رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
١ لِمَ كَانَتْ شِيلُوهُ مُثْقَلَةً بِٱلْأَحْزَانِ؟ رَأَى صَمُوئِيلُ مَدِينَةَ شِيلُوهَ مُثْقَلَةً بِٱلْأَحْزَانِ وَغَارِقَةً فِي بَحْرٍ مِنَ ٱلدُّمُوعِ. فَكَمْ مِنَ ٱلْبُيُوتِ ضَجَّتْ بِصُرَاخِ نِسَاءٍ وَأَوْلَادٍ يَنْدُبُونَ آبَاءً وَأَزْوَاجًا وَأَبْنَاءً وَإِخْوَةً مَضَوْا إِلَى غَيْرِ رَجْعَةٍ! فَٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ خَسِرُوا مَا يُقَارِبُ ٣٠٬٠٠٠ جُنْدِيٍّ فِي هَزِيمَةٍ نَكْرَاءَ أَلْحَقَهَا بِهِمِ ٱلْفِلِسْطِيُّونَ، وَذٰلِكَ بَعْدَ مُرُورِ وَقْتٍ قَصِيرٍ عَلَى خَسَارَتِهِمْ ٤٬٠٠٠ جُنْدِيٍّ فِي مَعْرَكَةٍ سَابِقَةٍ. — ١ صم ٤:١، ٢، ١٠. ٢، ٣ أَيَّةُ سِلْسِلَةٍ مِنَ ٱلْمَآسِي أَلْحَقَتِ ٱلْخِزْيَ بِشِيلُوهَ وَخَسَّرَتْهَا مَجْدَهَا؟ ٢ لَمْ تَكُنْ تِلْكَ ٱلْمَأْسَاةُ سِوَى حَلَقَةٍ مِنْ سِلْسِلَةِ مَآسٍ أَلَمَّتْ بِإِسْرَائِيلَ! فَقُبَيْلَ ذٰلِكَ، أُخْرِجَ تَابُوتُ ٱلْعَهْدِ ٱلْمُقَدَّسُ مِنْ شِيلُوهَ وَسَارَ مَعَهُ حُفْنِي وَفِينْحَاسُ ٱلشِّرِّيرَانِ، ٱبْنَا رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ عَالِي. وَهٰذَا ٱلصُّنْدُوقُ ٱلثَّمِينُ ٱلَّذِي وُضِعَ عَادَةً فِي قُدْسِ ٱلْأَقْدَاسِ فِي ٱلْمَسْكَنِ رَمَزَ إِلَى حَضْرَةِ ٱللهِ. بَعْدَ ذٰلِكَ، أَخَذَهُ ٱلشَّعْبُ إِلَى ٱلْمَعْرَكَةِ ظَنًّا مِنْهُمْ أَنَّهُ تَعْوِيذَةٌ تَنْصُرُهُمْ عَلَى أَعْدَائِهِمْ. وَلٰكِنْ يَا لَحَمَاقَةِ تَفْكِيرِهِمْ! فَقَدِ ٱسْتَوْلَى عَلَيْهِ ٱلْفِلِسْطِيُّونَ وَقَتَلُوا حُفْنِيَ وَفِينْحَاسَ. — ١ صم ٤:٣-١١. ٣ طَوَالَ قُرُونٍ مَضَتْ، أَضْفَى ٱلتَّابُوتُ وَقَارًا وَمَجْدًا عَلَى ٱلْمَسْكَنِ فِي شِيلُوهَ. لٰكِنَّهُ ٱلْآنَ لَمْ يَعُدْ مَوْجُودًا. وَمَا إِنْ وَصَلَتْ هٰذِهِ ٱلْأَخْبَارُ إِلَى مَسَامِعِ عَالِي ٱلْبَالِغِ مِنَ ٱلْعُمْرِ ٩٨ سَنَةً حَتَّى سَقَطَ عَنِ ٱلْكُرْسِيِّ إِلَى ٱلْوَرَاءِ وَمَاتَ. كَذٰلِكَ كَنَّتُهُ ٱلَّتِي تَرَمَّلَتْ فِي ٱلْيَوْمِ عَيْنِهِ مَاتَتْ وَهِيَ تُنْجِبُ طِفْلًا. وَقَدْ قَالَتْ وَهِيَ تَلْفِظُ آخِرَ أَنْفَاسِهَا: «سُبِيَ ٱلْمَجْدُ عَنْ إِسْرَائِيلَ». فَشِيلُوهُ مَا كَانَتْ لِتَعُودَ إِلَى سَابِقِ عَهْدِهَا. — ١ صم ٤:١٢-٢٢. ٤ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذَا ٱلْفَصْلِ؟ ٤ فَكَيْفَ كَانَ صَمُوئِيلُ سَيُوَاجِهُ هٰذِهِ ٱلْخَيْبَاتِ ٱلْمُرَّةَ؟ هَلْ إِيمَانُهُ مَتِينٌ إِلَى حَدٍّ يَقْوَى مَعَهُ عَلَى مُسَاعَدَةِ شَعْبٍ خَسِرَ حِمَايَةَ يَهْوَهَ وَرِضَاهُ؟ جَمِيعُنَا ٱلْيَوْمَ نُوَاجِهُ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ شَدَائِدَ وَخَيْبَاتٍ تَمْتَحِنُ إِيمَانَنَا. فَلْنَرَ مَاذَا لَنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ بَعْدُ مِنْ صَمُوئِيلَ. ‹صَنَعَ بِرًّا› ٥، ٦ عَلَامَ رَكَّزَ سِجِلُّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ خِلَالَ فَتْرَةٍ ٱمْتَدَّتْ ٢٠ سَنَةً، وَبِمَ ٱنْشَغَلَ صَمُوئِيلُ آنَذَاكَ؟ ٥ يَتَحَوَّلُ سِجِلُّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْآنَ عَنْ صَمُوئِيلَ لِيُرَكِّزَ عَلَى ٱلتَّابُوتِ ٱلْمُقَدَّسِ، فَيَرْوِي كَيْفَ عَانَى ٱلْفِلِسْطِيُّونَ بِسَبَبِهِ وَأُجْبِرُوا عَلَى إِعَادَتِهِ. وَلَا يَأْتِي عَلَى ذِكْرِ صَمُوئِيلَ مُجَدَّدًا إِلَّا بَعْدَ مُرُورِ نَحْوِ ٢٠ سَنَةً. (١ صم ٧:٢) فَبِمَ كَانَ مُنْشَغِلًا طَوَالَ هٰذِهِ ٱلْفَتْرَةِ؟ لَا حَاجَةَ بِنَا إِلَى ٱلتَّخْمِينِ لِأَنَّ ٱلْجَوَابَ مُدَوَّنٌ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. كَيْفَ سَاعَدَ صَمُوئِيلُ شَعْبَهُ أَنْ يَتَخَطَّوْا خَسَارَتَهُمُ ٱلْفَادِحَةَ وَخَيْبَةَ أَمَلِهِمِ ٱلْمَرِيرَةَ؟ ٦ فَقَبْلَ تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ، تُخْبِرُنَا ٱلرِّوَايَةُ أَنَّ ‹كَلَامَ صَمُوئِيلَ كَانَ إِلَى كُلِّ إِسْرَائِيلَ›. (١ صم ٤:١) وَبَعْدَ ٱنْقِضَائِهَا، نَقْرَأُ أَنَّهُ كَانَ مُعْتَادًا كُلَّ سَنَةٍ أَنْ يَزُورَ ثَلَاثَ مُدُنٍ فِي إِسْرَائِيلَ، فَيَطُوفُ فِيهَا لِيُعَالِجَ ٱلْقَضَايَا وَٱلْخِلَافَاتِ ٱلنَّاشِئَةَ ثُمَّ يَعُودُ إِلَى بَيْتِهِ فِي ٱلرَّامَةِ. (١ صم ٧:١٥-١٧) مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّهُ ٱنْشَغَلَ كَثِيرًا خِلَالَ فَتْرَةِ ٱلْعِشْرِينَ سَنَةً مُنْجِزًا ٱلْعَدِيدَ مِنَ ٱلْمُهِمَّاتِ. صَحِيحٌ أَنَّ سِجِلَّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لَا يَأْتِي عَلَى ذِكْرِ صَمُوئِيلَ طِيلَةَ ٢٠ سَنَةً، لٰكِنَّنَا عَلَى ثِقَةٍ أَنَّهُ ظَلَّ مُنْشَغِلًا بِخِدْمَةِ يَهْوَهَ ٧، ٨ (أ) أَيُّ رِسَالَةٍ نَقَلَهَا صَمُوئِيلُ إِلَى ٱلشَّعْبِ بَعْدَ عَقْدَيْنِ مِنَ ٱلْجُهُودِ ٱلدَّؤُوبَةِ؟ (ب) كَيْفَ تَجَاوَبَ ٱلشَّعْبُ مَعَ كَلِمَاتِ صَمُوئِيلَ ٱلْمُطَمْئِنَةِ؟ ٧ لَقَدْ قَوَّضَ ٱبْنَا عَالِي إِيمَانَ ٱلشَّعْبِ بِفَسَادِهِمَا وَٱنْحِطَاطِهِمَا ٱلْأَدَبِيِّ، فَتَحَوَّلَ كَثِيرُونَ كَمَا يَبْدُو إِلَى عِبَادَةِ ٱلْأَصْنَامِ. وَلٰكِنْ بَعْدَ عَقْدَيْنِ بَذَلَ فِيهِمَا صَمُوئِيلُ جُهُودًا دَؤُوبَةً، نَقَلَ إِلَى ٱلشَّعْبِ ٱلرِّسَالَةَ ٱلتَّالِيَةَ: «إِنْ كُنْتُمْ رَاجِعِينَ إِلَى يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكُمْ، فَأَزِيلُوا ٱلْآلِهَةَ ٱلْغَرِيبَةَ مِنْ وَسْطِكُمْ وَتَمَاثِيلَ عَشْتُورَثَ أَيْضًا، وَثَبِّتُوا قَلْبَكُمْ فِي يَهْوَهَ وَٱخْدُمُوهُ وَحْدَهُ، فَيُنْقِذَكُمْ مِنْ يَدِ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ». — ١ صم ٧:٣. ٨ كَانَتْ «يَدُ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ» قَدْ أَصْبَحَتْ ثَقِيلَةً عَلَى ٱلشَّعْبِ. فَبَعْدَمَا أَنْزَلُوا هَزِيمَةً سَاحِقَةً بِجَيْشِ إِسْرَائِيلَ، ظَنُّوا أَنَّ بِإِمْكَانِهِمْ مُضَايَقَةَ شَعْبِ ٱللهِ دُونَ عِقَابٍ. غَيْرَ أَنَّ صَمُوئِيلَ أَكَّدَ لِلشَّعْبِ أَنَّ ٱلْأَحْوَالَ سَتَتَغَيَّرُ إِنْ هُمْ رَجَعُوا إِلَى يَهْوَهَ. فَهَلْ كَانُوا عَلَى ٱسْتِعْدَادٍ لِذٰلِكَ؟ فَرِحَ ٱلنَّبِيُّ دُونَ شَكٍّ حِينَ أَزَالَ ٱلشَّعْبُ أَصْنَامَهُمْ وَ «خَدَمُوا يَهْوَهَ وَحْدَهُ». فَجَمَعَهُمْ فِي ٱلْمِصْفَاةِ، مَدِينَةٍ جَبَلِيَّةٍ شَمَالَ أُورُشَلِيمَ، حَيْثُ صَامُوا وَتَابُوا عَنْ خَطَايَاهُمُ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلْمُرْتَبِطَةِ بِعِبَادَةِ ٱلْأَصْنَامِ. — اقرأ ١ صموئيل ٧:٤-٦. حِينَ ٱجْتَمَعَ شَعْبُ يَهْوَهَ ٱلتَّائِبُ مَعًا، فَكَّرَ ٱلْفِلِسْطِيُّونَ فِي ٱنْتِهَازِ ٱلْفُرْصَةِ لِلتَّعَدِّي عَلَيْهِمْ ٩ أَيُّ فُرْصَةٍ ٱنْتَهَزَهَا ٱلْفِلِسْطِيُّونَ، وَكَيْفَ شَعَرَ شَعْبُ ٱللهِ حِينَ تَهَدَّدَهُمُ ٱلْخَطَرُ؟ ٩ غَيْرَ أَنَّ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ عَلِمُوا بِهٰذَا ٱلِٱجْتِمَاعِ ٱلضَّخْمِ، فَٱنْتَهَزُوا ٱلْفُرْصَةَ وَأَرْسَلُوا جَيْشًا إِلَى ٱلْمِصْفَاةِ لِيَسْحَقُوا عُبَّادَ يَهْوَهَ. وَلَمَّا سَمِعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَنَّ ٱلْخَطَرَ يَتَهَدَّدُهُمْ، دَبَّ ٱلرُّعْبُ فِي قُلُوبِهِمْ وَسَأَلُوا صَمُوئِيلَ أَنْ يُصَلِّيَ لِأَجْلِهِمْ. فَلَبَّى طَلَبَهُمْ وَقَرَّبَ ذَبِيحَةً أَيْضًا. وَفِيمَا هُوَ يُؤَدِّي هٰذَا ٱلْعَمَلَ ٱلْمُقَدَّسَ، صَعِدَ جَيْشُ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ عَلَى ٱلْمِصْفَاةِ. حِينَئِذٍ، ٱسْتَجَابَ يَهْوَهُ صَلَاةَ صَمُوئِيلَ، ‹فَأَرْعَدَ عَلَى ٱلْفِلِسْطِيِّينَ بِضَجِيجٍ عَالٍ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ› تَعْبِيرًا عَنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ. — ١ صم ٧:٧-١٠. ١٠، ١١ (أ) مَاذَا يُؤَكِّدُ أَنَّ قَصْفَ ٱلرَّعْدِ ٱلَّذِي سَمِعَهُ جَيْشُ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ كَانَ غَيْرَ ٱعْتِيَادِيٍّ؟ (ب) عَمَّ أَسْفَرَتِ ٱلْمَعْرَكَةُ ٱلَّتِي بَدَأَتْ فِي ٱلْمِصْفَاةِ؟ ١٠ هَلْ يُعْقَلُ أَنْ نَتَخَيَّلَ هٰؤُلَاءِ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ مِثْلَ ٱلْأَوْلَادِ ٱلصِّغَارِ ٱلَّذِينَ يُسْرِعُونَ إِلَى أُمَّهَاتِهِمْ لِيَخْتَبِئُوا وَرَاءَهُنَّ خَوْفًا مِنْ قَصْفِ ٱلرَّعْدِ؟ كَلَّا، فَقَدْ كَانُوا رِجَالَ حَرْبٍ أَشِدَّاءَ قَسَّتِ ٱلْمَعَارِكُ قُلُوبَهُمْ. وَلٰكِنْ لَا بُدَّ أَنَّهُمْ سَمِعُوا آنَذَاكَ هَدِيرًا لَمْ يَسْبِقْ لَهُ مَثِيلٌ. فَهَلْ كَانَ ‹ضَجِيجُ ٱلرَّعْدِ عَالِيًا› يَصُمُّ ٱلْآذَانَ؟ هَلْ دَوَّتْ بِهِ سَمَاءٌ زَرْقَاءُ صَافِيَةٌ، أَمْ رَدَّدَتْ مُنْحَدَرَاتُ ٱلتِّلَالِ صَدَاهُ ٱلْقَوِيَّ؟ فِي كُلِّ ٱلْأَحْوَالِ، أَحْدَثَ ٱلرَّعْدُ خَوْفًا وَٱرْتِبَاكًا بَيْنَ صُفُوفِ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ. فَوَقَعُوا فِي بَلْبَلَةٍ عَظِيمَةٍ، وَسُرْعَانَ مَا تَحَوَّلُوا مِنْ وُحُوشٍ مُفْتَرِسَةٍ إِلَى فَرَائِسَ. فَهَبَّ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ مِنَ ٱلْمِصْفَاةِ وَهَزَمُوهُمْ وَطَارَدُوهُمْ عِدَّةَ كِيلُومِتْرَاتٍ حَتَّى جَنُوبِ غَرْبِ أُورُشَلِيمَ. — ١ صم ٧:١١. ١١ لَقَدْ شَكَّلَتْ تِلْكَ ٱلْمَعْرَكَةُ نُقْطَةَ تَحَوُّلٍ فِي حَيَاةِ شَعْبِ ٱللهِ. فَمُذَّاكَ، رَاحَ ٱلْفِلِسْطِيُّونَ يَتَقَهْقَرُونَ شَيْئًا فَشَيْئًا كُلَّ ٱلْأَيَّامِ ٱلَّتِي خَدَمَ فِيهَا صَمُوئِيلُ قَاضِيًا. وَٱسْتَعَادَ شَعْبُ ٱللهِ مُدُنَهُمُ ٱلْوَاحِدَةَ تِلْوَ ٱلْأُخْرَى. — ١ صم ٧:١٣، ١٤. ١٢ مَاذَا يَعْنِي أَنَّ صَمُوئِيلَ ‹صَنَعَ بِرًّا›، وَأَيَّةُ صِفَاتٍ سَاعَدَتْهُ أَنْ يَظَلَّ فَعَّالًا فِي خِدْمَتِهِ؟ ١٢ بَعْدَ قُرُونٍ، أَدْرَجَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱسْمَ صَمُوئِيلَ بَيْنَ ٱلْقُضَاةِ وَٱلْأَنْبِيَاءِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلَّذِينَ «صَنَعُوا بِرًّا». (عب ١١:٣٢، ٣٣) فَقَدْ سَاعَدَ صَمُوئِيلُ ٱلشَّعْبَ عَلَى فِعْلِ مَا هُوَ صَالِحٌ وَصَائِبٌ فِي عَيْنَيِ ٱللهِ. وَظَلَّ يَخْدُمُ بِفَعَّالِيَّةٍ لِأَنَّهُ ٱنْتَظَرَ يَهْوَهَ بِصَبْرٍ، مُوَاصِلًا عَمَلَهُ بِأَمَانَةٍ رَغْمَ خَيْبَاتِ ٱلْأَمَلِ. وَأَعْرَبَ أَيْضًا عَنْ رُوحِ ٱلتَّقْدِيرِ وَٱلِٱمْتِنَانِ. فَبَعْدَ ٱلنَّصْرِ ٱلَّذِي أُحْرِزَ فِي ٱلْمِصْفَاةِ، أَقَامَ نُصْبًا تَذْكَارِيًّا لِكَيْلَا يَنْسَى ٱلشَّعْبُ كَيْفَ سَاعَدَهُمْ يَهْوَهُ. — ١ صم ٧:١٢. ١٣ (أ) أَيَّةُ صِفَاتٍ تَلْزَمُنَا إِذَا أَرَدْنَا ٱلِٱقْتِدَاءَ بِصَمُوئِيلَ؟ (ب) بِرَأْيِكَ، مَتَى هُوَ ٱلْوَقْتُ ٱلْمُنَاسِبُ لِتَنْمِيَةِ مِثْلِ هٰذِهِ ٱلصِّفَاتِ؟ ١٣ هَلْ تُرِيدُ أَنْ ‹تَصْنَعَ بِرًّا› أَنْتَ أَيْضًا؟ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ، يَحْسُنُ بِكَ أَنْ تَتَعَلَّمَ مِنْ صَمُوئِيلَ دُرُوسًا فِي ٱلصَّبْرِ وَٱلتَّوَاضُعِ وَٱلتَّقْدِيرِ. (اقرأ ١ بطرس ٥:٦.) وَمَنْ مِنَّا لَا تَنْقُصُهُ هٰذِهِ ٱلصِّفَاتُ؟! طَبْعًا، ٱسْتَفَادَ صَمُوئِيلُ جِدًّا مِنِ ٱكْتِسَابِ هٰذِهِ ٱلْخِصَالِ ٱلْحَمِيدَةِ وَٱلْإِعْرَابِ عَنْهَا فِي سِنٍّ صَغِيرَةٍ نِسْبِيًّا. فَقَدْ مُنِيَ بِخَيْبَاتٍ أَشَدَّ مَرَارَةً فِي سَنَوَاتِهِ ٱللَّاحِقَةِ. «اِبْنَاكَ لَمْ يَسِيرَا فِي طُرُقِكَ» ١٤، ١٥ (أ) أَيُّ خَيْبَةِ أَمَلٍ مَرِيرَةٍ مُنِيَ بِهَا صَمُوئِيلُ بَعْدَمَا «شَاخَ»؟ (ب) هَلْ قَصَّرَ صَمُوئِيلُ فِي وَاجِبَاتِهِ ٱلْأَبَوِيَّةِ مِثْلَ عَالِي؟ أَوْضِحُوا. ١٤ يَأْتِي ٱلسِّجِلُّ عَلَى ذِكْرِ صَمُوئِيلَ مُجَدَّدًا بَعْدَمَا «شَاخَ» وَعَهِدَ إِلَى ٱبْنَيْهِ ٱلرَّاشِدَيْنِ، يُوئِيلَ وَأَبِيَّا، أَنْ يُسَاعِدَاهُ فِي ٱلْقَضَاءِ. وَلٰكِنْ مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ ثِقَتَهُ بِهِمَا لَمْ تَكُنْ فِي مَحَلِّهَا. فَهُوَ كَانَ مُسْتَقِيمًا وَبَارًّا، أَمَّا ٱبْنَاهُ فَٱسْتَغَلَّا مَنْصِبَهُمَا لِأَهْدَافٍ أَنَانِيَّةٍ، فَحَرَّفَا ٱلْعَدْلَ وَأَخَذَا ٱلرَّشَوَاتِ. — ١ صم ٨:١-٣. ١٥ وَذَاتَ يَوْمٍ، تَشَكَّى شُيُوخُ إِسْرَائِيلَ إِلَى صَمُوئِيلَ ٱلْمُسِنِّ قَائِلِينَ: «اِبْنَاكَ لَمْ يَسِيرَا فِي طُرُقِكَ». (١ صم ٨:٤، ٥) فَهَلْ كَانَ عَلَى عِلْمٍ بِمَا يَحْدُثُ؟ لَا تُزَوِّدُنَا ٱلرِّوَايَةُ بِٱلْجَوَابِ. وَلٰكِنْ بِخِلَافِ عَالِي، لَمْ يَكُنْ بِٱلتَّأْكِيدِ أَبًا يَسْتَحِقُّ ٱللَّوْمَ. فَيَهْوَهُ وَبَّخَ عَالِيَ وَعَاقَبَهُ لِأَنَّهُ لَمْ يُقَوِّمِ ٱبْنَيْهِ ٱلشِّرِّيرَيْنِ بَلْ أَكْرَمَهُمَا عَلَيْهِ. (١ صم ٢:٢٧-٢٩) إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَرَ مَا يَعِيبُ صَمُوئِيلَ فِي هٰذَا ٱلْخُصُوصِ. كَيْفَ تَجَاوَزَ صَمُوئِيلُ خَيْبَتَهُ ٱلنَّاجِمَةَ عَنْ سُلُوكِ ٱبْنَيْهِ ٱلرَّدِيءِ؟ ١٦ أَيَّةُ مَشَاعِرَ تُسَاوِرُ ٱلْوَالِدِينَ حِينَ يَتَمَرَّدُ أَوْلَادُهُمْ عَلَيْهِمْ، وَكَيْفَ لَهُمْ أَنْ يَسْتَمِدُّوا ٱلتَّعْزِيَةَ وَٱلْإِرْشَادَ مِنْ مِثَالِ صَمُوئِيلَ؟ ١٦ لَا تَكْشِفُ ٱلرِّوَايَةُ عَنْ مَشَاعِرِ ٱلْخَيْبَةِ وَٱلْقَلَقِ وَٱلْخِزْيِ ٱلَّتِي طَعَنَتْ قَلْبَ صَمُوئِيلَ حِينَ عَلِمَ بِمَسْلَكِ ٱبْنَيْهِ ٱلشِّرِّيرِ. لٰكِنَّ مَشَاعِرَ كَهٰذِهِ تَتَمَلَّكُ آبَاءً وَأُمَّهَاتٍ كَثِيرِينَ ٱلْيَوْمَ. فَفِي أَزْمِنَتِنَا ٱلْعَصِيبَةِ هٰذِهِ، بَاتَ ٱلتَّمَرُّدُ عَلَى سُلْطَةِ ٱلْوَالِدِينَ وَعِصْيَانُ تَأْدِيبِهِمْ آفَةً مُتَفَشِّيَةً. (اقرأ ٢ تيموثاوس ٣:١-٥.) وَٱلْوَالِدُونَ ٱلَّذِينَ يُقَاسُونَ أَلَمًا كَهٰذَا قَدْ يَسْتَمِدُّونَ ٱلتَّعْزِيَةَ وَٱلْإِرْشَادَ مِنْ مِثَالِ صَمُوئِيلَ. فَهُوَ لَمْ يَدَعْ طُرُقَ ٱبْنَيْهِ ٱلْمُلْتَوِيَةَ تَثْنِيهِ وَلَوْ لَحْظَةً عَنْ مَسْلَكِهِ ٱلْأَمِينِ. وَجَدِيرٌ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ ٱلْمِثَالَ ٱلْأَبَوِيَّ يَبْقَى لَهُ ٱلدَّوْرُ ٱلْأَكْبَرُ فِي ٱلْوُصُولِ إِلَى قُلُوبِ ٱلْأَوْلَادِ ٱلَّتِي لَمْ يُؤَثِّرْ فِيهَا لَا ٱلْكَلَامُ وَلَا ٱلتَّأْدِيبُ. وَبِرَسْمِ ٱلْمِثَالِ ٱلْجَيِّدِ، يُفَرِّحُ ٱلْوَالِدُونَ قَلْبَ يَهْوَهَ ٱللهِ وَيَكُونُونَ مَفْخَرَةً فِي عَيْنَيْهِ، تَمَامًا مِثْلَ صَمُوئِيلَ. ‹عَيِّنْ لَنَا مَلِكًا› ١٧ مَاذَا طَلَبَ شُيُوخُ إِسْرَائِيلَ مِنْ صَمُوئِيلَ، وَكَيْفَ كَانَ رَدُّ فِعْلِهِ؟ ١٧ لَمْ يُدْرِكِ ٱبْنَا صَمُوئِيلَ عَوَاقِبَ جَشَعِهِمَا وَأَنَانِيَّتِهِمَا. فَقَدْ طَلَبَ شُيُوخُ إِسْرَائِيلَ مِنْ صَمُوئِيلَ: «عَيِّنِ ٱلْآنَ لَنَا مَلِكًا يَقْضِي لَنَا كَجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ». فَهَلْ كَانَ طَلَبُهُمْ هٰذَا رَفْضًا لَهُ؟ لَقَدْ قَضَى صَمُوئِيلُ لِلشَّعْبِ طَوَالَ عُقُودٍ نِيَابَةً عَنْ يَهْوَهَ. لٰكِنَّهُمُ ٱلْآنَ مَا عَادُوا يُرِيدُونَ أَنْ يَقْضِيَ لَهُمْ مُجَرَّدُ نَبِيٍّ، بَلْ أَرَادُوا مَلِكًا كَسَائِرِ ٱلْأُمَمِ ٱلْمُحِيطَةِ بِهِمْ. فَكَيْفَ كَانَ رَدُّ فِعْلِهِ؟ ‹سَاءَ ٱلْأَمْرُ فِي عَيْنَيْهِ›، حَسْبَمَا تُخْبِرُنَا ٱلرِّوَايَةُ. — ١ صم ٨:٥، ٦. ١٨ أَيَّةُ كَلِمَاتٍ أَرَاحَتْ صَمُوئِيلَ وَبَيَّنَتْ فِي ٱلْوَقْتِ عَيْنِهِ جَسَامَةَ خَطَإِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ؟ ١٨ لَاحِظْ مَاذَا كَانَ جَوَابُ يَهْوَهَ حِينَ رَفَعَ صَمُوئِيلُ إِلَيْهِ ٱلْمَسْأَلَةَ فِي ٱلصَّلَاةِ: «اِسْمَعْ لِصَوْتِ ٱلشَّعْبِ فِي كُلِّ مَا يَقُولُونَ لَكَ؛ فَإِنَّهُمْ لَمْ يَرْفُضُوكَ أَنْتَ، بَلْ رَفَضُونِي أَنَا مَلِكًا عَلَيْهِمْ». صَحِيحٌ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ أَرَاحَتْ صَمُوئِيلَ، وَلٰكِنْ يَا لَلْإِهَانَةِ ٱلْفَظِيعَةِ ٱلَّتِي وَجَّهَهَا ٱلشَّعْبُ لِلهِ ٱلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ! إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، أَوْصَى يَهْوَهُ نَبِيَّهُ أَنْ يُحَذِّرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنَّ تَعْيِينَ مَلِكٍ عَلَيْهِمْ سَيُكَلِّفُهُمْ غَالِيًا. مَعَ ذٰلِكَ، أَصَرُّوا قَائِلِينَ: «بَلْ يَكُونُ عَلَيْنَا مَلِكٌ». فَمَا كَانَ مِنْ صَمُوئِيلَ إِلَّا أَنْ أَعْرَبَ عَنِ ٱلطَّاعَةِ كَعَادَتِهِ وَمَسَحَ ٱلْمَلِكَ ٱلَّذِي ٱخْتَارَهُ يَهْوَهُ. — ١ صم ٨:٧-١٩. ١٩، ٢٠ (أ) كَيْفَ أَطَاعَ صَمُوئِيلُ أَمْرَ يَهْوَهَ أَنْ يَمْسَحَ شَاوُلَ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ؟ (ب) كَيْفَ وَاظَبَ صَمُوئِيلُ عَلَى مُسَاعَدَةِ شَعْبِ يَهْوَهَ؟ ١٩ وَلٰكِنْ هَلْ أَطَاعَ صَمُوئِيلُ بِٱمْتِعَاضٍ وَبِحُكْمِ ٱلْوَاجِبِ؟ هَلْ سَمَحَ لِلْخَيْبَةِ أَنْ تُسَمِّمَ قَلْبَهُ وَلِلشُّعُورِ بِٱلْمَرَارَةِ أَنْ يَسْتَحْوِذَ عَلَيْهِ؟ قَدْ يَصِحُّ ذٰلِكَ فِي كَثِيرِينَ وَلٰكِنْ لَيْسَ فِي صَمُوئِيلَ. فَقَدْ مَسَحَ شَاوُلَ وَٱعْتَرَفَ أَنَّ يَهْوَهَ ٱخْتَارَهُ، وَقَبَّلَهُ أَيْضًا دَلَالَةً عَلَى ٱلتَّرْحِيبِ بِهِ وَتَعْبِيرًا عَنِ ٱلْخُضُوعِ لَهُ بِصِفَتِهِ ٱلْمَلِكَ ٱلْجَدِيدَ. وَقَالَ لِلشَّعْبِ: «هَلْ رَأَيْتُمُ ٱلَّذِي ٱخْتَارَهُ يَهْوَهُ، أَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ بَيْنَ جَمِيعِ ٱلشَّعْبِ؟». — ١ صم ١٠:١، ٢٤. ٢٠ فَصَمُوئِيلُ لَمْ يَبْحَثْ عَنْ أَخْطَاءٍ فِي ٱلرَّجُلِ ٱلَّذِي ٱخْتَارَهُ يَهْوَهُ، بَلْ رَكَّزَ عَلَى مَا فِيهِ مِنْ صَلَاحٍ. وَهُوَ شَخْصِيًّا رَكَّزَ عَلَى سِجِلِّ ٱسْتِقَامَتِهِ أَمَامَ ٱللهِ لَا عَلَى نَيْلِ ٱسْتِحْسَانِ شَعْبٍ مُتَقَلِّبِ ٱلرَّأْيِ. (١ صم ١٢:١-٤) كَمَا تَوَلَّى تَعْيِينَهُ بِأَمَانَةٍ، مُسْدِيًا ٱلْمَشُورَةَ إِلَى شَعْبِ ٱللهِ حَوْلَ ٱلْمَخَاطِرِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلَّتِي كَانُوا يُوَاجِهُونَهَا، وَمُشَجِّعًا إِيَّاهُمْ عَلَى ٱلْبَقَاءِ أُمَنَاءَ. وَقَدْ مَسَّتْ مَشُورَتُهُ قُلُوبَهُمْ فَتَوَسَّلُوا إِلَيْهِ أَنْ يُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِهِمْ. فَرَدَّ عَلَيْهِمْ بِهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلرَّائِعَةِ: «حَاشَا لِي أَنْ أُخْطِئَ إِلَى يَهْوَهَ بِأَنْ أَكُفَّ عَنِ ٱلصَّلَاةِ مِنْ أَجْلِكُمْ، بَلْ أُعَلِّمُكُمُ ٱلطَّرِيقَ ٱلصَّالِحَ وَٱلصَّائِبَ». — ١ صم ١٢:٢١-٢٤. يُذَكِّرُنَا مِثَالُ صَمُوئِيلَ أَلَّا نَدَعَ مَشَاعِرَ ٱلْحَسَدِ أَوِ ٱلْمَرَارَةِ تَتَأَصَّلُ فِي قُلُوبِنَا ٢١ كَيْفَ يُسَاعِدُكَ مِثَالُ صَمُوئِيلَ إِذَا شَعَرْتَ يَوْمًا بِٱلْخَيْبَةِ لِأَنَّ أَحَدًا غَيْرَكَ حَظِيَ بِٱمْتِيَازٍ أَوْ مَسْؤُولِيَّةٍ؟ ٢١ هَلْ شَعَرْتَ يَوْمًا بِٱلْخَيْبَةِ لِأَنَّ أَحَدًا غَيْرَكَ حَظِيَ بِٱمْتِيَازٍ أَوْ مَسْؤُولِيَّةٍ؟ كَمْ هُوَ مُفِيدٌ أَنْ تَتَذَكَّرَ مِثَالَ صَمُوئِيلَ فَلَا تَدَعَ مَشَاعِرَ ٱلْحَسَدِ أَوِ ٱلْأَسَى تَتَأَصَّلُ فِي قَلْبِكَ! (اقرإ الامثال ١٤:٣٠.) أَبْقِ فِي بَالِكَ أَنَّ لَدَى يَهْوَهَ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ ٱلْمُفْرِحَةِ وَٱلْمَانِحَةِ لِلِٱكْتِفَاءِ لِكُلٍّ مِنْ خُدَّامِهِ ٱلْأُمَنَاءِ. «إِلَى مَتَى تَنُوحُ عَلَى شَاوُلَ؟» ٢٢ لِمَ أَصَابَ صَمُوئِيلُ حِينَ رَأَى ٱلصَّلَاحَ فِي شَاوُلَ؟ ٢٢ أَصَابَ صَمُوئِيلُ حِينَ رَأَى ٱلصَّلَاحَ فِي شَاوُلَ ٱلَّذِي كَانَ رَجُلًا مُمَيَّزًا. فَفَضْلًا عَنْ وَسَامَتِهِ وَطُولِ قَامَتَهِ وَشَجَاعَتِهِ وَحَذَاقَتِهِ، كَانَ أَيْضًا فِي ٱلْبِدَايَةِ مُحْتَشِمًا وَمُتَحَفِّظًا فِي تَقْدِيرِ نَفْسِهِ. (١ صم ١٠:٢٢، ٢٣، ٢٧) كَمَا ٱمْتَلَكَ هِبَةً ثَمِينَةً هِيَ ٱلْإِرَادَةُ ٱلْحُرَّةُ، أَيِ ٱلْقُدْرَةُ عَلَى ٱخْتِيَارِ مَسْلَكِ حَيَاتِهِ وَٱتِّخَاذِ قَرَارَاتِهِ ٱلْخَاصَّةِ. (تث ٣٠:١٩) فَهَلْ أَحْسَنَ ٱسْتِخْدَامَ هٰذِهِ ٱلْهِبَةِ؟ ٢٣ أَيُّ صِفَةٍ ثَمِينَةٍ خَسِرَهَا شَاوُلُ أَوَّلًا، وَكَيْفَ ٱنْكَشَفَتْ كِبْرِيَاؤُهُ ٱلْمُتَزَايِدَةُ؟ ٢٣ حِينَ يَذُوقُ ٱلْإِنْسَانُ طَعْمَ ٱلسُّلْطَةِ وَٱلنُّفُوذِ، مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ أُولَى ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي يَخْسَرُهَا عَادَةً هِيَ ٱلِٱحْتِشَامُ. وَهٰذَا مَا حَدَثَ مَعَ شَاوُلَ. فَسُرْعَانَ مَا وَجَدَتِ ٱلْكِبْرِيَاءُ سَبِيلًا إِلَى قَلْبِهِ، وَٱخْتَارَ أَنْ يَعْصِيَ أَوَامِرَ يَهْوَهَ ٱلَّتِي نَقَلَهَا إِلَيْهِ صَمُوئِيلُ. فَذَاتَ مَرَّةٍ، فَقَدَ صَبْرَهُ وَقَرَّبَ ذَبِيحَةً كَانَ يَنْوِي صَمُوئِيلُ تَقْرِيبَهَا. لِذَا، وَبَّخَهُ ٱلنَّبِيُّ تَوْبِيخًا صَارِمًا وَأَنْبَأَ أَنَّ ٱلْمُلْكَ لَنْ يَبْقَى ضِمْنَ عَائِلَتِهِ. وَلٰكِنْ عِوَضَ أَنْ يَتَّعِظَ شَاوُلُ بِٱلتَّأْدِيبِ، تَمَادَى فِي ٱرْتِكَابِ أَعْمَالِ ٱلْعِصْيَانِ. — ١ صم ١٣:٨، ٩، ١٣، ١٤. ٢٤ (أ) كَيْفَ عَصَى شَاوُلُ أَوَامِرَ يَهْوَهَ فِي حَرْبِهِ ضِدَّ عَمَالِيقَ؟ (ب) مَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ شَاوُلَ حِيَالَ ٱلتَّقْوِيمِ، وَمَاذَا كَانَ قَرَارُ يَهْوَهَ؟ ٢٤ فَفِي إِحْدَى ٱلْمُنَاسَبَاتِ، أَمَرَهُ يَهْوَهُ بِفَمِ صَمُوئِيلَ أَنْ يَشُنَّ حَرْبًا عَلَى عَمَالِيقَ. وَتَضَمَّنَتْ إِرْشَادَاتُهُ قَتْلَ ٱلْمَلِكِ ٱلشِّرِّيرِ أَجَاجَ. غَيْرَ أَنَّ شَاوُلَ ٱسْتَحْيَاهُ وَعَفَا عَنْ خِيَارِ ٱلْغَنِيمَةِ ٱلَّتِي وَجَبَ أَنْ تُحَرَّمَ لِلْهَلَاكِ. وَعِنْدَمَا جَاءَ صَمُوئِيلُ لِيُقَوِّمَهُ، تَبَيَّنَ كَمْ تَغَيَّرَ قَلْبُهُ. فَعِوَضَ أَنْ يَقْبَلَ ٱلتَّقْوِيمَ بِٱحْتِشَامٍ، ٱلْتَمَسَ ٱلْأَعْذَارَ لِنَفْسِهِ وَبَرَّرَ تَصَرُّفَهُ وَتَنَصَّلَ مِنَ ٱلْمَسْؤُولِيَّةِ، مُحَاوِلًا إِلْقَاءَ ٱللَّوْمِ عَلَى ٱلشَّعْبِ. وَحِينَ حَاوَلَ ٱلْإِفْلَاتَ مِنَ ٱلتَّأْدِيبِ بِٱدِّعَائِهِ أَنَّ جُزْءًا مِنَ ٱلْغَنِيمَةِ كَانَ سَيُقَرَّبُ ذَبَائِحَ لِيَهْوَهَ، تَلَفَّظَ صَمُوئِيلُ بِٱلْكَلِمَاتِ ٱلشَّهِيرَةِ ٱلتَّالِيَةِ: «هَا إِنَّ ٱلطَّاعَةَ أَفْضَلُ مِنَ ٱلذَّبِيحَةِ». ثُمَّ أَنَّبَهُ بِشَجَاعَةٍ وَأَوْضَحَ لَهُ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُمَزِّقُ مُلْكَهُ وَيُعْطِيهِ لِرَجُلٍ أَفْضَلَ مِنْهُ. * — ١ صم ١٥:١-٣٣. ٢٥، ٢٦ (أ) لِمَ نَاحَ صَمُوئِيلُ عَلَى شَاوُلَ، وَكَيْفَ قَوَّمَ يَهْوَهُ نَبِيَّهُ بِرِقَّةٍ؟ (ب) أَيُّ دَرْسٍ تَعَلَّمَهُ صَمُوئِيلُ حِينَ ذَهَبَ إِلَى بَيْتِ يَسَّى؟ ٢٥ تَأَلَّمَ صَمُوئِيلُ كَثِيرًا مِنْ أَخْطَاءِ شَاوُلَ، وَأَمْضَى ٱللَّيْلَ بِطُولِهِ يَصْرُخُ إِلَى يَهْوَهَ بِشَأْنِ هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ. وَوَصَلَ بِهِ ٱلْأَمْرُ إِلَى ٱلنَّوْحِ عَلَى هٰذَا ٱلْمَلِكِ. فَكُلُّ ٱلْآمَالِ ٱلَّتِي عَلَّقَهَا عَلَيْهِ وَٱلصَّلَاحُ ٱلَّذِي تَوَسَّمَهُ فِيهِ تَلَاشَى ٱلْآنَ. فَٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي كَانَ يَعْرِفُهُ تَغَيَّرَ جِدًّا؛ لَقَدْ خَسِرَ أَفْضَلَ صِفَاتِهِ وَتَمَرَّدَ عَلَى يَهْوَهَ. لِذٰلِكَ أَبَى أَنْ يَرَاهُ إِلَى يَوْمِ مَوْتِهِ. وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ، قَوَّمَ يَهْوَهُ صَمُوئِيلَ بِرِقَّةٍ قَائِلًا: «إِلَى مَتَى تَنُوحُ عَلَى شَاوُلَ، وَأَنَا قَدْ رَفَضْتُهُ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ؟ اِمْلَأْ قَرْنَكَ زَيْتًا وَٱذْهَبْ. فَإِنِّي أُرْسِلُكَ إِلَى يَسَّى ٱلْبَيْتَلَحْمِيِّ، لِأَنِّي وَجَدْتُ لِي مِنْ بَنِيهِ مَلِكًا». — ١ صم ١٥:٣٤، ٣٥؛ ١٦:١. ٢٦ إِنَّ قَصْدَ ٱللهِ لَا يَعْتَمِدُ عَلَى بَشَرٍ نَاقِصِينَ يَتَأَرْجَحُونَ فِي وَلَائِهِمْ. فَمَتَى تَخَلَّى أَحَدُهُمْ عَنْ أَمَانَتِهِ، وَجَدَ يَهْوَهُ آخَرَ يُنَفِّذُ مَشِيئَتَهُ. وَهٰكَذَا، كَفَّ صَمُوئِيلُ ٱلْمُسِنُّ عَنِ ٱلْحُزْنِ عَلَى شَاوُلَ. وَبِتَوْجِيهٍ مِنْ يَهْوَهَ، ذَهَبَ إِلَى مَنْزِلِ يَسَّى فِي بَيْتَ لَحْمَ، حَيْثُ ٱلْتَقَى عَدَدًا مِنْ أَبْنَائِهِ ٱلْجَمِيلِي ٱلْهَيْئَةِ. لٰكِنَّ يَهْوَهَ ذَكَّرَهُ مِنَ ٱلْبِدَايَةِ أَنْ يَتَطَلَّعَ إِلَى مَا وَرَاءَ ٱلْمَظْهَرِ ٱلْخَارِجِيِّ. (اقرأ ١ صموئيل ١٦:٧.) وَأَخِيرًا، قَابَلَ مَنْ وَقَعَ عَلَيْهِ ٱلِٱخْتِيَارُ: اَلِٱبْنَ ٱلْأَصْغَرَ دَاوُدَ. لَمَسَ صَمُوئِيلُ لَمْسَ ٱلْيَدِ أَنْ مَا مِنْ خَيْبَةِ أَمَلٍ إِلَّا وَيُبَلْسِمُ يَهْوَهُ ٱلْجِرَاحَ ٱلَّتِي تُخَلِّفُهَا، حَتَّى إِنَّهُ قَدْ يُحَوِّلُ أَيَّ ظَرْفٍ عَصِيبٍ إِلَى بَرَكَةٍ ٢٧ (أ) كَيْفَ ٱزْدَادَ إِيمَانُ صَمُوئِيلَ قُوَّةً؟ (ب) مَا رَأْيُكَ فِي ٱلْمِثَالِ ٱلَّذِي رَسَمَهُ صَمُوئِيلُ؟ ٢٧ بَانَ جَلِيًّا لِصَمُوئِيلَ فِي آخِرِ سِنِي حَيَاتِهِ كَمْ كَانَ قَرَارُ يَهْوَهَ صَائِبًا أَنْ يَحِلَّ دَاوُدُ مَحَلَّ شَاوُلَ. فَهٰذَا ٱلْمَلِكُ ٱسْتَسْلَمَ لِغَيْرَةٍ مُرَّةٍ حَرَّضَتْهُ عَلَى ٱلْقَتْلِ وَٱرْتَدَّ عَنِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. أَمَّا دَاوُدُ فَأَعْرَبَ عَنْ صِفَاتٍ رَائِعَةٍ مِثْلِ ٱلشَّجَاعَةِ، ٱلِٱسْتِقَامَةِ، ٱلْإِيمَانِ، وَٱلْوَلَاءِ. وَفِيمَا أَشْرَفَتْ حَيَاةُ صَمُوئِيلَ عَلَى نِهَايَتِهَا، قَوِيَ إِيمَانُهُ أَكْثَرَ. فَقَدْ لَمَسَ لَمْسَ ٱلْيَدِ أَنْ مَا مِنْ مُشْكِلَةٍ إِلَّا وَيَحُلُّهَا يَهْوَهُ وَمَا مِنْ خَيْبَةِ أَمَلٍ إِلَّا وَيُبَلْسِمُ ٱلْجِرَاحَ ٱلَّتِي تُخَلِّفُهَا، حَتَّى إِنَّهُ قَدْ يُحَوِّلُ أَيَّ ظَرْفٍ عَصِيبٍ إِلَى بَرَكَةٍ. وَفِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ، مَاتَ صَمُوئِيلُ تَارِكًا وَرَاءَهُ سِجِلًا رَائِعًا لِحَيَاةٍ دَامَتْ نَحْوَ قَرْنٍ. فَلَا عَجَبَ أَنْ نَاحَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ عَلَى هٰذَا ٱلرَّجُلِ ٱلْأَمِينِ! وَٱلْيَوْمَ، حَرِيٌّ بِكُلٍّ مِنْ خُدَّامِ يَهْوَهَ أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ: ‹هَلْ أَقْتَدِي بِإِيمَانِ صَمُوئِيلَ؟›. ^ قُتِلَ أَجَاجُ عَلَى يَدِ صَمُوئِيلَ نَفْسِهِ. فَلَا هٰذَا ٱلْمَلِكُ ٱلشِّرِّيرُ وَلَا عَائِلَتُهُ كَانُوا يَسْتَحِقُّونَ ٱلرَّحْمَةَ. وَكَمَا يَتَّضِحُ، إِنَّ «هَامَانَ ٱلْأَجَاجِيَّ» فِي سِفْرِ أَسْتِيرَ ٱلَّذِي حَاوَلَ أَنْ يَمْحُوَ شَعْبَ ٱللهِ عَنْ بَكْرَةِ أَبِيهِمْ كَانَ مُتَحَدِّرًا مِنْ أَجَاجَ. — اس ٨:٣؛ اُنْظُرِ ٱلْفَصْلَيْنِ ١٥ وَ ١٦ فِي هٰذَا ٱلْكِتَابِ. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
خيبات الأحبه لا تنسي |
كثيره هي خيبات الامل |
خيبات" يدي |
جيبات روعه |
جيبات روعه |