رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
نقطة الانطلاق الاساسيه فى المسيحيه هى "المحبة" والمحبة التى نقصدها هى محبة البذل والتضحية , والمحبة التى لا تنتظر أى مقابل , حب فيه"لايطلب أحد ما هو لنفسه , بل كل واحد ما هو للآخر"(1كو24:10).ويسمى هذا الحب agape تمييزاً عن حب الإيروس eros حب الذات . كذلك حب الفيليا philia , أى الحب العاطفى . الحب فى نظر المسيحية لم يعد مجرد"هوى عنيف يتخذ من"الاخر" واسطه فى مناسبة لزيادة احساسهبالحياة أو تحقيق أملة فى السعادة , بل أصبح اتجاها عبرياً ينجو نحو الاخر , لكى يعمل على خدمته, ويسهم فى تحقيق سعادته , ويشترك معه فى تثبيت دعائم ملكوت الله على الأرض" . أن المحبة المسيحية تتجاوز الجب المتمركز حول الذات "الإيروس" بحسب الفكر اليونانى , فهى تلقائية غير مشروطة , فضلاً عن أنها غيرية إيثارية . وفى هذا المقام يقال "أن المحبة المسيحيه agape , غير مسببة , أو غير محددة ببواغث , وكيف أنها ابداعية خلاقة" وينطلق هذا الحب من الحياة الالهية , وحيث تستمد قوتها من الله , وتهب نفسها للأخرين, بغض النظر هل هم أخيار أم أشرار.
وتأتى أهمية المحبة فى المسيحية , كونها ركناً جوهرياً فيها, بسبب أن "الله" ذاته "محبة"(1يو8:4) , أى أن الله فى المسيحية هو "الاله المحب" . ومتى ارتبطت الصفة "المحبة" بالمطلق : "الله", اكتسبت طبيعة إطلاقية متى ارتبطت بالله المطلق - الكامل . فالمحبة الالهية هى محبة لا حدود لها , ولا سقف لها, أى انها مطلقة فى فعلها وتجلياتها . لقد تجلى فعل المحبة فى خلقة الكون, حيث يتم تحويل الخراب والخواء والفوضى والظلمة فى الكون , ليصبح هذا كله امتلاء متناسقاً منظماً خاضعاً للقانون , كذلك جميلاً. هكذا يذكر لنا الكتاب المقدس فى الاصحاح الاول من سفر التكوين حيث يقول"في البدء خلق الله السماوات و الارض و كانت الارض خربة و خالية و على وجه الغمر ظلمة و روح الله يرف على وجه المياه و قال الله ليكن نور فكان نور و راى الله النور انه حسن"(تك1:1-4). إن المحبة الالهية تتجلى فى عملية ابداعية خلقية , فبعد أن كانت الارض خربة وعلى وجه الغمر ظلمة - يأتى النور , ويتم الفصل بين المياه واليابسة , ليبدأ ظهور الحياة على الارض , كى يمكن للأرض أ تنبت عشباً وشجراً (تك12,11:1). ويتم تنظيم الزمان بتقسيط وحداته بواسطة دورات الشمس والقمر والنجوم(تك14:1-18) وتهر حياة الحيوان فى البحر والجو والارض(20:1-30,25) وفى كل ما سبق اسكن الله بقدرته الحركة والحياة والوجود لكل ما خلق وصنع , من خلال حتمية قانون كل عنصر, ففى حالة النبات خلق"ذا ثمر يعمل ثمرا كجنسه بزره ......يبزر بزرا كجنسه"(تك12,11:1). خلق حيوانات البحر "كأجناسها" وكل طائر "كجنه" (تك21:1) وحيوانات الارض"كجسها......كأجناسها"(تك25,24). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
التخاصم في المسيحيه |
المحبه تحتمل كل شئ المحبه تتأنى وترفق |
موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه |
المحبه فى المسيحيه ليست مشاعر |
الفرح في المسيحيه |