ونحن لا نعلم ماذا نعمل ولكن نحوك أعيننا
السيدة/ نادية فكرى سعد ... من الأقصر، تقول:
فى السنة الأولى من دراستى الجامعية، وكم كانت الدراسة فى كلية الآداب صعبة بالنسبة لى حتى أننى فكرت فى إعادة الثانوية العامة لتحسين المجموع .. وحتى بدء امتحانات التيرم الأول لم أكن قد استقريت على رأى، وتراكمت عليَّ الدروس .. وشعرت بالحيرة وضياع السنة .. وكنت أذهب باستمرار إلى أبى القديس الأنبا مكاريوس، فأطمئن وامتلأ سلاماً عميقاً بمجرد رؤيته .. وبدأت الامتحانات، وبعد الثلاثة لجان الأولى عرفت أننى لن أوفق وسوف أرسب هذه السنة لا محال .. فذهبت باكية إلى القديس وعرّفته بأنى أضعت السنة وكنت أشعر بالذنب لذلك أبكى بشدة .. فوضع القديس يده الطاهرة بالصليب على رأسى وصلى لى لمدة خمس دقائق ثم قال لى: "خلاص هتنجحى، مبروك" ففرحت جداً وامتلأت بسلام عميق وخرجت من عنده وأنا فى حال آخر تماماً ولكننى لم أفهم معنى كلمة "خلاص" التى قالها القديس إلا بعد ظهور النتيجة، فقد أحضر العمال النتيجة إلى مدينة الأقصر ولم أجد اسمى بين الناجحين فعرفت – كما عرف جميع زملائى – أننى رسبت وحزنت جداً لذلك. ومر اسبوع وأنا فى حالة يُرثى لها .. وفجأة فى صباح أحد الأيام استيقظت على صوت ينادى: "مبروك" فوجدت العمال ومعهم ثلاثة كشوف بها أسماء الطلبة الذين كانوا راسبين ثم تم رفعهم فى لجنة الرأفة بأسيوط نظراً لانخفاض النسبة المئوية للنتيجة وكنت أول اسم بينهم ونجحت بمادتى تخلف ولكنى لم أرسب كما قال لى القديس الأنبا مكاريوس.
بركة صلواته تكون معنا دائماً.