أدولفوس صاحب مقاطعة الساتسيا، الذي بعد أن كان هجر العالم وترهب تحت قانون القديس فرنسيس، كما يورد في تاريخ هذه الرهبنة. فقد أضحى كلي التعبد لوالدة الإله، فلما بلغ الى أيام حياته الأخيرة، وحضرت أمام عينيه عقلياً جميع تصرفاته التي كان مارسها في العالم، وما عامل به الرعايا الذين كانوا مخضعين له، ثم تأمل صرامة دينونة الله العادلة، فبدأ يخاف كثيراً من الموت، لأرتيابه في أمر خلاصه الأبدي. فحينئذٍ مريم (التي لا تنام حين وجود عبيدها في الشدائد) قد جاءت اليه مرافقةً من عددٍ وافرٍ من القديسين، واذ أخذت تشجعه قالت له هذه الكلمات المملؤة عذوبةً هكذا: يا أدولفوس العزيز لدي جداً، أنت هو خاصتي. وقد أعطيت لي، فالآن لماذا تخاف بهذا المقدار من الموت: فوقتئذٍ عبد مريم المذكور عندما سمع منها هذه الألفاظ قد زال عنه كل خوفٍ وأستوعب بهجةً، وهكذا تنيح مسروراً بسلامٍ.*