رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
كان الرجاء لامعاً ومؤثراً في بداية تاريخ الكنيسة إذ كان المؤمنون يتوقعون مجيء الرب في أيامهم. وهذا أنشأ فيهم نضارة روحية واجتهاد وتكريس وصبر وتعزية. ولكن بالأسف أعقب ذلك فترة طويلة غاب فيها الرجاء عن الأذهان، وما عاد أحد ينتظر مجيء المسيح أو يتحدث عنه. وبلغة مَثَل العذارى "فيما أبطأ العريس نعسن جميعهن ونمن". لقد استغرق الجميع في نوم عميق إلى أن دوى في نصف الليل، آي في أشد الفترات ظلاماً، صراخ يعلن هذه الحقيقة المجيدة من جديد "هوذا العريس مقبل". ففي أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، افتقد الرب الكنيسة بنهضة عظيمة مباركة تميزت بالعودة إلى كلمة الله واستعادة الرجاء المبارك كمصدر فرح وتعزية وتشجيع للقديسين. لقد دوى هذا الصوت ولا زال يدوي في كل ربوع الأرض مُعلناً قرب مجيء المسيح لاختطاف المؤمنين. ولا شك أن هذا النداء قد أنهض وأنعش الكثيرين ليستيقظوا من سُباتهم ويصلحوا مصابيحهم ويستعدوا للقاء العريس. ولكن تاريخ الإنسان المحزن يعيد نفسه. فسرعان ما يفقد التأثير ويصبح الأمر مجرد معلومات. وهذا ما نراه حادثاً وسط الذين يعرفون جيداً حقيقة مجيء المسيح بالتفصيل. لقد استسلموا للنعاس رغم معرفتهم أن مجيء الرب قد اقترب جداً. فهناك مَنْ غلبته الهموم وأثقلته المشاكل فنام، وهناك مَنْ جذبه العالم بإغراءاته فنام. هناك مَنْ راح يلهث وراء المكسب، وهناك مَنْ أسكرته الملذات العالمية. هناك مَنْ صمد طويلاً وظل ساهراً لكنه أخيراً شعر بالكلل والخوار خاصة إذا رأى كثيرين من رفقائه قد استسلموا للنوم وانصرفوا إلى أمورهم الخاصة وشعارهم "أنا أذهب لأتصيد" (يو 21: 3 ) . وفى كل الأحوال فإن الشيطان يبذل كل الجهد ليغرق المؤمنين في سُبات فتتعطل شهادتهم وتتوقف خدمتهم وتتعثر خطواتهم. "إنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم" (رو 13: 11 ) . فلم يَعُد هناك وقت للنوم. هوذا العريس مُقبل. إنه آتٍ وأجرته معه ليجازى كل واحد كما يكون عمله. وطوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين. هذا الحق لابد أن يحكم تصرفاتنا في مدة غياب الرب عنا، وهذا سيجعلنا ساهرين ومنتظرين. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هوذا العريس مقبل |
ها هوذا العريس ياتى فى نصف الليل |
هوذا العريس مقبل |
صراخ نصف الليل |
ترنيمة فى نصف الليل صراخ العريس على الأبواب |