|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس مقاريوس الكبير خروجه الي البرية هروبه من القسيسية: جاء عن القديس مقاريوس الكبير أنه قال: اني في حال شبابي كنت جالساً في قلاية في مصر فأمسكوني وجعلوني قساً لضيعة (قرية). واذا لم أوثر أن أتقلد هذه الرتبة هربت الي مكان آخر. حيث كان يأتيني رجل علماني تقي وكان يخدمني ويبيع عمل يدي. تجربته الأولي: في يوم من الأيام حدث أن بتولا في ذلك المكان سقطت في زني وحملت، فلما أشهرت سئلت عمن فعل معها هذا الفعل فقالت: المتوحد. . ؟! وسرعان ما خرجوا علي وأخذوني باستهزاء مريع الي القرية وعلقوا في عنقي قدورا قذرة جدا وآذان جرار مسودة مكسورة. وشهروا بي في كل شارع من شوارع القرية وهم يضربوني قائلين: ان هذا الراهب افسد عفة ابنتنا البتول، أخزوه، وهكذا ضربوني ضرباً مبرحاً قربت بسببه الي الموت الي أن جاءني أحد الشيوخ فقال لهم: الي متي هذه الأهانة، أما يكفيه كل ذلك خجلاً فكانوا يشتمونه قائلين: ها هو المتوحد الذي شهدت له بالفضل، انظر ماذا فعل، وأخيراً قال والدها: لن نطلقه حتي يأتينا بضامن أنه يتعهد بالقيام باطعامها ويدفع نفقة لولادتها الي أن يتربي الطفل. فدعوت الأخ الأمين الذي كان يخدمني وقلت له: “اصنع محبة وأضمني”. فضمنني ذلك الرجل وأطلقوني بعد ذلك فمضيت الي قلايتي وقد كدت أن أموت. ولما دخلت قلايتي أخذت أقول لنفسي: “كد يا مقارة فها قد صارت لك أمرأة. الآن يا مقارة قد وجدت لك أمرأة وبنون. فينبغي لك أن تعمل ليلاً ونهاراً لقوتك وقوتهم” وهكذا كنت أعمل دائماً قففا وأدفعها الي ذلك الرجل الذي كان يخدمني فيبيعها ويدفع للمرأة. حتي اذا ولدت تنفق علي ولدها. |
05 - 06 - 2015, 03:56 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس مقاريوس الكبير
ولما حان وقت ولادة الشقية مكثت أياماً كثيرة وهي معذبة وما استطاعت ان تلد. فقالوا لها: “ماهو هذا؟. . . ماهو ذنبك فها أنت بعد قليل تموتين؟” فقالت: “كل ما أصابني كان بسبب أني قد ظلمت المتوحد وأتهمته وهو برئ لأنه ما فعل بي شئ قط. لكن فلان الشاب هو الذي تحايل علي وفعل بي هذا”. فجاء الي خادمي مسروراً وقال لي: ان تلك البتول ما استطاعت أن تلد حتي اعترفت قائلة: “ان المتوحد لا ذنب له في هذا الأمر مطلقاً. وقد كنت كاذبة في اتهامي له”. وها أهل القرية كلهم عازمون علي الحضور اليك ويسألونك الصفح والغفران. فلما سمعت أنا هذا الكلام من خادمي أسرعت هارباً للأسقيط وهذا هو السبب الذي لأجله جئت الي جبل النطرون. |
||||
05 - 06 - 2015, 03:56 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس مقاريوس الكبير
أب الرهبان: قيل عن الأنبا مقاريوس أنه بني لنفسه قلايه غرب الملاحات وسكن فيها. وصار يضفر الخوص ويعيش من عمل يديه ويعبد الله كنحو قوته. . فلما سمع به أناس حضروا إليه وسكنوا معه. فكان لهم أبا مرشداً. وكثر الذين يحضرون اليه فكان يلبسهم الزي ويرشدهم الي طريق العبادة. فلما كبر عددهم بنوا لهم كنيسة هي الآن موضع البراموس. فلما ضاق بهم المكان ولم تعد الكنيسة تسعهم تحول الأب من ذلك المكان وبني كنيسة آخري. فضائله: |
