* هل نمدح كرم الضيافة؟ هل نعجب بالحب الأخوي والمحبة الزوجية والعذراوية وإطعام الفقراء والترنم بالمزامير والسهر في الصلاة طوال الليل والتوبة؟ هل نُذل الجسد بالصوم؟ هل نسكن مع الله من خلال الصلاة؟ هل نُخضع العنصر الأدنى فينا للعنصر الأسمى، أي التراب للروح، كما ينبغي إذا حكمنا الحكم الصحيح على طبيعتنا التي هي مزيج -مثل السبيكة- من الاثنين؟ هل نجعل الحياة تأمُلًا في الموت؟ هل نسيطر على أهوائنا متذكرين سمو ميلادنا الثاني؟ هل نُروِّضُ طباعنا المتكبرة والثائرة؟ أو تشامخنا الذي يسبق السقوط (أم 16: 18)،... وضحكاتنا غير المهذبة، وعيوننا التي لا سيطرة لنا عليها، وآذاننا الشرهة، وأحاديثنا غير المعتدلة، وأفكارنا الشاردة، أو أي شيء فينا يستطيع الشرير أن يسيطر عليه ويستخدمه ضدنا، فيدخل الموت من النوافذ (إر 9: 21) كما يقول الكتاب، ويُعني بالنوافذ هنا الحواس.
القديس غريغوريوس النزينزي