|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"يا رب قد اختبرتني وعرفتني... كل طرقي عرفت، لأنه ليس كلمة في لساني إلاَّ وأنت يا رب عرفتها كلها... أين أذهب من روحك؟! ومن وجهك أين أهرب؟ إن صعدت إلى السموات فأنت هناك. وإن فرشت في الهاوية فها أنت..." (مز 139). الله بعيد عن الأشرار، قريب من المتواضعين الذين يطلبونه من كل قلوبهم. * لو كان من جهة المكان هو بعيد عنا، لكنت تشك حقًا، لكنه إن كان حاضرًا في كل موضع لذاك الذي يجاهد، وقريب للغيور، فإنه يقول مع النبي: "لا أخاف شرًا لأنك معي"(مز 23: 4) . * ليتنا لا نستمر في الشر، ولا نيأس من المصالحة، بل لنقل نحن أنفسنا: "أقوم وأذهب إلى أبي"، ولنقترب إلى الله. فإنه هو نفسه لن يبعد عنا، وإنما نحن الذين نبتعد عنه. نقرأ: "أنا هو الله من قريب ولست إلهًا من بعيد" . مرة أخرى ينتهرهم على لسان النبي: "آثامكم صارت فاصلة بينكم وبيني" (راجع إش 59: 2) . القديس يوحنا الذهبي الفم * لأن قوة الله حاضرة دائمًا، متصلة بنا، تعمل للفحص والنفع والتعليم. القديس إكليمنضس الإسكندري * إنه في كل موضع هذا الذي لا يحده مكان. لا تتركه، فيكون معك. إن أردت أن تأتي إليه فلا تتباطأ... فإنه يأتي إليك وأنت في مكانك، إن كنت تؤمن وتحب! القديس أوغسطينوس * مخيف هو ملئه للمسكونة، فلا يوجد موضع يهرب من عمل الله حتى بالطيران إلى السماء، أو بدخول الهاوية، أو بالهروب إلى أقصى الشرق، أو الإغلاق على أنفسنا في الأعماق ونهايات البحر. القديس غريغوريوس النزينزي * الإنسان الذي ينتفع بالصلاة يصير مستعدًا أن يختلط بروح الرب الذي يملأ العالم كله، والذي يملأ الأرض كلها والسماء، القائل بالنبي: "أما أملأ أنا السموات والأرض؟ يقول الرب" (إر 23: 24). العلامة أوريجينوس * إننا لا نأتي إليه جميعنا بنفس الطريق، بل يأتي كل واحدٍ حسب قدرته (مت 25: 25). إما نأتي إليه مع الجماهير فينعشنا بالأمثال لهذا الهدف وحده: لئلا نخور في الطريق (مت 15: 32؛ مر 8: 3) من الأصوام الكثيرة. أو أننا نجلس دومًا بلا انقطاع عند قدميه، متحررين لأجل هذا وحده: لكي نسمع كلمته دون أن نرتبك قط بالخدمات الكثيرة، بل نختار النصيب الصالح الذي لا يُنزع عنا (لو 10: 39-42). بالتأكيد الذين يقتربون إليه هكذا ينالون من نوره أكثر. العلامة أوريجينوس يتساءل العلامة أوريجينوس أين رحلت رفقة لتطلب الرب (تك 25: 24)،ما دام الرب في كل موضع (إر 23: 24)؟ * أظن أنها لم ترحل من موضع إلى آخر، بل عبرت من حياة إلى حياة أخرى، من عملٍ إلى عملٍ، ومما هو صالح إلى ما هو أفضل. إنها انطلقت من الأشياء المفيدة إلى ما هي أكثر فائدة، وأسرعت مما هو مقدس إلى ما هو أكثر قداسة. العلامة أوريجينوس |
|