||||
05 - 06 - 2015, 03:56 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس مقاريوس الكبير
1- فاعلية صلاته: انطلق الأب مقاريوس مرة من الأسقيط حاملاً زنابيل فأعيي من شدة التعب ووضع الزنابيل علي الأرض وصلي قائلاً: يارب. أنت تعلم أنه ما بقي في قوة. واذا به يجد نفسه علي شاطئ النهر. 2 – وداعته وتواضعه: + أتي الأب مقاريوس يوماً من الأسقيط الي نيرس[1] فقال له الشيوخ: قل كلمة للأخوة أيها الأب. فأجابهم قائلاً: أنا لم أصر بعد راهباً. لكني رأيت رهباناً. . فقد كنت يوماً جالساً في الأسقيط في القلاية واذا أفكار تأتيني قائلة: اذهب الي البرية الداخلية وتأمل فيما تراه هناك. ومكثت مقاتلاً لهذا الفكر خمس سنوات ظاناً أنه من الشيطان. لكني لما وجدت الفكر ثابتاً مضيت الي البرية فصادفت هناك بحيرة ماء وفي وسطها جزيرة بها وحوش برية وقد جاءت الي الماء لتشرب وشاهدت بينهما رجلين مجردين (عاريين) فجزعت منهما لأني ظننت أنهما روحان. لكنهما لما رأياني خائفاً جزعا خاطباني قائلين: لاتجزع فاننا بشريان مثلك. . فقلت لهما. من انتما؟. . ومن أين أنتما؟. . وكيف جئتما الي هذه البرية؟. . فقالا لي: “كنا في كنونيون[2] وقد اتفقنا علي ترك العالم فخرجنا الي ها هنا. ولنا منذ مجيئنا الي هنا أربعين سنة”. وقد كان أحدهما مصرياً والآخر نوبياً فسألتهما: كيف أصير راهباً فقالا لي: ان لم يزهد الانسان في كل أمور العالم فلن يستطيع أن يصير راهباً. فقلت لهما: اني ضعيف فما أستطيع أن أكون مثلكما. فقالا لي. أن لم تستطع أن تكون مثلنا فاجلس في قلايتك وابك علي خطاياك. فسألتهما: أما تبردان أن صار شتاء. واذا صار حر أما يحترق جسداكما؟. . . فأجاباني: أن الله قد دبر لنا الا نجد في الشتاء برداً ولا يضرناً في زمن الحصاد حر[3]، وأخيراً قال القديس للأخوة: (لذلك قلت لكم اني لم أصر بعد راهباً؟. . بل رأيت رهباناً. . فاغفروا لي). |
||||
05 - 06 - 2015, 03:57 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس مقاريوس الكبير
وأورد بلاديوس تفسيراً جاء فيه: قال الأخوة: ماذا قصد الراهبان في قولهما لأنبا مقاريوس: “ان لم تقدر ان تكون راهباً مثلنا، اجلس في قلايتك وابك علي خطاياك”. أجاب شيخ: لأنهما عرفا ان الراهب بالحقيقة هو الرجل الذي استطاع ان يكون منعزلاً بجسده، مقيماً في حياة التأمل والسكون، عمالا بالروح والجسد، متضعاً، باكياً كل يوم علي خطاياه، قاطعاً من نفسه كل ذكريات الشهوة، والأفكار المقلقة، متأملاً في الله، وفي كيف يحيا باستقامة، وذلك مثلما قال الطوباي أوغريس: “ان الراهب المنفرد عن العالم هو من قطع من نفسه كل حركات الشهوة وثبت في الرب بكل أفكار روحه”. + قيل أنه في أحدي المرات كان أبا مقاريوس عابراً في الطريق حاملاً خوصاً عندما قابله الشيطان وأراد أن يقطعه بمنجل كان ممسك به في يده. ولكنه لم يستطع أن يفعل هذا، وقال له: “يا مقاريوس. انك تطرحني علي الأرض بقوة عظيمة، وأنا لا أستطيع ان أغلبك. ولكن انظر، هوذا كل عمل تعمله أنت، أستطيع أنا أيضاً أن أعمله. أنت تصوم، وأنا لا أكل أبداً. أنت تسهر، وأنا لا أنام مطلقاً. ولكن هناك شيئاً واحداً به تغلبني” حينئذ قال له مقاريوس: “وما هو هذا؟” فقال الشيطان: “أنه تواضعك. لأنه من أجل هذا لا أقدر عليك”. فبسط القديس مقاريوس يديه للصلاة، وحينئذ أختفي الشيطان. |
