رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جهاد القديسين في شبابهما: لما بلغ الأنبا بشاي سن السابعة والعشرين، كان هو وصديقه الأنبابطرس قد نميا جداً في الفضيلة. وقد إستمر نموهما مداومين على خدمة المذبح المقدس مواظبين علي حضور الكنيسة كل يوم بغير فتور أو تكاسل بل بنشاط وهمة. وقد ألفَ بشاي وبطرس الاشتراك معاً في العبادة المقدسة وممارسة النسك والصوم. وقد رُوي عنهما أنه كان لهما في البيت قلاية خاصة للعبادة والاختلاء، وكانا ينامان معاً فيها، وقيل أنهما لم يشتهيا قط مجمع الصبيان، ولم تمل أعينهما بشهوة نحو وجه إمراة أو حسنها. ولم ينظرهما أحد يمشيان في السوق، ولم تخرج من فم أي منهما كلمة بطالة، ولم يشتهيا لذة مأكل أو مشرب بل كانا يمتنعان عن الطعام المطهي والشهي، كما كان رحيمين يتصدقان بما عندهما علي الفقراء والمحتاجين. ولم تنقطع قرابينهما وذبائحهما أو تبطل يوماً واحداً من بيت الله. ولما رأت أسرتهما فرحهما بالرب ونسكهما وعدم إهتمامهما بهذا العالم الزائل، لم يفاتحانهما في موضوع الزواج عالمين أنهما نذرا نفسيهما للبتولية المقدسة. وفي إحدي المرات، بينما كان القديسان يصليان معاً صلاة نصف الليل كعادتهما، أشرق عليهما رئيس الملائكة جبرائيل وألقي عليهما السلام، وتكلم معهما وأنبأهما بما سوف يلقيانه وغيرهما من عذاب وإضطهاد وإستشهاد علي إسم السيد المسيح وما سيلي ذلك من تملك الملك قسطنطين البار الذي يأمر بهدم برابي الأوثان وفتح الكنائس وإعلان المسيحية ديانة رسمية، ولم يتركهما الملاك إلا بعد أن شددهما وبارك عليهما. ولما صار النهار أخبرا ثيؤبسطس وخاريس والدي الأنبا بشاي بما رأياه. وتعجب الجميع متسائلين ما عساه أن يكون الاضطهاد الذي أنبأ به الملاك. وبكر القديسان كعادتهما إلي الكنيسة وصليا ثم رجعا عائدين إلي موضعهما في البيت. ولما بلغ القديس الأنبا بشاي سن الثلاثين مات أبواه في يوم واحد معاً. وحزن عليهما جداً حزن الفراق المشوب بتعزية كلمة الرب الغنية، غير أن بشاي زاد في نسكه وتقشفه بعد نياحتهما ولم يرقد علي فراش ناعم. وكان وابن خالته كثيري السهر طول الليل مجاهدين في الصلاة والعبادة. ثم توحد الاثنان في قلاية بدير قريب من بلدتهما. |
|