|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا قيام لأي مشروع بدون رؤية كلية، تصاغ فيها الأهداف الاستراتيجية للتعليم الكنسي في إطار متكامل يتضمن أربعة محاور: ١_ المنهج ٢_ المدرس ٣_ التلميذ ٤_ المعهد لننتقل إلى وضع برامج تفصيلية تضمن ترجمة الأهداف؛ على مستوى برامج تعليمية زمنية؛ تتصف بالجودة والإتقان والإبداع المناسب للمحصول المعرفي، على أن تكون هذه الأهداف ورقة عمل إجرائية وتنفيذية؛ تكفل أن تكون المقررات وبرامج التدريب في خدمة الأهداف المطلوبة. هناك فارق بين أساليبنا في التدريس والأساليب المتطورة؛ فلا قيمة للحشو والتلقين ورتابة المواد والتلقّي؛ لأنه يكرس السلبية والقولبة وكتم الأنفاس الفكرية وطاقات الإبداع، إذ أن هذا المناخ يُنتج ريكوردرات وآلات تصوير؛ لا تجدي ولا تفلح في التعامل مع شعب ورعية وشباب وأطفال هذا الجيل. لذلك لا بُد أن ينصبّ مشروعنا التعليمي الكنسي على التطوير والملاءمة والتثاقف. لتكون الصلة وثيقة ومناسبة بين (التعليم اللاهوتي) و (الحياة المعاصرة بثقافتها السائدة الآن).. فمرحلة الدراسة اللاهوتية تسلم التلميذ (كمنتَج) إن جاز التعبير؛ للمرحلة التالية، بعد تشكيله وتكوينه وتلمذته اللاهوتية ليكون (متعلمًا من الله) و (لسانه قلم كاتب ماهر).. على اعتبار أن التعليم اللاهوتي من أهم أدوات التكوين؛ بل هو حجر الزاوية في صنع وتكوين مستقبل الكنيسة التعليمي. التعليم في كنيستنا هو مدرسة المسيح وهو معلمها الأوحد.. التعليم في كنيستنا هو الحضّانة؛ وهو رئة الكنيسة التي تكوِّن الراعي والخادم والمؤمن، وتشكّل بكيفية معينة فكره وتلمذته وانعكاساتها، ومدي صلاحيتها وتجاوبها مع المعطيات والتحديات المحيطة.. وهذا يعني أن أغراض التعليم تصبح هي أغراض الكنيسة الخلاصية.. فهل برامجنا تعمل بوضوح نحو هذا الغرض؟؟!! أم أنها لا زالت تخدم جيل الماضي وعقول الستينيات التي لم تعد اليوم كذلك؟؟!! المشروع التعليمي المستقبلي لا تتغير ثوابته من ناحية العقيدة والتسليم الكنسي؛ لكن التحديث يشمل الصياغات وطرق التدريس وإدارة الوقت والوسائل والآليات واختيار الموضوعات والعناوين والطَرح ومعالجة التحديات والشكوك المحيطة؛ لأن العبرة ليست في كمية التعليم فقط؛ لكنها تمتد إلى كيفيته ومعاصرته، إذ أننا لسنا بمعزل عن الاتصال بالعالم وبالأحوال الفكرية في الكون كله. القمص أثناسيوس فهمى جورج |
|