يدهش القديس يوحنا الذهبي الفم
من المسبيين، هؤلاء الذين حين كانوا في بلدهم يستخفون بالأنبياء، الآن وهم في السبي يبكون ولا يريدون أن يكسروا الشريعة، ويقدمون تسابيح في أرض غريبة. لقد انتفع الأعداء أنفسهم من ذلك، إذ أدركوا أن المسبيين لم يهتزوا بالسبي، فيكسروا الناموس، إنما تذكروا صهيون. لم يكن بكاؤهم باطلًا، بل صار هذا هو عملهم. لقد اجتمعوا معًا لينوحوا ويرثوا حالهم. كأنهم يقولون للأعداء: "وإن سبيتم أجسامنا، لكن لا سلطان لكم على أفكارنا. يختم الذهبي الفم تعليقه على هذه العبارة، قائلًا: [ألا ترون هذا الروح ذا القيم السليمة بسبب الضيق، فقد سما بالمتاعب!]