رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لكم ضمان (سلطان لله) ثم يقول المسيح لتلاميذه «وَلاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ» (متى١٠: ٢٨). فالمسيح يأمر تلاميذه بالخوف، وبعدم الخوف في ذات الوقت!! فمن جهة؛ عليهم ألا يخافوا من أي شر يمكن أن يفعله الناس بهم، لأنه محدود في كل الأحوال، حتى لو وصل الأمر للموت الجسدي، لأن الموت ينتهي سلطانه بانتهاء الحياة هنا، وفي نفس الوقت بما أن الله هو الوحيد الذي له سلطان على النفس والجسد كليهما، لذا عليهم بمخافة الله التي ستعطيهم قوة وهيبة غير عادية أمام أي خطر؛ فمن يخاف الله لا يخاف شيء. ثم يقدم المسيح مثالاً من الطبيعة لزيادة الإيضاح، فيقول: «أَلَيْسَ عُصْفُورَانِ يُبَاعَانِ بِفَلْسٍ؟ وَوَاحِدٌ مِنْهُمَا لاَ يَسْقُطُ عَلَى الأَرْضِ بِدُونِ أَبِيكُمْ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَحَتَّى شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ جَمِيعُهَا مُحْصَاةٌ. فَلاَ تَخَافُوا! أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَةٍ!» (متى١٠: ٣٠-٣١). فرغم أن قيمة العصافير لا تُذكر في سوق الناس، لكن الله لا يُضحي بها أبدًا، ويلزم إذنًا خاصًا منه قبل أن يسقط الأرض أحدها، حتى أن أحدهم قال: إن الله يحضر بنفسه جنازة كل عصفور، فما بالك بالإنسان الأغلى بما لا يقاس من العصافير، فعندما يرسل المسيح تلاميذه، فإنه لا يقذف بهم إلى التهلكة، ولكنه يضمن سلامتهم الكاملة، ولا يعتبرهم مجرد عدد فائض أو رقم زائد. |
|