في البداية نريد أن نقول؛ أن مفهوم النبؤة في العهد الجديد. أختلف عن مفهومها في العهد القديم.. النبي هو الإنسان الذي يبلغ رسالة من الله عن أحداث سوف تحدث في المستقبل. وهذه الأحداث تسمى نبؤات. وكان في العهد القديم أن الله لابد أن يجهز عقول الناس بأنه سوف يتجسد ويصلب ويموت بهذا الجسد(لأن اللاهوت لا يموت) وسوف يقوم من الاموات. وهذه حقائق تفوق ادراك العقل البشري. فبدأ الله يرسل الأنبياء لكي يتنبؤا بهذه الاحداث كلها. وقد أنتهت تماماً هذه النبؤات بمجىء السيد المسيح. ونحن نقول في بعض إحان الكنيسة في عيد القيامة أن (اليوم قد كملت النبؤات..وتمت اقوال الآباء الاوليين بقيامة الرب يسوع من بين الأموات وكان الأنبياء)
أيضاً في العهد القديم؛ يتنبأون ببعض الأحداث التي سوف تحدث في المستقبل. مثل اشعياء عندما تنبأ بالسبي البابلي. والاشوري. وسقوط بابل واشور. قبل أن تقع هذه الأحداث بمئات السنين. وكان الأنبياء ينذرون الناس بهذه الأحداث حتى يتوبوا ويبتعدوا عن الشر.لأن هذه الأحداث المؤلمة حدثت نتيجة شرور الناس وخطاياهم. وفي الحقيقة فقد كان الله يلجأ إلى هذه الطريقة. لأنها تعتبر الطريقة الوحيدة لتبكيت الناس حتى يتوبوا.
ولكن في العهد الجديد؛ فليس هناك حاجة إلى هذا النوع من النبؤات.لأن الروح القدس أصبح يسكن في الإنسان وهو الذي يبكته على كل خطية (يو8:16 ).ولكن ليس هذا معناه أنه ليس هناك نبؤات في العهد الجديد.التنبؤات موجودة في العهد الجديد ولكنها أتخذت مفهوماً خاصاً في العهد الجديد.
فأصبح التنبؤ يعني؛ معرفة ما تحتويه النصوص المقدسة في الكتاب المقدس والحقائق الإيمانية .من أسرار وتأملات وتفسيرات وكشفها لباقي الناس وهذا سوف يعود بالنفع على المؤمنين في التعليم. .وهذا ما وضحه معلمنا بولس الرسول صراحة ( وأما من يتنبأ فيكلم الناس ببنيان ووعظ وتسلية )(1كو3:14 ). . بل وأننا نجد معلمنا بولس الرسول يضع قواعد لهذه النبؤات (كل رجل يصلي أو يتنبأ وله على راسه شئ يشين رأسه.وأما كل إمرأة تصلي أو تتنبأ ورأسها غير مغطى فتشين رأسها )(1كو3:11) ولكن هناك نعمة خاصة يعطيها الله لبعض المؤمنين وهي معرفة ما سوف يحدث في المستقبل أو معرفة ما يدور في قلوب الآخرين. فنجد قديس مثل البابا كيرلس السادس. يقابل أحد الاشخاص ويخبره عما يدور في فكره وقلبه. بل وقد يخبره عما سيحدث له في المستقبل. وهذه موهبة خاصة جداً يعطيها الروح القدس لبعض الاشخاص.وتكون هذه الموهبة تحت قيادة الله. ومصدرها الروح القدس
18 - 12 - 2016, 08:16 PM
العرض الشجري