||||
05 - 06 - 2015, 03:57 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس مقاريوس الكبير
+ وورد أيضاً أنه في مرة أمسك الشيطان سكيناً، ووقف علي أبا مقاريوس مريداً ان يقطع رجله. ولما لم يقدر أن يفعل هذا من أجل تواضع الشيخ أجاب وقال له: “كل شئ تملكه، نملكه نحن أيضاً. ولكنه بالتواضع فقط تتفوق علينا، وبه وحده تغلبنا”. + قيل عن أبا مقاريوس[4] أنه عندما كان يقترب إليه الأخوة في خوف، كما الي شيخ عظيم وقديس. لم يكن يجيبهم بكلمة. وعندما كان أخ يقول له في استهزاء: “أيها الأب، لو كنت جملاً، أما كنت تسرق النطرون وتبيعه، وأما كان الجمال يضربك؟” فانه كان يرد عليه[5]. وأن كان أحد يكلمه بغضب أو بكلمات مثل هذه، فانه كان يجيب علي كل سؤال يوجه اليه. + وقال بلاديوس: أن مقاريوس الطوباوي كان يتصرف مع جميع الأخوة بدون أي ظن سئ. وقد سأله بعض الناس: “لماذا تتصرف هكذا؟” فأجابهم: “أنظروا، انني ابتهلت الي الرب مدة اثنتي عشرة سنة من أجل هذا الأمر أن يمنحني هذه الموهبة، فهل تنصحوني بأن أتخلي عنها؟!” لو أن انساناً اقترف اثما تحت بصر انسان معصوم من الخطية فليعف ذلك المعصوم نفسه وحده من الاشتراك في حمل قصاص من سقط. ومن أمثلة تواضعه أيضاً استرشاده بمن هو أصغر منه وذلك كما ورد في القصة التالية: |
||||
05 - 06 - 2015, 03:57 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس مقاريوس الكبير
+ قال أبا مقاريوس: ضجرت وقتا وأنا في القلاية، فخرجت الي البرية وعزمت علي أن أسأل أي شخص أقابله من أجل المنفعة. واذا بي أقابل صبيا يرعي بقرا، فقلت له: “ماذا أفعل أيها الولد فاني جائع؟” فقال لي: كل. فقلت أكلت، ولكني جائع أيضا. فقال لي: كل دفعة ثانية. فقلت له: اني قد أكلت دفعات كثيرة ولازلت جائعاً. فقال الصبي: “لست أشك في أنك حمار يا راهب، لأنك تحب أن تأكل دائماً”. فانصرفت منتفعاً ولم أرد له جواباً. |
||||
05 - 06 - 2015, 03:58 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس مقاريوس الكبير
3 – محبته للوحدة: +. . واذ كان يتضايق لأن عدداً كبيراً من الناس كانوا يأتون ليتباركوا منه، لذلك دبر الخطة التالية: حفر سرداباً في قلايته. . ووضع فيها مخبأ ذا طول مناسب، يمتد من قلايته الي بعد نصف ميل. وعند نهايته حفر مغارة صغيرة. وعندما كانت تأتي اليه جموع كثيرة من الناس فتعكر وحدته، كان يترك قلايته سراً، ويمر عابراً في السرداب دون أن يراه أحد، ويختبئ في المغارة حيث لا يقدر أحد أن يجده. وقد أعتاد أن يفعل هذا كلما كان يرغب في الهروب من المجد الباطل الذي