رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هذا إيماني.. حوار مسلسل في قانون الإيمان (7) السبت 16 مارس 2013 كتاب لقداسة البابا تواضروس الثاني كتب في فترة حبريته أسقفا عاما للبحيرة. 35- ما معني كلمتي: يسوع- المسيح؟ يسوع: اسم عبراني معناه مخلص أو فادي, وهو ينطق في اللغة العبرانية: يشوع وفي اللغة اليونانية: إيسوس, ومنها جاءت كلمة عيسي. المسيح: صفة تعني الممسوح- المفرز- المخصص- المكرس, وهي الصفة التي حملها فيما بعد المؤمنون باسم المسيح إذ صاروا مسيحيين. يسوع المسيح: هذا الاسم يعني: المخلص الممسوح من الله الآب ليقوم بعمله كفاد ومخلص لجميع خطايا البشر في جميع الأزمان. لذا جاء السيد المسيح معلما وكارزا وهاديا, ولكن قبل ذاك كله, كان فاديا ومخلصا للبشر من الخطية والموت. 36- قلنا سابقا عن الله إنه إله والآن نقول عن الله الابن إنه رب فما الفرق؟ كلمة: رب Lord: تفيد الألوهية تماما مثل كلمة: إله God. واللفظتان مترادفتان غير مختلفتين بدليل أنهما أطلقتا علي السيد المسيح دون تفريق فمثلا: * نقول في قانون الإيمان: .. نؤمن برب واحد.. إله حق من إله حق... * وتوما الرسول قال للمسيح: ربي وإلهي (يوحنا 20:28). * وذكر في العهد القديم: الرب إلهنا رب واحد (تثنية 6:4). 37- وكيف يحق لنا أن نقول إن المسيح ابن الله؟ أولا: هذا الموضوع يختلف جذريا وبكل المقاييس عن معناه عند الإنسان والحيوان. وثانيا: نحن نعلم أن كل مولود هو ابن فالمولود من العذراء مريم هو ابن, الابن يكون له: أب.. فمن هو أبوه؟ لا يوجد أب إلا الله, لذا يلزم أن ننسب بنوية الله إلي نفسه فنطلق عليه ابن الله. ثالثا: إن بنوة السيد المسيح تحكمها الظواهر التالية: 1- بنوة روحية عقلية: كولادة النور من النور والفكر من العقل. 2- بنوة حقيقية: وليست انتسابية, فالمسيح من طبيعة الله الآب ومن جوهره. 3- بنوة أزلية: فالمسيح كائن مع الآب بغير افتراق منذ الأزل. 4- بنوة متصلة غير منفصلة, فلاهوت المسيح هو عينه لاهوت الآب. 5- بنوة بالطبع لا بالوضع, فالمسيح من طبيعة الله وليس شبيها له. 6- بنوة فريدة لا نظير لها, لا في عالم الإنسان ولا عالم المادة. 38- وهل يختلف أحد حول هذا المفهوم؟ نعم لأننا نؤمن أن السيد المسيح له المجد هو الله وقد تجسد ولذلك فهو الله وهو ابن الله في نفس الوقت.. هذه عقيدتنا ونحن سعداء بها. إنه لم يحدث في تاريخ البشرية منذ آدم أن فتاة تحمل وتلد وهي عذراء. هل حدث ذلك يوما؟! ثم إذا كان لكل إنسان أب, والمسيح كإنسان ولد من أم بغير زرع رجل, فمن يكون أبوه؟ يرد البعض علي هذا السؤال بأنها طلاقة القدرة. وهي بالطبع إجابة غير مقنعة وغير مريحة وناقصة لأن الله كلي القدرة يسوس العالم والخليقة بقوانين حتمية لا تتخلف. وقانون التوالد لم يحدث فيه غير هذه المرة الواحدة أن وليدا ولد من غير أب.. هو المسيح له المجد. وإذا لم يكن له أب من الناس فيكون الله الآب=أصل الوجود هو أباه بمعني أن المسيح يسوع ليس له أب من بين الناس, فيكون الله الآب أباه, ويكون هو ابن الله بهذا المعني. ونضيف إلي ما سبق: إن هذا الأمر بعيد كلية عن المفهوم المادي والحسي والجنسي في موضوع البنوة. 39- ألا يوجد تعبير أفضل من تعبير ابن الله نطلقه علي المسيح له المجد؟ للأسف لا يوجد.. وإلا فدلني عليه. إن اللغة البشرية مادية بطبيعتها وفي أصولها, فضلا عن كونها ضيقة, ولذا فتعبير الابن هو أوفق تعبير يفهمه الناس بلغتهم لبيان الصلة بين الله الآب غير المنظور وبين الله الابن وقد صار منظورا في المسيح الله ظهر في الجسد. بمعني آخر أن هذا التعبير تعبير اصطلاحي لمفهوم: البنوة الإلهية. إذ أنه الأنسب في لغات البشر لبيان الصلة الطبيعية بين الله الآب والله الابن. 40- نقول عن الله الآب إنه: الأقنوم الأول. وعن الله الابن إنه: الأقنوم الثاني.. أليس في ذلك دليل علي اختلافهما زمنيا؟ هذا الترتيب: الأول.. الثاني.. الثالث يرتبط بمعرفة البشر لله وهم يعرفون الله بصفة الآب قبل أن يعرفوه بصفة الابن. وذلك لأن التجسد جاء متأخرا في الزمان. وما نقوله عن السيد المسيح الأقنوم الثاني نقوله عن الروح القدس الأقنوم الثالث. 41- وإذا كنا نؤمن بأن المسيح هو: ابن الله. فلماذا نقول عنه إنه الوحيد؟ السيد المسيح ابن الله بطبيعته أي أنه بحد ذاته في وحدة كاملة مع الآب. هو وحده ابن الله بالمعني الكامل للعبارة. لقد أوضحنا فيما سبق أن بنوة المسيح جوهرية وليست جسدانية أو تناسلية, وهي بذلك فريدة في نوعها ليس لها نظير في الكون, ولذا نطلق عليه- له المجد- أنه: ابن الله الوحيد. 42- المسيح ابن الله, ونحن أبناء الله.. ما الفرق؟ قلنا إن المسيح يسوع هو ابن الله لأننا رأينا فيه الله الغير منظور, وهو ابن الله لأنه في لاهوته من طبيعة الله وجوهره, وليس في لغة البشر غير تعبير الابن للدلالة علي المطابقة التامة بين الله الآب والرب يسوع المسيح. ولهذا السبب قال المسيح له المجد لفيلبس تلميذه: من رآني فقد رأي الآب... (يوحنا 14:9). أما نحن فننتسب لله كأبناء كنوع من التكريم منه لنا وفيض من محبته لنا. بعبارة أخري نقول إن البشر يدعون أبناء الله, فقط من أجل محبة الله لهم وعنايته بهم, وهذه المحبة تجتاز الهوة بين الخالق والمخلوق ولكنها لا تزيلها, والخلاصة أن: بنوة المسيح بنوة جوهرية. أم نحن فبنوتنا تكريمية. بنوة المسيح أزلية. أما بنوتنا فهي زمنية. |
|