رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في تكوين 2 فنجد اسمًا آخر بالإضافة إلى الله وهو «الرب (يهوه)». لماذا هذا؟ لأن الإنسان وُجد الآن في المشهد، والاسم «الرب (يهوه)» يدل على العلاقة الإلهية بالإنسان. يا له من حق ثمين! يستحيل أن تقرأ هذين الإصحاحين دون أن يُذهلك اختلاف الأسماء “الله” و “الرب الإله” أو بالحري “إيلوهيم” و “يهوه إيلوهيم”؛ والاختلاف جميل وله مدلوله. ويقدِّم لنا تكوين 7: 16 مثالاً لذلك «وَالدَّاخِلاَتُ دَخَلَتْ ذَكَرًا وَأُنْثَى، مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ، كَمَا أَمَرَهُ اللهُ (إيلوهيم). وَأَغْلَقَ الرَّبُّ (يهوه) عَلَيْهِ». فالله في مطلق سلطانه كان مزمعًا أن يُهلك البشرية وكل كائن حي، لكن “الرب (يهوه)” في نعمته المطلقة أغلق على نوح. لاحظ التميز؛ فلو كان الكاتب إنسانًا عاديًا ربما بدَّل الأسماء دون ملاحظة ما تحويه، لكن ليس كذلك الروح القدس الذي يبرز نقطة العلاقة الجميلة بين يهوه ونوح. لقد كان إيلوهيم على وشك أن يقضى على الأرض، لكنه كيهوه كانت عيناه على خادمه المحبوب؛ فنراه يأويه بإنعام جزيل في إناء الرحمة. يا لكمال المكتوب! كم هو بنّاء ومنعش أن تتتبع الأمجاد الأدبية للوحي الإلهي! دعونا نرجع إلى مقطع من 1صموئيل 17 حيث نقرأ عن لقاء داود بجليات، الذي قال للجبار بكل جرأة عما كان مزمعًا أن يفعله به وبجيوش الفلسطينيين «فَتَعْلَمُ كُلُّ الأَرْضِ أَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ (إيلوهيم) لإِسْرَائِيلَ. وَتَعْلَمُ هذِهِ الْجَمَاعَةُ كُلُّهَا أَنَّهُ لَيْسَ بِسَيْفٍ وَلاَ بِرُمْحٍ يُخَلِّصُ الرَّبُّ (يهوه)، لأَنَّ الْحَرْبَ لِلرَّبِّ وَهُوَ يَدْفَعُكُمْ لِيَدِنَا» (1صم17: 46، 47). على كل الأرض أن تعرف وتعتبر حضور الله وسط شعبه، لكنهم لا يستطيعون أن يدركوا شيئًا عن العلاقة الغالية التي يحويها لقب «يهوه» التي كانت لجماعة إسرائيل فقط به؛ فما كان عليهم إدراك حضوره في وسطهم فحسب، بل أيضًا طريقة تعامله المباركة معهم، فهو إيلوهيم بالنسبة للعالم، أما لشعبه المحبوب فهو يهوه. |
|