رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التزام الإنسان بتصرفاته: كانت كلمة الله له: "يا ابن آدم إن أخطات إليَّ أرض وخانت خيانة، فمددت يدي عليها وكسرت لها قوام الخبز وأرسلت عليها الجوع وقطعت منها الإنسان والحيوان، وكان فيها هؤلاء الرجال الثلاثة نوح ودانيال وأيوب فإنهم إنما يخلصون أنفسهم ببرهم يقول السيد الرب" [13-14]. يقول "إن أخطأت إليّ الأرض"، ماذا يعني بالأرض؟ أ. يرى العلامة أوريجينيوس أنه لا يُقصد بها سكان الأرض. ب. في رأيه أن كل خاطئ يُحسب أرضًا: [يُدعى الخاطئ أرضًا، لأنه قيل لآدم: "أنت أرض وإلى أرض تعود" (تك 3: 19). هكذا نستطيع القول بإن ارتكاب الخطية يجعل الخاطى أرضًا... عندما تنظر الأرض الله تتزلزل وتضطرب... ونحن أيضًا كالأرض نرتجف ونضطرب بسبب خطايانا]. لقد أكد الرب أنه إن أخطات الأرض وخانته فضربها بالجوع وكان بها هؤلاء الثلاثة "نوح ودانيال وأيوب" فلن يُخَّلصوا أحدًا إنما تخلص نفوسهم ببرهم. ثم عاد فأكد أنه إذا ضربت الأرض بالوحوش المفترسة الرديئة فأثكلت سكانها فلن يُخَّلص هؤلاء الرجال البنين ولا البنات. مرة ثالثة إن جلب الرب سيفًا يقطع به الإنسان والحيوان من الأرض فلا يخلص هؤلاء الثلاثة البنين أو البنات. وأخيرًا للمرة الرابعة إن جلب على الأرض وباء وسكب غضبه عليها بالدم فلن يخلص هؤلاء ابنا ولا ابنة، إنما يخلصون أنفسهم ببرهم. وكأن الرب - في سفر حزقيال - كان على الدوام يؤكد مسئولية الإنسان الشخصية عن إيمانه وحياته، فقد رأينا السائل (الشعب) يحمل إثم نفسه، والنبي أيضًا، وهنا يؤكد أنه إن وجد إنسان بار يخلص لكنه لا ينقذ حتى ابنه أو ابنته إن كان الأولاد لا يسلكون في البر كآبائهم. فإن كان هذا الجيل من نسل إبراهيم أب الآباء ورجل الإيمان، فهو لا ينفعهم شيئًا، وإن كان الجيل الذي سبقهم قد انحرف إلى العبادة الوثنية فهذا لا يلزمهم بالغضب الإلهي، إنما يُطالبون عن أنفسهم... هذا ما سيعود فيؤكده بأكثر إيضاح في الأصحاح الثامن عشر. على ضوء هذا الأصحاح نفهم دور القديسين في حياتنا إذ يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [إن كنا مهملين لا نستطيع أن ننال خلاصنًا ولا بمساعدة الآخرين... أقول هذا لا لكي أنفي طلبات القديسين إنما لكي أوقف إهمالكم واكتفاءكم بالاتكال على الآخرين وأنتم مطروحون على ظهوركم]، كما يقول: [ما أعظم بركات صلوات القديسين إن كنا نحن أيضًا نعمل]. لقد كانت الشفاعة عن الشعب جزءًا حيًا من عمل الأنبياء والكهنة فصموئيل النبي يقول: "وأما أنا حاشا لي أن أخطئ إلى الرب فأكف عن الصلاة من أجلكم" (1 صم 12: 23). وفي المصفاة إذ هاج الفلسطينيون عليهم قالوا لصموئيل: "لا تكف عن الصراخ من أجلنا إلى الرب إلهنا فيخلصنا من يد الفلسطينيين" (1 صم 7: 8). وأيضًا موسى كان يشفع في شعبه حتى قال الرب له: "اتركني ليحمي غضبي عليهم وأفنيهم فأصيَّرك شعبًا عظيمًا" (خر 32: 10)... صلوات القديسين تسند النفس المجاهدة الراغبة في التوبة، أما إذا أصرت على عنادها فلا نفع لها، إذ يقول الرب لإرميا النبي: "وأنت فلا تصلِ لأجل هذا الشعب ولا ترفع لأجلهم دعاء ولا صلاة ولا تلح عليَّ لأني لا أسمعك" (إر 7: 16، 11: 14). الله الذي قال: "أحامي عن هذه المدينة لأخلصها من أجل نفسي ومن أجل داود عبدي" (2 مل 19: 14) وفي أيام حزقيا الملك البار لم ينطق بهذا في أيام الشر المتكاثر حين أسلم المدينة لنبوخذنصَّر. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
التزام اللاويّين بالعطاء |
إرميا النبي | وعد إلهي مع التزام من جانب الإنسان |
أن تسليم الحياة للمسيح التزام يأسر الإنسان |
أكرم اباك وأمك .. إنه التزام جاد |
الخدمة هى التزام فى كل الأمور |