رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحكمة تأتي لمُلاقاة الإنسان 13 فَإِنَّ الْحِكْمَةَ ذَاتُ بَهَاءٍ وَنَضْرَةٍ لاَ تَذْبُلُ، وَمُشَاهَدَتُهَا مُتَيَسِّرَةٌ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهَا، وَوِجْدَانُهَا سَهْلٌ عَلَى الَّذِينَ يَلْتَمِسُونَهَا. 14 فَهِيَ تَسْبِقُ فَتَتَجَلَّى لِلَّذِينَ يَبْتَغُونَهَا، 15 وَمَنِ ابْتَكَرَ فِي طَلَبِهَا لاَ يَتْعَبُ، لأَنَّهُ يَجِدُهَا جَالِسَةً عِنْدَ أَبْوَابِهِ. 16 فَالتَّأَمُّلُ فِيهَا كَمَالُ الْفِطْنَةِ، وَمَنْ سَهِرَ لأَجْلِهَا فَلاَ يَلْبَثُ لَهُ هَمٌّ. 17 لأَنَّهَا تَجُولُ فِي طَلَبِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلٌ لَهَا، وَتَتَمَثَّلُ لَهُمْ فِي الطُّرُقِ بَاسِمَةً، وَتَتَلَقَّاهُمْ كُلَّمَا تَأَمَّلُوا فِيهَا. 18 فَأَوَّلُهَا الْخُلُوصُ فِي ابْتِغَاءِ التَّأْدِيبِ. 19 وَتَطَلُّبُ التَّأْدِيبِ هُوَ الْمَحَبَّةُ، وَالْمَحَبَّةُ حِفْظُ الشَّرَائِعِ، وَمُرَاعَاةُ الشَّرَائِعِ ثَبَاتُ الطَّهَارَةِ. 20 وَالطَّهَارَةُ تُقَرِّبُ إِلَى اللهِ. 21 فَابْتِغَاءُ الْحِكْمَةِ يُبَلِّغُ إِلَى الْمَلَكُوتِ. الحكمة مجيدة لا تذبُل، نعم! تسهُلُ مشاهدَتُها على الذين يُحبونها، ويجدها الذين يلتمسونها. [12] هنا يعلن الحكيم عن طبيعة الحكمة، فهي من جانب مجيدة، وأمجادها ليست وقتية بل دائمة وأبدية، لا تذبل. ومن الجانب الآخر تسعى نحو الإنسان، وتعلن عن حضورها، وتكشف عن ذاتها لمن يحبها. إنها سهلة المنال وبسيطة للغاية، وحاضرة على الدوام. حقًا إنها لا تقحم نفسها ولا تحتل قلب إنسان عنوة بغير إرادته، فإنه إن التمسها وطلبها يجدها أمامه، مشتاقة للسكنى فيه. هنا يتحدث عن الحكمة بكونها الأقنوم الثاني، الكلمة الإلهي، المجيد، ومجده سرمدي، وحاضر في كل مكان، مسرته أن يثبت فينا ونحن نثبت فيه. |
|