رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حَتَّى مَتَى الْخُطَاةُ يَا رَبُّ، حَتَّى مَتَى الْخُطَاةُ يَشْمَتُونَ؟ [3] الله طويل الأناة على الأشرار والمتكبرين، ليس تجاهلًا لصرخات المظلومين، وإنما ترفقًا بالخطاة، لعلهم يدركون حقيقة حالهم، فيرجعون عن شرورهم. يقف حتى الشهداء في الفردوس في دهشة أمام طول أناة الله على الأشرار. يقول الرائي: "وصرخوا بصوتٍ عظيم قائلين: حتى متى أيها السيد القدوس والحق لا تقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الأرض" (رؤ 6: 10). صرخة المتألمين هنا تكشف عن مشاعر البشر، إذ تعبر عليهم ساعات الضيق كأنها سنوات طويلة، فيقولون: "حتى متى..." مكررين ذلك، أما أيام الفرج فتعبر بسرعة. * "حتى متى الأشرار يا رب، حتى متى يفتخر الأشرار؟!" ضيق صدر البشر لا يريد أن يكون الله طويل الأناة. المخلوقات بالحق جديرون بالشفقة، ونحن نريد أن يكون الله طويل الأناة معنا، وليس مع أعدائنا. عندما نخطئ نتوسل إلى الله أن يطيل أناته علينا، عندما يخطئ أحد ضدنا لا نتوقع من الله أن يطيل أناته عليه. "حتى متى يفتخر الأشرار؟" لا يكفي أنهم يخطئون، وإنما يفتخرون أيضًا بخطاياهم. بليتهم الأولى أنهم يخطئون، وأما الدرجة الثانية من بؤسهم بل والأخيرة هي عدم توبتهم. هؤلاء الخطاة ليس فقط يرفضون أن يحنوا رقابهم في تواضعٍ، لكنهم يستعرضون خطأهم علانية. القديس جيروم |
|