رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صعوبات نفسية أ- الخوف من مواجهة الذات هناك بعض الأشخاص الذين يخافون من مواجهة ذواتهم والدخول إلى أعماقها، كي لا يروا الظُلُمات الداخلية فيفزعون. لذلك يديرون وجوههم عنها لكي لا يروها، فيعتقدون أن المشكلة قد حُلّت. ب- اللامبالاة منهم من يرى الأعمال والأقوال التي اعتادها المجتمع بأنها "عادية". لا بل قد يعطيها معنى إيجابياً : "شطارة"، "بدنا نعيش"، "ليش لأ" ، "أشكر ربك نحن أحسن من غيرنا" ... و إلى ما هنالك. لذلك فهم لا يشعرون بأنهم خطئوا أو ابتعدوا عن الله. وهناك آخرون، عن طيب نية، يقولون: "ما عندي خطايا: ما سرقت ولا قتلت ولا زنيت"... ج- الحياء من جراء الإقرار بالخطايا وهذا هو العائق الأهم بنظرنا... لذلك منهم من يقول إنّ المسيح أوصى بالتوبة لا بالإقرار، ومنهم من يطالب بتبديل صيغة الإقرار وتخفيفها فتُصبح كما هو معمول بها في الكنائس الأرثوذكسية. د- الخوف من مواجهة الكاهن إما عن خوف وإما من داعي عدم كشف الذات أمام إنسان آخر؛ أو يُعتقد بأن الكاهن بعد الاعتراف، سوف ينظر لنا نظرة توحي بأننا مكشوفون أمامه؛ أو أنّ البعض يقول: "من هو هذا الكاهن الملاك والقديس لكي أعترف له بخطاياي؟... الجواب: على هذه الأسباب النفسية أ- الهروب من الذات الهروب من الذات هو كسياسة النعامة... فإذا كانت الخطيئة مميتة، فلا ينفع الهروب منها، لأنها تبقى في الضمير أداة تأنيب واضطراب... إلاّ إذا فَسُد الضمير كلياً، فلا يبقى للمؤمن إلاّ نعمة الله الخاصة شرط أن لا يهرب منها التائب عندما تحل عليه. ب- اللامبالاة القسم الأول من هذه الصعوبة "شطارة... ونحن أحسن من غيرنا"، هي أشبه بالمزحة منها بالحقيقة... فهي لا تصمد أمام ارتكاب خطيئة ثقيلة. أما عن القسم الثاني فإننا نقول إنّ فحص الضمير لا يمكنه أن يتجاهل مقاربة الشر والخطيئة، وهذه الأخيرة لا تكون بالفعل فقط، بل أيضاً بالفكر والقول والإهمال. (راجع متى الفصل 5/21-48: "سمعتم أنه قيل، أما أنا فأقول لكم...") ج- الإقرار بالخطايا أما عن صعوبة الإقرار بالخطايا، فإنها لا تخفى على أحد... فبعض الروحيين يُدخِلون المعاناة من هذه الصعوبة في المشاركة الشخصية بالتكفير عن الخطيئة... لكن سر التوبة هو نوع من العمل القضائي لدى محكمة "سريّة" هي محكمة رحمة أكثر منها محكمة عدالة خارجية أو ضيقة. والمقارنة مع المحاكم البشرية هي من باب الاستعارة ليس إلا. فمنح المغفرة يتطلب معرفة ما في قلب الخاطئ ليمكن حَلُّه ومصالحته وشفاؤه... فالعلوم الإنسانية، وبخاصة تلك التي تتعاطى التحاليل النفسية، تتطلب هي أيضاً إقراراً "كاملاً" من قِبَل الشخص المُقبِل عليها للاستفادة منها. وهذا الإقرار السِرّي ينتزع بالوقت عينه الخطيئة نوعاً ما من أعماق القلب الخفية ويشدّد على طابع الخطيئة الشمولي والاجتماعي، إذ أنّ هذه متى ما اقتُرِفت طالت قلب الله والكنيسة وبالتالي البشرية والكون. لذلك فإن الجماعة الكنسية نفسها هي التي تستقبل، بواسطة خادم السر، الخاطئ التائب وتمنحه المغفرة باسم المسيح. وإذا صحّ ما قيل: إنّ العالم والبشرية خُلِقا من أجل الكنيسة، فإن المصالحة مع الكنيسة هي المصالحة مع البشرية والكون برُمتّه. د- الخوف من الكاهن - لا بُدَّ هنا من الأخذ بعين الاعتبار شخصية الكاهن: إنه شخص مُميَّز في الكنيسة. هو حامل سر الكهنوت المقدس، الذي يصيّره "أخاً روحياً ومعلماً وأباً" ،ويمنحه سلطان "الحل والربط" وهذا ليس بقليل. - وبالإضافة إلى ذلك فإنه ملزم كلياً بالحفاظ على سر التائب حفاظاً تاماً... - وإذا صحّ الاعتقاد بأن نظرته إلى المؤمن ستتغيّر بعد سماع اعترافه، فإنه (أي الكاهن) يكون عندها في حال الخطأ أو الخطيئة... وغالباً ما يكون العكس تماماً، إذ إن الكاهن عند قيامه بخدمة سر التوبة، يشعر أحياناً كثيرة بالنعمة الفاعلة في قلب التائب ووجدانه، وهذا الشعور يعوم فوق كل خطيئة يسمعها، ويُعتبر من مفاعيل النعمة الحالية المتأتية من سر الكهنوت بالذات. |
11 - 09 - 2014, 04:49 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: صعوبات نفسية
رائعة ومميزة بكل خدماتك مارى |
||||
11 - 09 - 2014, 09:31 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: صعوبات نفسية
شكرا على المرور |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
صعوبات الطريق |
فيا رب أنت تعلم صعوبات |
صعوبات الصّلاة |
صعوبات الصّلاة |
صعوبات القيادة |