|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
محاضرة قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث فى اللأهــــوت المـقارن بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد أمين محاضرة يوم الثلاثاء المبارك الموافق 27 / 11 / 2007 الـرد عـلى الأريــوســـــيـيـن *الآيـات الـتى ورد فـيهـا كـلـمـة أعـطى أو أخـذ * كنا بدأنا معكم فى الآيات التى يسئ الأريوسيون فهمها واعتبروها ضد لاهوت المسيح وأخذنا الآية ( هل يعرف الابن تلك الساعة ) وأخذنا الآية ( لأن أبى أعظم منى ) . كنت وعدتكم فى المحاضرة السابقة بناء على سؤال أحدكم عن الآيات التى نص فيها أن السيد المسيح ( أعطى ) شئ من الآب أو أنه ( أخذ ) شيئاً من الآب ، وسنناقش هذه الآيات وما هو الفكر الأريوسى . فى ( مت28 :18 ) السيد المسيح يقول : ( دُفع إلى كل سلطان مما فى السموات وعلى الآرض ) وهم يقولون ما دام دُفع إليه إذاً ( لم له سلطان قبل ذلك ) . فى ( مت11 : 47 ) ( دُفع إلى كل سلطان من أبى ) وفى ( يو 3: 35) ( الآب يحب الابن وقد دفع كل شئ فى يده ) وفى ( يو5: 22) ( الآب لا يدين أحد بل قد أعطى كل الدينونة للابن ) فاعتبرا أن الذى يعطى فى مركز أكبر من الذى يأخذ العطية . وفى ( يو 5 : 26 ) يقول : ( كما أن الآب له حياة فى ذاته كذلك أعطى الابن أن تكون له حياة فى ذاته ) فإذا كان الحياة أخذها كعطية يكون غير مساو للآب ، الفكر الأريوسى أن يقولوا كلمة (أخذ) أو ( أعطى ) معناها أنه أخذ شيئاً لم يكن له من قبل ، أو أخذ شيئاً كان ينقصه ، ما دام كانت تنقصه شئ إذا ليس له كل أسباب المجد ، لان الله كامل فى كل شئ فكيف يكون الابن ينقص هذا الشئ ؟ وأيضاً أخذ من الآب إذا ليس مساوياً للآب الذى يعطى ! نريد أن نرد على هذا الكلام . طريقة الآباء أنهم يتكلمون أولا عن الرد الإيجابى من ناحية الآيات الموجودة فى الكتاب التى تدل على عكس هذا الكلام , فمن ضمنها مثلاً فى ( يو 16 : 15 ) يقول السيد المسيح : ( كل ما للآب فهو لى ) إذا ما دام ( كل ما للآب هو له ) إذا هو لم يأخذ شئ ، وما دام كل ما للآب هو له إذاً لا ينقصه شئ . آية أخرى فى ( يو 5 : 19 ) يقول المسيح عن الآب : ( مهما عمل ذاك { أى الآب } فهذا يعمله الابن كذلك ) مساواة فى القدرة والعمل . ثم بعد ذلك يقول فى بعد التفاصيل فى ( يو 5 : 19 ) ( كما أن الآب يقيم الموتى ويحيى كذلك الابن يحيى من يشاء ) أى مثل الآب تماماً إذا كان الآب يقيم الموتى ويحيى كذلك الابن يحيى من يشاء ، وهذا معناه أنه متساوى مع الآب فى القدرة وفى المشيئة ، يقول : ( من يشاء ) ، وطبعاً هنا يقيم من الموتى ويحيى لأن إقامة الموتى هى العمل السابق للدينونة ، أى أنه بعد أن يقيمهم يدخلون الدينونة والحساب والدينونة له ، كل الدينونة للابن كما ورد فى ( يو 5 : 22 ) ، ثم أيضاً يقول : ( لكى يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب ) ( يو 5 : 22 ) ، مساواة فى الإكرام بين الآب والابن ، وهذا لا يمكن أن ينم إلا لو كان هناك مساواة فى اللاهوت . هنا ونقول أن الاهوت كامل فة كل شئ ، يمكن بعض الآيات تؤحذ عن الناسوت ، أى عن حالة المسيح فى ناسوته ، مثلا كما يقول ( مجدنى أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذى كان لى عندك قبل كون العالم ) كما ورد فى ( يو 17 ) ( مجدنى أنت ) أى مجد ناسوتى ( بالمجد الذى كان لى عندك قبل كون العالم مجد اللاهوت ) ما دام قبل كون العالم لا يوجد ناسوت ، لم يكن متجسداً وقتها فهناك أشياء تؤخذ من الناحية الناسوتية هذا ممكن . ثم ندخل فى مسألة أخرى ، فى موضوع ( يعطى ) هناك نوعان من العطاء : ( 1 ) عطاء حسب الطبيعة ( 2 ) وعطاء حسب النعمة العطاء الذى يكون حسب النعمة أن يُعطى لشخص شء لم يكن له ، فيكون قد أ ُنعم عليه بهذا الشئ ، لكن الذى بحسب الطبيعة يكون هو طبيعته كذلك ، ونأخذ على ذلك ثلاثه أمثلة نشرحها ومن له أدنان للسمع فليسمع : ( 1 ) لما أقول الشمس تعطى أشعتها ضوءاً وحرارة ، هل الشعاع لما خرج من الشمس لم يكن له ضوء أو حرارة والشمس أعطته فيما بعد ؟ أم هو بطبيعته أن خرج من الشمس فيه ضوءاً وحرارة ، عطاء حسب الطبيعة وينسب كذلك ( فى اللغة ) . ( 2 ) مثال آخر ، العقل الذكى يعطى الفكر الخارج منه ذكاء ، هل الفكر الخارج منه لم يكن له ذكاء ثم أعطى له ذكاء فيما بعد ؟ لم يكن له ذكاء ثم بدأ أن يأخذه ؟ أم أنه بطبيعته لابد أن يكون فيه هذا الذكاء لكن يُقال هذا الكلام : العقل أعطى الفكر الخارج منه ذكاء . أخذ الذكاء حسب الطبيعة وليس نعمة لأن هناك شيئاً كان ينقصه . ( 3 ) مثال ثالث ، الأب يعطى ابنه شكله أو فصيلة دمه ، ملامحه ، أشياء كثيرة بالوراثة فهل هذه الأشياء لم تكن للابن وبعد أن وُلد أعطى له هذه الأشياء ، من لحظة ولادته وهذه الأشياء له ، اسمه عطاء بالطبيعة وليس عطاء بالنعمة . كذلك الابن ، ابن الله بالنسبة للآب ، له كل صفات الآب بالطبيعة . نقطة أخرى قالها الآباء القديسون ، قالوا أن الذى يأخذ شيئاً لم يكن له ممكن أن يفقده ، نفرض أنك تأخذ عقار ليس لك ، مال ليس لك ، منصب ، عمل . . . الخ ، فالذى تأخذه وليس لك ممكن أن تفقده ، ممكن تفقد المال والعقار والوظيفة وكل شئ لكن السيد المسيح لم يأخذ شيئاً وفقدها ، لأنها كانت له منذ الأزل . ونستطيع أن نقول أن السيد المسيح كل ما أخذه من مجد ومن قوة ومن سلطان كان له منذ الأزل فى طبيعته اللاهوتية ، لماذا ؟ لأن الكتاب يقول فى ( كو 2 : 8 ، 9 ) لأن فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً ، أما موضوع الأخذ وغيره هذه ظهرت فى طبيعته الناسوتية أو أن الصفات التى فى لاهوته ظهرت فى ناسوته . ثم نناقش بعض الآيات التى يقولونها ، ( الآب دفع كل شء للابن ) لا نأخذها بالحرف ، الحرف يشوش التفكير ، لما نقول دفع كل شئ للابن أى أن الآب لم يعد عنده كل شئ ، كل شئ ذهب إلى الابن !! لكن التفسير الصحيح هو أنه دفع كل شئ للابن وبقى كل شئ عنده أيضاً ، الآب دفع كل شئ للابن وبقى كل شئ مع الآب ، مثلما أقول لك أنا أعطيتك فكراً ، ليس معناها أنه عندما أعطيت الفكر ضاع الفكر من عقلى ! وأصبحت من غيره ، لكن الفكر يخرج من العقل ويعبر قارات ومحيطات ومع خروجه من الذهن يبقى داخله ، فلا تأخذه بحرفية . القديس أثناسيوس يتكلم عن الآية التى تقول ( دفع كل شئ للابن ) ويقول أن معنى الآية أن الابن ليس ككل شئ ، كل شئ دُفع إليه ، فهو غير كل شئ ، فهو غير كل المخلوقات الموجودة . ويقول أيضاً أن الآب يمارس كل أعمال عن طريق الابن ( عبارة مهمة ) ، ما معنى هذا الكلام ؟ أى أن الله هو الخالق ، فى البدء خلق الله السموات والأرض ، لكن خلق بالابن ، لأن الابن ( كل شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان ) وفى العبرانيين يقول : ( هذا الذى به خلقت العالمين ) ويقول : ( كل شئ به وله قد خـُلق فالآب هو الخالق لكن يخلق عن طريق الابن ) . ممكن هنا سؤال : ماذا يعنى أن الآب يخلق عن طريق الابن ؟ تفسيرها بسيط ، فى ( 1 كو 1 ) يقول : ( المسيح الذى هو قوة الله وحكمة الله ) فالله خالق كل شئ بقوته وحكمته ، يكون إذاً خلقه بالابن لأن الابن هو قوة الله وحكمة الله ، وأيضاً نقول الابن هو اللوغوس ، ( فى البدء كن اللوغوس واللوغوس كان عند الله ) اللوغس التى ترجمها خطأ القديس جيروم وقال ( الكلمة ) وقال فى البدء كان ، أنا لما أصلى هذه القطعة فى صلاتى أقول : فى البدء كان اللوغوس و اللوغوس كان عند الله . . . الخ . اللغوس بالضبط تعنى نطق الله العاقل أو عقل الله الناطق ، ومن كلمة اللوغوس جاءت كلمة Logic ( المنطق ) والمنطق ليس معناها ( النطق ) لكن معناها ( النطق المعقول ) أو العقل المنطوق به . فمن جهة الخلق الآب يخلق بواسطة الابن ، الآب يخلق بعقله الناطق ، الله يخلق بقوته وحكمته والابن هو قوة الله وحكمته . فمثلاً الآب يحيى من يشاء ، كيف ؟ بالابن ، الله هو الذى يدين العالم كله كيف ؟ بالابن لأن كل الدينونة للابن ، الآب لا يدين أحد بل أعطى كل الدينونة للابن . إذا لم يأخذ شيئاً ليس له إنما هو يمارس أعمال الآب . آية أخرى نشرحها ، ( أعطى الابن أن تكون له حياة فى ذاته ) فهل الابن لم تكن له حياة فى ذاته والآب أعطاه حياة فى ذاته ؟ فى إنجيل يوحنا يقول : ( فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس ) والمسيح يقول : ( أنا هو الطريق والحق والحياة ) ويقول : ( أنا هو القيامة والحياة ) إذا كان هو الحياة وفيه الحياة فكيف أخذ حياة فى ذاته ، هنا أخذ حياة بطبيعته ، فلم تـُعطى له حياة خارجة عنه ، هو حى بذاته وهو مانح الحياة وهو يحيى من يشاء ، حتى أنه بعد موته أخرج الراقدين على الرجاء وأدخلهم إلى الفردوس ، فهو كان حياً بعد موته ، كان حياً بلاهوته وإن كان الموت قد لحق بالجسد ، لكن كان حياً بلاهوته . موضوع ( دفع إلىً كل سلطان ) ، إذا كان المسيح فى تجسده دُفع إليه كل سلطان إذاً هو فى تجسده أعظم مما كان ذي قبل ، لأنه بعد التجسد دًفع إليه كل سلطان ! ! ! وهذا مستحيل ، إنما السلطان كان فى لاهوته ، ثم مارسه بناسوته ، فممارسته بناسوته قيل عنها أنه دفع إلىً كل سلطان لأنه هو بلاهوته فيه السلطان ، ليس فقط هكذا ، أيضاً كان له سلطان فى شفاء المرضى وإخراج الشيطان وانتهار البحر والأمواج ، له سلطان ، ويضاف إلى ذلك أنه أعطى ذلك السلطان إلى تلاميذه ، فالذى يعطى غيره السلطان ألا يكون له سلطان فى ذاته ؟ إذاً السلطان الذى للاهوته مرسه بناسوته. نكـتـفــــــى بـهـذه الأشياء . |
24 - 08 - 2016, 11:23 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الرد على الأريوسيين- 2 - الآيـات الـتى ورد فـيهـا كـلـمـة أعـطى أو أخـذ..البابا شنودة
العظة مفيدة جداً
ربنا يبارك خدمتك |
||||
|