احذر الكذب | من أقوال الأب دوروثيؤس

[بشرى النهيسى]

احذر الكذب | من أقوال الأب دوروثيؤس:-

يجب على كل أحدٍ أن يعطى اهتمامًا عظيمًا لئلا يسلبه "الكذب"، لأن الكذاب لا يتحد مع الله.

الكذاب غريب عن الله. ويقول الكتاب المقدس بأن الكذاب هو من الشيطان إذ هو "كذاب وأبو الكذاب" (يو 44:8).

هكذا ُدعي الشيطان أبو الكذاب، أما الحق فهو الله، إذ يقول بنفسه: "أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو 6:14).

أما ترون إذن كيف أننا نصير غرباء عن الله بالكذب وبمن نتحد (عن طريقه)؟! وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. لذلك إن أردنا بحق أن نخلص، يلزمنا أن نحب الحق بكل قوتنا وكل غيرتنا، ونحرس أنفسنا من كل كذب، حتى لا يفصلنا عن الحق والحياة.



أنواع الكذب

يوجد ثلاثة أصناف من الكذب:

1. إنسان يكذب بالفكر،

2. وآخر يكذب بالكلام،

3. وثالث يكذب بسلوكه ذاته.

يكذب الإنسان بالفكر، إن كان يحسب شكوكه حقائق، فتكون له شكوك فارغة من جهة قريبه. مثال ذلك عندما يرى اثنين يتحادثان ويتجاذبان الحديث يفكر قائلًا: "إنهما يتحدثان عنى"، وهكذا. مثل هذا الإنسان يكذب بفكره، لأن كل ما يقوله له ليس بحق، إنما من وحي أفكاره، وهذا يقوده إلى النطق بشر والتعلل بسيرة الناس والعداوة معهم وإدانتهم.

يكذب الإنسان بالكلام، وذلك مثلما يكون متكاسلًا جدًا عن أن ينهض للشر، فلا يقول "اغفر لي فأني كنت متكاسلًا جدًا عن القيام"، بل يقول "عدى حمى، كنت مريضًا"، ويخترع عشرات الكلمات الكاذبة حتى لا ينحني أو يتواضع، وبنفس الطريقة عندما يريد شيئًا، فإنه لا يقول بصراحة إنه يريد هذا الشيء، بل يلف ويدور في أحاديثه مدعيًا الفقر والمرض، ويكذب حتى ينال مرامه. وينتهي الناس إلى عدم تصديق مثل هذا الإنسان حتى إن نطق بالحق.

يكذب الإنسان بسلوكه، إن كان مثلًا زانيًا ويتظاهر بالعفة، بخيلًا ويتظاهر بالرحمة، أو متكبرًا ويتظاهر بالتواضع.