ضال يدعي أن بيده الحل والربط. عندما أقف أمام الله، أريد أن أقف أمامه وأقول له: يا رب أنا أعلنتُ للناس وأخبرت الناس كل مشورة، وأخبرتهم بالحل. ودعوني أخبركم: هناك مثل عربي يقول أن الحقيقة تجرح، وكلام الرب، الذي هو حقيقة، إن لم يجرحنا ويبكتنا من الداخل، لن نتوب أبداً. فلنقل له: يا رب اجرحنا، لأنك إذا جرحت تشفي. الرب يسمح أن نتألم حتى يشفينا. فهو، مثل الطبيب الجرّاح، يجرح حتى يعالج ويشفي. الرب لا يحب الضجيج. لقد أوصاهم أن لا يقولوا لأحد أنه يسوع المسيح. أحبائي، الرب وكلمته لا تحتاج إلى كل هذا الضجيج وكل هذا التفخيم والتعظيم. تبجّل الناس الشخص الفلاني المعظم. أيّ معظّم هذا؟!! نحن نحتاج لسترٍ، نحن نحتاج أن نركع عند قدمي الرب. لا يوجد شيء أو شخص معظّم. لا شيء معظم سوى الرب. الكتاب يقول أن عظيمٌ هو الرب. الرب عظيم. ولكن هل الناس عظماء؟ أي عظمة هذه؟! نحن نحتاج إلى الستر، نحن تراب. هذا أبو المؤمنين ابراهيم قال: "قد شرعتُ أكلّم المولى وأنا تراب ورماد". هذا أبو المؤمنين، ويعتبر نفسه تراب. فأين نحن من ذلك؟