يأتي من الناس. وقد قال لنا واحد من تلاميذه الغيورين انه في تركه القلاية الي المغارة، كان يتلو [6]24ربعا (استيخن)، وفي رجوعه 24 أخري. وحينما كان يذهب من قلايته الي الكنيسة، كان يصلي 24 صلاة في عبوره الي هناك، و24 أخري في رجوعه. + دفعة سأل الاخوة شيخا قائلين: اعتادوا أن يقولوا أنه كان من عادة أبا مقاريوس أن يفر الي قلايته اذا سرحت الكنيسة. والأخوة قالوا: أن به شيطاناً، لكنه يعمل عمل الرب. فمن هم الذين قالوا ان به شيطاناً؟. . وماهو عمل الرب الذي اعتاد أن يعمله؟. . . |
||||
05 - 06 - 2015, 03:58 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس مقاريوس الكبير
قال الشيخ: كان المتهاونون يقولون ان به شيطاناً، فعندما يري ابليس ان رهبان الدير يعيشون في حياة روحية مباركة فان الشياطين تحرك الأخوة المتهاونين أن يثيروا حرباً ضدهم بالاهانة والانتهار، والاغتياب، والافتراء، والمحاكمات التي يسببونها لهم. أما عمل الرب الذي كان يعمله أبا مقاريوس بفراره الي قلايته فكان: صلاة مصحوبة ببكاء ودموع طبقاً لما حث به أبا أشعيا قائلاُ”عندما ينصرف الجمع أو عندما تقوم عن الغذاء، لا تجلس لتتحدث مع أي انسان، لا في أمور العالم ولا في أمور روحية بل امض الي قلايتك وابك علي خطاياك”. كما قال القديس مقاريوس الكبير للأخوة الذين كانوا معه: فروا يا أخوة. فقال الاخوة: أيها الأب. كيف نهرب أكثر من مجيئنا الي البرية؟. فوضع يده علي فمه وقال: من هذا فروا[7]. وفي الحال فر كل واحد الي قلايته وصمت. + اعتاد أبا مقاريوس أن يقول للأخوة بخصوص برية الاسقيط “عندما ترون قلالي قد اتجهت نحو الغابة[8] اعرفوا أن النهاية قريبة. وعندما ترون الأشجار قد غرست الي جوار الأبواب، اعلموا أن النهاية علي الأبواب وعندما ترون شباناً يسكنون في الاسقيط، احملوا أمتعتكم وارحلوا”. |
||||
05 - 06 - 2015, 03:58 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس مقاريوس الكبير
4 – تقشفه وزهده: + قيل عن الأب مقاريوس: أنه كان قد جعل لنفسه قانوناً وهو أنه اذا قدم له الأخوة نبيذاً كان لايمتنع عن شربه[9]. لكنه عوض كل قدح نبيذ يشربه كان يصوم عن شرب الماء يوماً. فأما الاخوة فلكي ينيحوه كانوا يعطونه. وهو لا يمتنع بدوره أمعاناً في تعذيب ذاته. أما تلميذه فلمعرفته بأمر معلمه طلب من الأخوة من أجل الرب الا يعطوا الشيخ نبيذاً لأنه يعذب ذاته بالعطش. فلما علموا بالأمر امتنعوا عن أعطائه نبيذاً منذ ذاك الوقت. + قال بعض الآباء لأبا مقاريوس المصري: “أن جسدك قد جف سواء أكلت أو صمت”. فقال لهم الشيخ”أن قطعة الخشب التي احترقت وأكلتها النيران، تفني تماماً، وهكذا أيضاً قلب الانسان يتطهر بخوف الله، وبذلك تفني الشهوات من الجسد وتجف عظامه”. |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
بينما كان القديس موسى في زيارة القديس مقاريوس الكبير مع الآباء |
القديس مقاريوس الكبير |
القديس مقاريوس الكبير |
القديس مقاريوس الكبير |
2 - القديس مقاريوس الكبير |