رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أحمد سمير يكتب .. الحكم العسكري انتهى .. وربّنا الحكم العسكري انتهى
الحكم العسكري انتهى يوم 12 أغسطس 2012.. الآن الإخوان يحكمون البلد لأن مرشحهم فاز في انتخابات الرئاسة.. ووسيلة إزاحتهم من السلطة هي هزيمتهم انتخابيا. البعض سيحتاج قرونا لاستيعاب هذه الحقائق. العسكر لم يعودوا هم من يديرون الدولة، بقاياهم في الإدارة المحلية موجودة لكن برضا الإخوان وتساعدهم في تنفيذ مشروعهم. المفاجأة.. الإخوان وصلوا للحكم لأن مرشحهم فاز وليس لأنهم ركبوا الثورة، مجرد الاحتشاد في التحرير لا يصنع سلطة، من يريد إنهاء حكم الإخوان فليهزمهم انتخابيا بدلا من الثرثرة الأزلية حول توقيت نزولهم الميدان. خطة انتزاع السلطة من الإخوان من خلال الاكتفاء بانتقاد مواقفهم المخزية ليست مجدية، ومن يخرجون من جراب الحاوى حل «ثورة جديدة» كل ثلاثة أيام لا يدركون أنهم سيخسرون الانتخابات عقب ثورتهم الجديدة لأنهم لا وجود لهم أصلا. رائع أن تتوقع هزيمة الإخوان في الانتخابات القادمة لأنك أقنعت نفسك بأنهم يفوزون بالزيت والسكر فقط، لكن الأروع أن تسأل نفسك من سيهزمهم. تغيير الأمر الواقع رهن بتغيير موازين القوى، وموازين القوى ستتغير حين طرح بديل واضح. من لا ممثل له في الانتخابات لا يفوز فيها، هذه هي الحقيقة ببساطة، القضية أن تكون موجودا أصلا قبل أن تتحدث عن أن تكون منافسا أو بديلا. الوجود يتطلب حركة في الشارع واستفادة من حق التنظيم والأهم يتطلب الرضا بالعمل مع شخصيات ليست مستنسخة منك مادامت مبادئ الانحياز للمفقرين والعدالة الاجتماعية وحريات البشر والقيم الأساسية متفقًا عليها. ومن يتصورون أن الأحزاب تؤسس لتتخذ مواقف «قوية» بمقاطعة الانتخابات، ويواصلون التعالي المراهق على العمل الحزبي تحت شعار نحن أحرار مستقلون بلا قيادة تحركنا ولا أهداف شخصية أو طمع في مقاعد طلابية وبرلمانية دنيئة ينتهي بهم الأمر دوما للولولة يوم الانتخابات لأن الآخر المنظم يكتسحهم انتخابيا. (2) في قرية الغابة بالفيوم يجلس محمد الكحلاوى مكتئبا لأن الخلاف بين التروتسكيين والستالينين يعيق توحد اليسار المصري، ولكن صديقه يربت على كتفيه مطمئنا ويقول له: ــ «لا تقلق يا كحلاوى.. القوى المدنية ستتوحد». وهنا يلتفت كحلاوى لصديقه بتأثر وتدمع عيناه بسعادة حقيقية قبل أن يردد بفرح: ــ القوى المدنية ستتوحد..القوى المدنية ستتوحد. هذا مشهد لم يحدث، هذا مشهد لا يحدث، فلا أحد يهتم بخلافات القوى المدنية لأنه لا احد أصلا يهتم بالقوى المدنية نفسها. كل حزب بما لديهم فرحون. يتشاجرون حول أيديولوجيات يصرون على أنها مختلفة رغم أنها بقدرة المولى عز وجل تنتج في النهاية برامج متشابهة، لكن المؤكد أنك إذا كان لديك فكرتان لا يوجد بينهما خلاف في السلوك، فالحقيقة أنهما قضية واحدة بألفاظ مختلفة. الناس نيام إذا جاءت الانتخابات انتبهوا، كان الشعار في الستينيات اعرف عدوك، وأقترح أن يكون الشعار الآن اعرف حجمك، فاتحاد مجموعة الأحزاب المتناثرة لن ينتج سوى محاولة ــ مجرد محاولة ــ لمنافسة ديناصورات الإخوان والسلفيين، أما البقاء كل على حدة فهو موت محقق. من يريد بناء كوادر على الأرض فليقاتل من أجل انتزاع صلاحيات واضحة للمحليات في الدستور وليخلق كوادره بشكل طبيعي في الحكم المحلى، بدلا من اللهاث وراء معركة لا نهاية لها حول الهوية. البشر لا يهمهم إن كنت على يمين أبو إسماعيل أو على يسار كمال خليل، ممارساتك على الأرض هي الفيصل، وفقا لتصنيفاتكم فمصطفى كامل إسلامي وسعد زغلول علماني، ولكن الناس تذكر ما قدماه وليس تصنيفاتكم الفكرية. وأخيرا.. دولة ديمقراطية لابد لها من تنظيمات حقيقية تنافس على السلطة، لكن من أهدروا شهورا فرصة تنظيم صفوفهم لأنه لا انتخابات تحت حكم العسكر تفكيرهم سيقودهم حتما لأن يهدروا ــ كما يقول الصديق أحمد خير ــ سنوات أخرى لأنه لا انتخابات تحت حكم المرشد. |
|