رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الفرس هَلْ أَنْتَ تُعْطِي الْفَرَسَ قُوَّتَهُ، وَتَكْسُو عُنُقَهُ عُرْفًا؟ بعد أن تحدث عن الحيوانات المفترسة وطيور البرية قدم له مثًلا بحيوان أليف خادم للإنسان وهو الفرس. يسأله إن كانت الخيول تُستخدم لحماية الإنسان في المعارك، فمن الذي أعطاها القوة. إنها ليست عطية من الإنسان، لكنها من قبل الله. مع هذا فمن يعتمد على الخيل دون التطلع إلى الله واهب القوة يفقد النصرة. يقول المرتل: "باطل هو الفرس لأجل الخلاص، وبشدة قوته لا ينجي" (مز 33: 17) ، كما قيل: "لا يُسر بقوة الخيل" (مز 147: 10؛ راجع هو 14: 3؛ مز 20: 7 ؛ إش 31: 1، 3). تستخدم الخيول في الكتاب المقدس لتحمل معانٍ كثيرة، منها: 1. الاتكال على الكرامة الزمنية: "قد رأيت عبيدًا على الخيل، ورؤساء ماشين على الأرض كالعبيد" (جا 10: 7). فالعبيد هنا يشيرون إلى الأشرار المستعبدين للخطية، لكنهم يتشامخون بالمراكز الزمنية والكرامة الباطلة. ب. تحمل معنى صالحًا، كما قيل: "الفرس مُعد ليوم الحرب؛ أما النصرة فمن الرب" (أم 21: 31). الفرس هنا يشير إلى إمكانيات المؤمن وطاقاته التي تواجه مقاومة إبليس وتغلب خلال عمل الله بها. ج. تشير الخيول أيضًا إلى الكارزين: "سلكت البحر بخيلك، كوم المياه الكثيرة" (حب 3: 15). يرى البابا غريغوريوس (الكبير) إن الفرس في هذا الموضع (أي 39: 19) تعني الكارزين الصالحين الذين يكسبون النفوس بعمل الله بهم وفيهم. مع ما للفرس من قوة كان الإنسان يعتمد عليها في الدفاع عن نفسه وعن بلده وممتلكاته، لكن يمكن لصبي صغير أن يقودها دون تمرد من جانبه. أَتُوثِبُهُ كَجَرَادَةٍ؟ نَفْخُ مِنْخَرِهِ مُرْعِبٌ . يسأل الله أيوب إن كان يقدر أن يخفيه كجرادة صغيرة، فإن نفخات أنفه في المعارك مرعبة! يهجم على العدو ولا يخشى الخطر على حياته. يَبْحَثُ فِي الْوَادِي وَيَقْفِزُ بِبَأْسٍ. يَخْرُجُ لِلِقَاءِ الأَسْلِحَةِ . سبق أن تحدث عن وحيد القرن الذي بقوته يسخر بالإنسان، ولا يقوم بخدمته، أما هنا فيقدم الفرس الذي مع قوته العظيمة يخضع للإنسان، ويعمل لخدمته على حساب حياته نفسها. يخرج للقاء الأسلحة بلا خوف من الموت! جاء النص في الترجمة السبعينية: "يضرب بحافره في أرض السهل مبتهجًا". إنه كمن يطلب السماويات فيضرب الأرض بحافره بكل قوة وجسارة، غير خاضع لشهوات جسده. بحق يقول سليمان الحكيم: "هيئ عملك في الخارج، وأعده في حقلك، بعد تبني بيتك" (أم 24: 27). يَضْحَكُ عَلَى الْخَوْفِ وَلاَ يَرْتَاعُ وَلاَ يَرْجِعُ عَنِ السَّيْفِ . عَلَيْهِ تَصِلُّ السِّهَامُ وَسِنَانُ الرُّمْحِ وَالْحَرْبَةِ . من أجل الإخلاص لصاحبه يضحك الفرس على الموت، ولا يرتاع من هجمات الأعداء، سواء بالسيف أو الرمح، ولا يتراجع بل يستمر في تقدمه إلى الأمام وسط المعركة، يبعث في راكبه روح الشجاعة! حقًا يقف الإنسان في خزي حينما لا يستهين بالموت من أجل إخلاصه وحبه لخالقه! يقدم لنا الرسول بولس نفسه مثًلا رائعًا للحب حتى الموت، إذ يقول: "من سيفصلنا عن محبة المسيح؟ أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف؟ كما هو مكتوب من أجلك نُمات كل النهار، قد حُسبنا مثل غنمٍ للذبح" (رو 8: 35-36). فِي وَثْبِهِ وَغَضَبِهِ يَلْتَهِمُ الأَرْضَ، وَلاَ يُؤْمِنُ أَنَّهُ صَوْتُ الْبُوقِ . إن كان الفرس في المعركة مملوء حمية وحماسًا ورباطة جأش، يلتهم الأرض، أفلا يليق بالمؤمن في معركته الروحية أن يتسم بالشجاعة واليقين في عمل الله معه. "ولا يؤمن أنه صوت البوق" ماذا يعني هذا؟ عندما كرز الرسل بالإنجيل ضرب رئيس الكهنة بالبوق، لا للعمل لحساب الرب، وإنما لإبطال عمل الكرازة بالملكوت. "ودعوا الرسل وجلدوهم وأوصوهم أن لا يتكلموا باسم يسوع" (أع 5: 40). أما الرسل فأدركوا أن هذا ليس بصوت البوق الحق، لذا قالوا: "لأننا نحن لا يمكننا أن لا نتكلم بما رأينا وسمعنا" (أع 4: 20). عِنْدَ نَفْخِ الْبُوقِ يَقُولُ: هَهْ! وَمِنْ بَعِيدٍ يَسْتَرْوِحُ الْقِتَالَ صِيَاحَ الْقُوَّادِ وَالْهُتَافَ . v حينما يحصل (المؤمن) على سلاح الرب، فإنه بمجرد أن يسمع بوجود الحروب ويشعر بها يتقدم "بصياحٍ وهتافٍ" كما يقول في أيوب (أي 39:25) لأن نفس صوت صلاته يوقع الأعداء ساقطين على الأرض . القديس مقاريوس الكبير |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أيوب | الفرس |
اله الفرص الضائعة |
الفرص المفوته |
الفرص الضايعه |
إغتنم الفرص |