بكل تواضع ووداعة وأناة, محتملين بعضكم بعضاً في المحبّة.
هذه الصفات التي كان على المؤمنين والمؤمنات أن يتحلّوا بها لم تكن صفات مقبولة لدى معاصري الرسول في بلاد المتوسط. نظر الرومان إلى التواضع والوداعة والأناة, نظروا إليها شذراً وكأنها دلّت على ضعف أساسي في تكوين الأخلاق. لم يقبل الرسول عادات وأخلاقيات محيطة الوثني المتفسّخ, بل ثابر على تأكيد أهمية وضرورة العيش بمقتضى منطق الإيمان, قائلاً:
مجتهدين أن تحفظوا وحدة الروح برباط السلام.
أي أنه فيما إذا طبّق المؤمنون معتقدهم في حياتهم اليومية يكونون عاملين على تثبيت أواصر الوحدة أي الوحدة الإيمانية النابعة من روح الله القدوس ضمن رباط السلام الحقيقي.
ومع أن الرسول كان قد أنهى القسم العقائدي من رسالته إلى أهل الإيمان في أفسس إلا أنه لم يكن ليبني أي تعليم عملي بدون أن يرجع أساسه إلى الإيمان. وهكذا أتى على ذكر تعليم جوهري قائلاً:
فإن الجسد واحد والروح واحد كما أنكم قد دعيتم أيضاً في رجاء دعوتكم الواحد. وإن الرب واحد, والإيمان واحد, والمعمودية واحدة, والإله والآب واحد للجميع, وهو فوق الجميع وبالجميع وفي الجميع.