|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأَنَّهَا تَتْرُكُ بَيْضَهَا، وَتُحْمِيهِ فِي التُّرَابِ وَتَنْسَى أَنَّ الرِّجْلَ تَضْغُطُهُ مع ما للنعامة من ريش جميل فتتبختر كالطاؤوس في كبرياء، لكنها تسلك في غباوة بدون حكمة. إذ لا يقترن جمالها ولا ضخامة حجمها بالحكمة. فهي لا تبالي بصغارها، إذ تعرض بيضها للخطر. إنها لا تتوارى في مكان منعزل لتصنع لنفسها عشًا كالعصفور والسنونة (مز 84: 3)، ولا ترقد على البيض حتى يفقس. تترك بيضها على الأرض في أي مكان، يمكن أن يفقس بفعل دفء الشمس والرمل، ولا تهتم أن تقوم هي بتدفئته. إنها صورة مؤلمة لبعض المؤمنين الذين لا يبالون بخلاص أولادهم سواء حسب الجسد أو الذين ولدوهم في الإنجيل، بل يتركونهم كما في تراب هذا العالم، لكن نعمة الله كثيرًا ما تطلبهم وتسندهم بدفء شمس البرّ، حتى يتمتعوا بالحياة المقامة. v ترك البيض في الأرض هو عدم الاهتمام بتربية الأبناء الذين ولدوهم بالاهتداء، برفعهم عن العمل الأرضي بتقديم النصائح. ترك البيض في الأرض هو عدم مساندتهم بتقديم مثال للحياة السماوية للأبناء. ماذا يقصد بالتراب سوى الخاطي؟... ماذا يشير إليه التراب إلا عدم ثبات الأشرار؟ لهذا فإن الرب يدفئ البيض الذي يُترك في التراب، إذ يُشعل نار حبه للنفوس الصغيرة المحرومة من الرعاية الجادة للكارزين، حتى حينما تقطن بين الخطاة. البابا غريغوريوس (الكبير) |
|