إبرام في مصر:
"وحدث جوع في الأرض فانحدر إبرام إلى مصر ليتغرب هناك، لأن الجوع في الأرض كان شديدًا" [10].
كانت المجاعات تتكرر في أرض كنعان، وكان العلاج هو النزول إلى مصر حيث نهر النيل.
لم يكن بعد قد أقام إبرام الشيخ المسن في أرض الموعد كثيرًا حتى حدثت المجاعة، ومع هذا لم يشعر إبرام أنه أخطأ التصرف بخروجه من أرضه وعشيرته وبيت أبيه، ولا تذمر على الله، ولا استهان بوعد الله له أنه يعطيه هذه الأرض لنسله بكونها أرضًا تتعرض لمجاعات.
لقد تباركت مصر باستقبال إبرام أب الآباء لتعوله وقت المجاعة، ولتستقبل حفيده يعقوب هو وعائلته لينطلق شعب إسرائيل من مصر، وأما ما هو أعظم من الكل فقد لجأ إليها السيد المسيح نفسه في طفولته يباركها (مت 2: 13) محققًا ما تنبأ عنه إشعياء النبي (إش 19). لكن كثيرين يشعرون أن إبراهيم أخطأ بانحداره إلى مصر، إذ جاء إليها دون رسالة صريحة من قبل الله كما حدث مع حفيده يعقوب، حيث قال له الرب: "أنا أنزل معك إلى مصر" (تك 46: 4). كان نزول إبراهيم يمثل الإنسان الذي دخل إلى أرض الموعد لكنه سرعان ما اتكل على الذراع البشري فنزل لطلب العون الإنساني لا الإلهي، إذ قيل بإشعياء: "ويل للذين ينزلون إلى مصر للمعونة ويستندون على الخيل ويتوكلون على المركبات لأنها كثيرة وعلى الفرسان لأنهم أقوياء جدًا ولا ينظرون إلى قدوس إسرائيل ولا يطلبون الرب" (إش 31: 1).