رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ." خاطا أوراق تين: انفتحت أعينهما ورأيا أنهما عريانين هذا يعني أن الإنسان بالخطية يدرك أنه دخل إلى حالة من الفساد تظهر خلال أحاسيس الجسد وشهواته التي لا تضبط. بهذا يدخل الإنسان في معرفة جديدة، هي خبرة الشر الذي امتزج بحياته وأفسد جسده تمامًا، هو تعرف على جسده الذي صار عنيفًا في الشر بلا ضابط. هما صارا عريانين إذ فقدا النعمة التي حفظتهما من خزي عري الجسد. وحاولا أن يستترا فلم يجدا سوى أوراق التين. وخياطة أوراق التين تشير لمجهود الإنسان الذي لا يستر فهو ليس كافيًا بدون نعمة المسيح. فهما فقدا رداء الفضيلة والبراءة والمجد والفرح وصارا في عوز للكرامة بل للحكم المنطقي فهما حاولا الاختباء من الله الذي يرى كل شيء بعد أن كان آدم مثال للحكمة والسلطان. أوراق التين أصبحت تشير للبر الذاتي، وكل مجهود لتبرير أخطائي هو ورق تين. عندما خلق الله آدم كان يحب الله لأنه مخلوق على صورة الله والله محبة. ولأن هناك محبة متبادلة بين آدم والله كان آدم يحيا في جنة الفرح (عدن=فرح). ولما خُلقت حواء استمرا كلاهما في النظر نحو الله وكانا يحبان الله فاستمرا في حالة الفرح أي استمرا في الجنة. وعندما سقطا صارا ينظران لبعضهما فانشغلا بجسديهما ونسيا النظر لله، بل هم اختبأ من الله فما عادا يرياه، فقلَّ الحب، فضاع منهما الفرح وهذا معنى أنهما طردا من الجنة. فدخل الحزن إلى العالم. وحينما فقدا الفرح، إذ بدأت محبة الله تبرد في قلوبهم إذ صاروا لا يرونه. فحولوا طاقة الحب التي كانت داخلهم إلى الاهتمام بأجسادهم. فاستبدلوا الفرح باللذة الحسية. وللآن فهذا هو خداع إبليس أن الفرح هو اللذة. ولكن شتان الفارق بين عطية الله وعطية الجسد. فاللذة ثوان عابرة يعقبها حزن، بينما الفرح دائم، بل ينتصر على أي ألم خارجي "لا ينزع أحد فرحكم منكم" (يو 16: 22). وهل تستطيع الملذات الحسية أن تعطي فرحًا لإنسان مهدد بالموت. لذلك فبولس الرسول الذي يقول أن الزواج مكرم (عب 13: 4) + (1 كو 7: 2-4) يعود ويطلب في الآية التالية مباشرة، الامتناع لفترة يقضيها الزوجان في الصوم والصلاة (1 كو7: 5) وواضح أنه يطلب هذا من كل المؤمنين ليتفرغوا لله محولين طاقة الحب داخلهم إلى الله، فيتذوقوا الفرح الحقيقي بدلا من اللذة الحسية. وبعد الفداء صحح الله الوضع فجاء الروح القدس ليسكب محبة الله في قلوبنا (رو5:5) وبذلك صارت ثمار الروح القدس محبة فرح... وبهذا كان من ثمار الفداء استعادة الحالة الفردوسية. ولهذا طلب الرسول منا أن نمتلئ من الروح لنفرح بدلًا من الخمر أي الملذات العالمية. وطريقة الامتلاء شرحها الرسول في الآيات الآتية (اف 5: 18-21). |
|