يرى القديس أثناسيوس الجليل
أن نفس الغضوب تتشبه بالحية التي ظهرت في الجنة كأنها حكيمة أمام أبوينا آدم وحواء، وظهرت كما لو كانت تحمل روح الصداقة والمودة، لكنها حكمت على نفسها بالموت. هكذا تشبه بها شاول الملك الذي كان يظهر المودة لداود النبي، لكنه كان يُريد قتله. هكذا فعلت جماعة أنطيوخس أبيفانس، وأيضًا هكذا فعل الكتبة والفريسيون الذين كانوا يتوددون لربنا يسوع المسيح بكلام يبدو رقيقًا مملوء حبًا، فيدعونه: "ربي"، و"يا معلم" الخ، أمَا قصدهم فكان قتله. بهذا تشبهوا بالحية القديمة بشرها، ولم يريدوا أن يسمعوا أقوال الأنبياء المرسلين، الذين كانوا يعرضون عليهم التعاليم الحكيمة مثل الرقي. إنهم باختيارهم سدوا أذان نفوسهم لئلا يسمعوا، كما تسد الأفعى أذنيها لئلاَّ تسمع صوت الحاوي. هذا قاله الله في إشعياء: "غلظ قلب هذا الشعب، وثقل أذنيه، واطمس عينيه، لئلاَّ يبصر بعينيه، ويسمع بأذنيه، ويفهم بقلبه، ويرجع فُيشفى" (إش 6: 10). إذًا خرجوا بإرادتهم عن أطوار البشرية، وتشبهوا بالوحوش السامة.