تكمن خطيئة الفِرِّيسي أيضا في نسيان ما يريده الرب منه، وهو الرحمة كما ورد في الكتاب المقدس " إِنَّما أُريدُ الرَّحمَةَ لا الذَّبيحة" (متى 12: 7)، ألم يقلْ الله على لسان أشعيا النبي "أَلَيسَ الصَّومُ الَّذي فَضَّلتُه هو هذا: حَلُّ قُيودِ الشَّرِّ وفَكُّ رُبُطِ النِّير وإِطْلاقُ المَسْحوقينَ أَحْراراً وتَحْطيمُ كُلِّ نير؟" (أشعيا 58: 6).
ويُعلق القديس أثناسيوس "مع أن الفِرِّيسي كان يصوم يومين في الأسبوع إلا أنه لم يستفد شيئًا، لأنه افتخر بذلك على العَشَّار".
وفي هذا الصدد يقول القدّيس البابا غريغوريوس الكبير" أنّه اتّخذَ كلّ الاحتياطات الممكنة لحماية نفسه. غير أنّه تركَ ثغرة مفتوحة ومُعرَّضة للعدوّ حين أضافَ عبارة "لأنّني لستُ مثل هذا العشّار".
هكذا، ومن خلال غروره، سمحَ لعدوّه بالدخول إلى مدينة قلبه التي كان قد أقفلَها بإحكام من خلال الصوم والصدقة" (Moralia).