"في السَّمَواتِ" فتشير الى خير الجزاء والثواب، لان الأرض مكان التعب والضيقات. أمَّا عبارة "اضْطَهدوا الأَنبِياءَ" فهي تشير الى اليهود الذين لم يؤمنوا وشنُّوا الاضطهادات على الأنبياء (مثل أيليا، ارميا، دانيال) حتى استشهادهم؛ وكثيراً ما يذكر يسوع أيضا استشهاد الأنبياء (لوقا 11: 47-51 و13: 33). ويطلب منا يسوع أن نفرح عندما نُضطهد؛ فالاضطهاد قد يكون خيراً لنا، لأنه يقوِّي إيمان من يحتملون، ويُقدِّم مثالا للآخرين حتى يحذوا حذونا ويُعزّينا بان أعظم الأنبياء قد اضطهدوا، فكما اضْطَهدوا الأَنبِياءَ فكذلك قد يتعرض التلاميذ الى الاضطهادات (متى 23: 34). وأخيرا نحصل على مكافأة الملكوت السماوي حيث لا اضطهاد بعد. وتعلق القدّيسة تريزا من آفيلا َّ "لا تدع أيّ شيء يزعجك، لا تدع أيّ شيء يُخيفك؛ جميع الأشياء تمضي: الربّ لا يتغيّر. يحقّق الصبر كلّ ما يكافح من أجله. من لديه الربّ لا يُعوزه شيء، الربّ وحده يكفي". وفي هذه التطويبة يشير يسوع الى ان من يرغب ان يسلك طرق التطويبات لا بد ان يواجه اضطهاد ومعارضة. وإذا شعرنا بالحزن، لنستغيث بروح المسيح الذي فينا، ولنصلي مع صاحب المزامير " لِماذا تَكتَئِبينَ يا نَفْسي وعلَيَّ تنوحين؟ إِرتَجي اللهَ فإِنِّي سأَعودُ أَحمَدُه وهو خَلاصُ وَجْهي" (مزمور 42: 6). ولنتذكّر أن الذين يفارقون الجسد، يعيشون مع إله الكل كما جاء في تعليم بولس الرسول "فنَحنُ إِذًا واثِقون، ونَرى منَ الأَفضَلِ أَن نَهجُرَ هذا الجَسَد لِنُقيمَ في جِوارِ الرَّبّ" (2 قورنتس 5: 8).